الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الخط العربي يعانق الفن في أعمال محمد البنا

الخط العربي يعانق الفن في أعمال محمد البنا
21 سبتمبر 2007 21:54
عشق المهندس المعماري الفنان الدكتور محمد البنا ابن الإسكندرية الخط العربي ونسبه وجمالياته وقدم مئات اللوحات التي أبرزت قدرته على المزج بين الخط والفن التشكيلي وأعماله تعبر عن ابداع الفنان المسلم· ولوحات الفنان محمد البنا عبارة عن آيات قرآنية وأبيات شعرية واقوال مأثورة واسماء الله الحسنى كالسلام والعفو والغفور والرحيم ولكل لوحة شكل فني مغاير وغير تقليدي، ففي مقدمة اللوحة تبدو الآية واضحة ومقروءة وفي خلفيتها صدى مكتوب وعبارات متكررة في شكل يحث المتلقي على التفاعل والتحاور مع اللوحة اكثر من مرة، ناهيك عن الحالات اللونية المتميزة التي تزدان بها اللوحات وتتضافر مع الزخارف النباتية والهندسية التي تميز بها الفنان في بدايات العصر الاسلامي· ويقول الفنان محمد البنا: في تاريخ الفنون الاسلامية كان الخط العربي عنصرا رئيسيا، ومع عدم وجود شخوص بالاعمال الفنية وقتها لجأ الفنانون الاوائل الى الخط لكي يقدموا ابداعاتهم، ومع محدودية هذا الخط بدأوا يشكلون به ما عرف بالزخارف النباتية والهندسية واستخدم الخط بشكل متميز في المساجد وعلى الأواني وبه رسالة مباشرة في انواعه المتميزة كالكوفي والثلث، الى أن ظهرت بعد ذلك خطوط الديواني والفارسي والجلي· واضاف انه وقع في عشق الخط العربي وجمالياته ونسبه، وهو ما خلق لديه احساسا بالتوجه الى الناس بفن اسلامي معاصر لا يلغي القديم وإنما يضيف اليه، خاصة أن الفن دائما نبض ومقياس للعصر الذي يعيشه الفنان ووجد أن الخط العربي يمكنه من تحقيق الجمال باللوحات، فضلا عن امكانية ان تقدم هذه اللوحات صورة حضارية وابداعية عن عظمة الاسلام الذي يدعو الى التسامح والاعتراف بالآخر على عكس الصورة الموجودة في أذهان الغرب الذين يتجنون على الاسلام· شكل مختلف وأوضح الفنان محمد البنا أنه في بداية عمله كان يدرك أن الفن التشكيلي ليست فيه مباشرة ورسالته ضمنية، لذلك وظف الخط العربي في اعمال فنية تمزج بين جماليات الخط والزخارف وبين اللوحة الفنية وعناصر التشكيل فيها لتخرج اعماله في شكل مختلف يتجاوز الدور المباشر للخط العربي ليحدث نوعا من الاستكشاف والتفاعل والتحاور بين العمل الفني والمتلقي نتيجة الرؤى المتعددة التي تقدمها كل لوحة والاسلوب المختلف المقدمة به والذي يمزج بين الخط والزخارف والالوان في شكل تكتمل فيه عناصر التكوين الفني· وقال إنه يعتمد على طريقة الكتابة بالطبقات المتعددة بمعنى أن اللوحة تضم كتابة رئيسية فيها الآية القرآنية وهناك كتابة أخرى فرعية في الخلفية تكمل المعنى والشكل وتكون مردودا للكتابة الرئيسية، فهناك مثلا لوحة تحمل كتابتها الرئيسية الآية الكريمة ''إن الله وملائكته يصلون على النبي''، وفي الخلفية عبارات متكررة لبقية الآية القرآنية ''يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما''، ويتضافر ذلك مع مجموعة من الالوان الموحية والمعبرة عن معنى الآية الكريمة، بما يؤدي الى خلق التواصل والتفاعل بين اللوحة والمتلقي· وأشار الى أنه كان يعتمد على الآيات القرآنية في بداية رحلته الفنية لخلق حالة من الاستكشاف بين المتلقي والعمل الفني، ثم انتقل بعد ذلك الى الاحاديث النبوية واسماء الله الحسنى وبعض الأبيات الشعرية والحكم والاقوال المأثورة، بالاضافة الى استخدامه مفردات بعينها موجودة في القرآن الكريم لتكون هي البطل الرئيسي للعمل الفني مثل كلمات ود وحب ووصل وشكر وسكن وعمل وحمد، وهي معانٍ تصل الى المتلقين، ويمكن ان يقتنيها غير المسلمين ايضا، وكل الاعمال بخط الثلث الذي يعتبر اقوى الخطوط وخط الكوفي، وهو الاكثر حرية وقربا للفن والديواني الذي يحمل نوعا من الفخامة· ويؤكد الفنان محمد البنا أنه لا يصنف نفسه كخطاط ولكنه فنان تشكيلي استفاد من دراسته للهندسة المعمارية وعشقه للخط العربي وتمكن من ابداع اعمال فنية تحمل كلمات الله عز وجل ويحاول توصيلها للناس بأفضل صورة، ويعمل على توصيل الجمال ونصف مهمته كفنان متحقق بسهولة قراءة الآيات والمضمون والنصف الآخر معتمد على استخدام الفن التشكيلي بعناصره المختلفة لتحقيق ما يريد، وأعماله الفنية أقرب إلى رجل الشارع لأنها لا تحتوي على أي نوع من الغموض، فلوحاته تتحدث عن نفسها وتتحول من تلقاء نفسها الى دعوة اسلامية لغير المسلمين، وعدد كبير من غير المسلمين أعجب بلوحاته خاصة اللوحات التي بها كلمة واحدة تحمل مدلولات ومعاني، كما أن اللوحات تعبر بشكل غير مباشر عن الهوية العربية والاسلامية المفقودة التي تختفي وراء العولمة وطمس هوية اللغة العربية وهو يقدم لوحاته وفي ذهنه هذه الافكار بالطبع·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©