الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

"سن العاشرة" المثالية طبياً لصوم الأطفال

"سن العاشرة" المثالية طبياً لصوم الأطفال
21 سبتمبر 2007 21:56
جرت العادة أن تشجع الأسرة المسلمة في شتى بقاع العالم صغارها على الصيام في سن مبكرة لتلج إلى منظومة الكبار والمكلفين في جو الإفطار الرائع الذي يأسر الطفل ويجعله ينخرط في الروحانيات وأداء الفرائض بكل محبة واقتناع· وقد حث الفقهاء على ضرورة تدريب الأطفال على الصيام قياساً على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يدعو فيه الأهل بأمر الأطفال بالصلاة من السابعة، وضربهم عليها من العاشرة إيذاناً بعهد جديد من الالتزام بالفرائض· وعلى الرغم من اختلاف الطرائق والأساليب المتبعة في تعليم الصغار للحاق بركب المكلفين إلا أن الجميع اتفق على سياسة التدرج والخطوة خطوة· ''الاتحاد'' تلقي الضوء على قضية صيام الأطفال في التحقيق التالي: يقول الدكتور محمد حجازي أخصائي أطفال: إن إجبار صغار السن على الصيام طريقة غير سليمة، إذ إنه يجب على الأهل تهيئة الطفل نفسياً لقبول فكرة الصيام، ومن ثم تعويده على الصيام بأسلوب تدريجي بعيد عن الإجبار والضغط· وشدد الدكتور حجازي على عدم البدء بالصوم في سن الخامسة والسادسة والسابعة أيضاً، منوهاً إلى أن هذه المراحل العمرية مرحلة نمو العظام وبناء خلايا المخ، إذ إن الطفل بحاجة ماسة إلى الغذاء والماء لبناء جسده الصغير، كما أنه بحاجة إلى السوائل والكالسيوم والمواد العضوية التي تبني أنسجته وتكوِّن عظامه، واعتبر حجازي السن الثامنة هي المناسبة للبدء بالتدريب على الصيام بصورة جزئية، وكذلك التاسعة، مؤكداً أن السن العاشرة الأنسب صحياً وطبياً للصوم بشكل كامل· واجبات دينية ومن جانبهم أكد عدد من الأطفال الذين دخلوا عالم الواجبات الدينية أنهم بدأوا الصيام بسن مبكرة، لكن ضمن إطار تدريجي· تقول شهد أيسر 12 عاماً طالبة بالصف الثامن الابتدائي: لم أتعوَّد على الصيام منذ الصغر لأنني نحيفة جداً، ولا أتحمل الصوم، بيد أنني منذ سنة بدأت أصوم بصورة تدريجية بمساعدة الأهل، وتتابع: أحب شهر رمضان كثيراً، وهذا العام أمارس هذا الواجب الديني الجميل مع الاهل، لا أنكر أنني واجهت صعوبة في بداية الامر، ولكن مع مضي الوقت بات بإمكاني الصوم، فضلاً عن أن والدتي تصطحبني معها إلى المسجد لأداء صلاة التراويح برفقة نساء وفتيات الحي· وعن تلاوة القرآن الكريم قالت: إنني أجيد تلاوة القرأن الكريم، وصوتي جميل جداً، وقررت أن أختم القرآن هذا الشهر إن شاء الله· بدورها تقول ضحى صباح التميمي 11 عاماً في الصف الثامن: ''بدأت أصوم منذ أربع سنوات، وكنت حينها في الصف الثالث، وفي السنة الثانية أكملت صيامي واستمررت على هذا النحو حتى اليوم·'' أما نور محمد بدر 8 سنوات في الصف الثاني فتصف الامساك عن الطعام والشراب بالمشقة الكبيرة، منوهة إلى أنها بدأت بالصوم العام الماضي حتى أذان الظهر، أما هذا العام فإنها تصوم اليوم كاملاً أسوة بأشقائها الكبار، كما أنها عمدت إلى حفظ الآيات القصيرة من القرآن· الدعاء تقول علا صباح 8 نوات في الصف الثاني: ''كنت أرى أبي وأمي وأشقائي يصومون باستثنائي نظراً لصغر سني، ولكن هذا العام كان انضمامي إليهم أجمل هدية ظفرت بها طوال حياتي''، وتتابع: ''علمتني والدتي أن أقوم يومياً بالدعاء لأطفال المسلمين في العراق ولبنان وفلسطين ممن يعانون الأمرَّين جراء الظروف الصعبة التي يعيشونها، لذلك فإنني أحرص يومياً على الدعاء لهم وأردد ما تقوله لي أمي· وعن تجربة الصيام تقول: إنها فرحة جداً بهذا الانجاز وبتشجيع أسري، حيث كانوا يتغاضون عن بعض هفواتي إذا نسيت وشربت، مشيرة إلى أن كل شيء في بدايته صعب· ضرورة التدرج إلى ذلك أكد عدد من الأمهات أن أسلوب التدريج هو المتبع والأفضل في جعل الصغار يقبلون على الصيام· وقالت هدى التميمي عراقية مقيمة في الدولة وأم لثلاثة أطفال: ''اعتدنا في بلادنا تدريب الصغار على الصوم في سن السادسة، ونطلق على صومهم صوم الغزلان، حيث ننتهج أسلوب التدريج وعدم الإجبار، وحين يؤذن الظهر ينتهي صيامهم، حيث نعلمهم أن الغزالة جاءت لتطعمهم، لأن الغزال من الحيوانات الجميلة والمحببة لدى الأطفال· الزي التقليدي قالت ''إلهام'' من المغرب العربي: ''في بلادنا نبدأ مع الصغار لأول مرة في ليلة القدر حيث يرتدي الصغار الزي المغربي التقليدي وتقام لهم حفلة ضخمة بهذه المناسبة''· أما في بلاد الشام وفلسطين وسوريا والأردن فيطلق عليه (درجات المئذنة)، حيث شرحت أروى محمد من سوريا وهي أم لولدين: ''يباشر الصغير الصيام في السادسة حتى الظهر لمدة أسبوع، والأسبوع الثاني حتى العصر، وهكذا يستمر في التدريب حتى يصوم في الأسبوع الأخير يوماً كاملاً، وحينها نقيم له فطورية حيث نشتري أنواعاً مختلفة من الحلويات المفضلة لدى الطفل على ان تقدم له عقب الافطار''·
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©