المجيب

المجيب اسم من أسماء الله تعالى الحسنى وردت به آيات في القرآن الكريم، منها قوله تعالى: (أمَّن يجيب المضطر إذا دعاه)، وقوله أيضا: (فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان)، ويقول د· محمد داود - أستاذ الدراسات الاسلامية بجامعة قناة السويس-: المجيب جل جلاله هو الذي يسمع دعوة الداعي اذا دعاه فيجعل له في الدنيا ما سأل أو يدخرها له في الآخرة· ومن الصفات الملازمة للمجيب ان يكون غنيا جوادا؛ فلذا وصف نفسه بأنه غني كريم وسميع وقريب ومجيب قال تعالى: (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع اذا دعان) (البقرة: 186) وقال عز وجل (ادعوني استجب لكم)(غافر:60) وقال تعالى: (ما عندكم ينفد وما عند الله باق) (النحل: 96) وقال عز وجل (إن هذا لرزقنا ما له من نفاد)( ص: 54)، فالمجيب جل جلاله يقابل مسألة السائلين ودعاء الداعين بالإجابة وضرورة المضطرين بالكفاية، بل ينعم قبل الدعاء ويتفضل قبل الدعاء، ولقد قال أحد الأعراب للنبي - صلى الله عليه وسلم - إلام ندعو؟ قال إلى الله الذي اذا اصابك ضر فدعوته كشف عنك وإن أجدبت أرضك فدعوته أنبتت لك وإن ضلت لك ضالة في فلاة فدعوته رد عليك· ويضيف د· داود: والمجيب عز وجل هو الذي يسعف السائل بمقتضى فضله فيعطيه ما طلب او ما هو افضل واصلح له والحق عز وجل هو وحده الذي يعلم حاجة المحتاجين قبل سؤالهم وقد علمها في الازل فدبر أسبابها وقدر كيفية وصولها، فالاجابة محققة وهو حكيم، فإن طلبت الدنيا استجاب لك او ادخر لك ذلك في الآخرة، والحق عز وجل يحب العبد الملح في الدعاء، حيث ورد في الحديث النبوي الشريف: ''من لم يسأل الله يغضب عليه''، وقد ورد في حديث آخر الدعاء يرد البلاء والبلاء ينزل من السماء والدعاء يرفع اليها فيتقابلان ويتصارعان الى يوم القيامة والله ضمن الاجابة بما يعلم انه خير لك في الوقت الذي يريده لا في الوقت الذي تريده فلا تجزع لتأخر الاجابة، فربما كان ذلك خيرا لك وربما اختار لك ما هو افضل وأولى مما تطلب فادعه وأنت موقن بالإجابة · وورد أن شخصين احدهما يحبه الله والآخر يبغضه الله فسألا الله حاجة فأوحى الله الى الملك ان يقضي حاجة البغيض مسرعا حتى يكف عن الدعاء لأنه يبغض سماع صوته، وقال للملك توقف عن حاجة فلان لأني احب أن أسمع صوته، ولو كشف الله الحجاب لفرح هذا وحزن ذاك، ومن ثم يجب على العبد ألا يستعظم ما يسأل من الله، ولا يمل من ان يستكثر من الدعاء؛ فإن الله تعالى عظيم كريم·