تناقص الموارد يرفع الأسعار إلى 150 دولاراً

وجه اللورد أوكسبورج رئيس مجلس الإدارة السابق لمجموعة شل تحذيراً شديد اللهجة بأن أسعار النفط أصبح بإمكانها ان تتعدى سقف 150 دولاراً للبرميل في الوقت الذي سيصل فيه الانتاج الى ذروته في غضون فترة الأعوام العشرين المقبلة· وقد وجه اتهامات للصناعة بأنها ظلت تدفن رأسها ''في الرمال'' بشأن مسألة نضوب الامدادات ومضى يحذر قائلاً ربما أصبحنا نمارس عملية المشي أثناء النوم بالنسبة لمشكلة مرشحة في حقيقة الأمر لأن تصبح خطيرة جداً وربما يصبح الوقت متأخراً كثيراً لفعل أي شيء حيالها في الوقت الذي نصحو فيه بالكامل· وفي لقاء صحفي مع جريدة الاندبندنت اللندنية قبيل إلقاء خطابه أمام جمعية الدراسة الخاصة بالذروة في إنتاج النفط المقرر عقدها في ايرلندا الاسبوع الماضي ذكر اللورد أوكسبورج أحد أكثر الاسماء المحترفة في صناعة الطاقة ان الزيادة المتسارعة الوتيرة في أسعار النفط أصبحت أمراً لا مناص منه بعد ان بات الطلبات بتجاوز العرض بخطوات هائلة قائلاً ''لربما سوف يتعين علينا المضي في استخراج النفط من باطن الأرض لوقت قادم طويل، لكن الأمر سوف ينطوي على المزيد من النفقات والتكاليف الباهظة بالطبع وبمجرد ان تتجاوز أسعار النفط حاجز 100 أو 150 دولاراً مقابل البرميل فإن البدائل سوف تصبح ببساطة أكثر جاذبية فيما يتعلق بالسعر ناهيك عن النواحي الأخرى''· ومضى اللورد أوكسبورج مضيفاً ان كبريات شركات النفط العالمية بات يتعين عليها انفاق المزيد من الاستثمارات وبكثافة على تطوير البدائل القابلة للحياة والاستدامة عوضاً عن النفط والغاز· وهو يقول إذا ما نظرت إلى المسألة من موقع شركات النفط فستجد انها ما زالت ببساطة حتى هذه اللحظة تمارس اعمالها التجارية الاعتيادية بينما لا تعبأ بعدد من المناطق الواعدة بالوسائل البديلة والتي ربما تكتسب أهمية عظيمة في المستقبل القريب''· وفي معرض تعليته على ما أصبح يعرف باسم ''الذروة النفطية'' - اي النفطة التي سيبدأ من عندها الإنتاج النفطي العالمي في التناقص المحتوم الى غير رجعة - فقد ذكر بأن من المرجح ان يتم بلوغها في المستقبل القريب· ومضى يقول ''فيما يتعلق بعوامل الندرة والندوب فإن الأمر سيدلي بتأثيرات سالبة حقيقية خاصة بالنسبة للفجوة بين الإنتاج والطلب· ومن المؤكد ان العالم يتجه الى ذروة يتناقص بعدها الإنتاج النفطي ولو بخطوات بطيئة نحو القاع· وربما نصل الى هذه النقطة في خلال فترة الأعوام العشرين المقبلة· واعتقد انني سوف افاجأ اذا لم يحدث ذلك· والى ذلك، فقد اغلق سعر النفط الخام تداولاته فوق مستوى 80 دولاراً للبرميل لأول مرة في تاريخه يوم الخميس الماضي بعد ان اثار اقتراب أحد الأعاصير من تكساس مخاوف بشأن الامدادات· وارتفع الخام الأميركي الخفيف الى 80,20 دولار اي أعلى بمقدار سنتين عن السعر الذي لامسه يوم الأربعاء· علماً بأن أسعار النفط شهدت ارتفاعاً بمعدل 30 في المائة منذ بداية هذا العام، كما بلغت 4 أضعاف المستويات التي وصلتها في عام ·2002 وتشير آخر الأرقام الصادرة من إدارة معلومات الطاقة الأميركية الى ان إنتاج الوقود السائل العالمي في اغسطس المنصرم أقل بمقدار يقارب المليون برميل يومياً مما كان عليه المستوى في الفترة نفسها في عام ·2006