الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قنوات الأطفال.. نافذة خيالية تطل على واقع عنيف!

قنوات الأطفال.. نافذة خيالية تطل على واقع عنيف!
18 ابريل 2009 01:27
كثرت القنوات المخصصة لعرض برامج الأطفال على شاشات التلفزيون حتى استعصت على العدّ، كما بات من الصعب معها الحدّ من ساعات المشاهدة بالنسبة للأطفال، فالبرامج مستمرة على مدار اليوم، و»الريموت كونترول» بيدّ الطفل يصعب تناوله منه.. مع هذا الكم المتزايد من قنوات الأطفال يرى البعض أن التلفزيون قد أصبح شراً مستطيراً كونه يفسد عقول الأطفال بما يعرضه من أفلام ومسلسلات مليئة بالعنف والجريمة، أو حلقات الكرتون الخيالية القائمة على قواعد غير علمية وواقعية. فيما يرى آخرون أنَّ التلفزيون وسيلة تسلية آمنة بالنسبة للطفل كونها تحميه من أخطار اللعب في الشارع. وتشكو هند المزروعي من تعلق أطفالها بالتلفزيون، قائلة: فور عودتهم من المدرسة، يتسمر أطفالي الثلاثة أمام التلفزيون يومياً ليجلسوا بالساعات، دون أن يتحركوا، وإذا ما طلبت منهم شيئاً فلا ينفذونه، لدرجة أنني أشك بأنهم يسمعون. تتابع المزروعي: الأمر الذي يزيد من المعاناة هو وجود العديد من القنوات التلفزيونية المخصصة للأطفال، ما يزيد من ساعات المتابعة لهذه القنوات من قبل الأطفال مع إمكانية التقليب بينها مع إهمال الدراسة وأداء الفروض المدرسية. وتتحدث إنجي سليمان عن تأثر أطفالها بمشاهد العنف التي تتخلل برامج الأطفال قائلة: لا أستطيع تجاهل التأثير الذي تحدثه بعض برامج الأطفال على أبنائي، فبعد أن تنتهي بعض البرامج يبدأ لديهم برنامج مشابه حيث يبدأون بضرب بعضهم البعض بصورة مؤذية في حين تعجز محاولاتي ومحاولات والدهم فض النزاع بينهما. تستدرك: ورغم معرفتي بالتأثير السلبي الذي تخلفه بعض برامج التلفزيون على أطفالي وكثرة التعرض له، فإن خيار مشاهدة التلفزيون يبقى بالنسبة لي هو الأكثر أمناً بدل الخروج من المنزل واللعب في الشوارع. من حانبه يقول عمران الباشا، معلّم مدرسة: إنَّ نظرة متفحصة إلى الرسوم المتحركة المقدمة لأطفالنا تكشف التقصير الكبير في استخدام هذا الفن الخطير. فمعظم أفلام الكرتون والصور المتحركة المقدمة لأطفالنا هي أفلام أميركية أو غربية الصنع والهوية، صممت لأطفال غير أطفالنا وبعقلية غير عقليتهم. وتشجع عادات وأخلاق تتنافى مع أخلاقنا، ولذلك فلا عجب أن زادت ظاهرة العنف في المدرسة والبيت والشارع بين الأطفال، الذين إنما هم يحاكون في الواقع ما يشاهدونه على التلفاز». أما الدكتور مصطفى عبد العظيم، أخصائي الطب النفسي، فقد أكد أنَّ مشاهدة الأطفال لبرامج التلفزيون لفترات غير محددة ودون رقابة وانتقائية تفرز سلوكات أبرزها السلبية والأنانية وعدم التعاون مع الآخرين، وعدم الإحساس بمشاعرهم بل والسخرية منهم إلى جانب التقليد الأعمى لهم في الملبس والمأكل والمشرب والسلوك الاجتماعي وتطوير نمط حياة استهلاكي. كذلك تؤدي مشاهدة البرامج بإفراط ودون ضوابط إلى تأثيرات سلبية على الأطفال تتمثل بالعجز عن ضبط النفس واللجوء إلى العنف بدل التفاوض، والافتقار إلى الأمان والشعور الدائم بالخوف والقلق، وترسيخ صور نمطية في عقل الطفل حول المرأة والرجل والمسنين والطفل وأصحاب المهن والمسؤولين ورجال الأمن وغيرهم إضافة إلى قتل روح الإنتاج والإبداع لديهم. لكنه مع ذلك لم يغفل آثار التلفزيون الإيجابية على الأطفال باعتباره «ثنائي التأثير» فهو من جهة أخرى يحفز الطفل لإدراك مفاهيمه وتصوراته وطموحاته، ويعزز لديه قيم الاستقلال في الرأي والرغبة في الحوار والميل إلى التفكير النقدي وانتهاز فرص التعلم الذاتي، كما يوسع مداركه وينمي خياله ويرفع مستواه الثقافي والعلمي فضلاً عن أن مشاهدة التلفزيون باعتدال «تزيد قدرة الأطفال على الاستيعاب والتذكر لاعتمادها على حاستي السمع والبصر ولجاذبيتها في الحركة والصورة. ناصحاً الأهالي بتحديد ساعات محددة لأطفالهم كي يشاهدوا فيها برامج الأطفال، مع تحديد برامج بعينها يتم مراقبة مضمونها، إضافة إلى التحدث والتشاور بشأن البرامج الأخرى التي يتخللها العنف وذلك من أجل ثني الطفل عن مشاهدتها
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©