دواء العيون.. و الطعم الكاذب

سؤال: أنا سيدة في الخامسة والخمسين من العمر·· أتمتع بفضل الله بصحة جيدة تجعلني قادرة على الصوم بإذن الله·· ولكن مشكلتي تكمن في عيني حيث أعاني من حالة مرضية تجعلني مضطرة وفقا لأوامر الأطباء لاستخدام نوعين من قطرة العيون طوال اليوم بمعدل مرة كل أربع ساعات بالتناوب أي أنني استخدم نوعاً من القطرة مرة كل ساعتين·· وقد حذرني الأطباء من إهمال استعمال القطرة·· فهل هذا جائز في نهار رمضان وهل يفسد استعمال قطرات العيون الصوم؟· يقول الأستاذ الدكتور حسن صبري استشاري طب وجراحة العيون ورئيس قسم طب عيون الأطفال في مركز المغربي: هذا السؤال طرح كثيرا وخضع لمناقشات موسعة في العديد من المؤتمرات الطبية الإسلامية، وعلى سبيل المثال كان حكم استعمال قطرات ومراهم العين في نهار رمضان بالنسبة للصائمين أحد الموضوعات المطروحة على المؤتمر العالمي الرابع للطب الإسلامي والذي عقد قبل سنوات في الكويت، وانتهى المؤتمر إلى أن أدوية العين، القطرة أو المراهم لا تفطر· يضيف الدكتور حسن صبري: في أحد الأبحاث التي تناولت هذا الموضوع وأجيزت في المؤتمر، أشار الباحث في البداية إلى أن الشرط المفسد للصوم كما عرفه علماء الفقه هو أن يصل إلى الجوف ويستقر فيه وأن يكون الوصول إلى الجوف من أماكن النفاذ المعتادة، أما مسام الجلد والعين فلا تعتبر من منافذ الغذاء وليس ثمة اتصال بينها وبين المعدة محل الطعام والشراب· وعندما يقوم المريض بوضع نقطة واحدة من القطرة في عينه فإن جزءا كبيرا منها يفقد إلى الخارج دون الاستفاده منه عند غلق العين، أما الجزء المتبقي في كيس أو فراغ الملتحمة، فنجد أن الجزء الأكبر منه يمتص بواسطة أنسجة العين، أما الجزء الأصغر، وهو جزء ضئيل جدا فيختلط مع الدموع، ويمر خلال رحلة الدموع المعروفة ابتداء من الثقب الدمعي فالقناة الدمعية العلوية والقناة السفلية اللتين تتحدان معا فتكونان وصلة تؤدي إلى الكيس الدمعي الذي تمر الدموع منه إلى الوصلة الدمعية الأنفية التي تفتح في الميزاب السفلي من تجويف الأنف، وجزء من هذه الدموع ينزل مع إفرازات الأنف إلى الخارج في بعض الأحيان، وجزء آخر يتجه إلى البلعوم الأنفي بسبب حركة أهداب جدار الأنف التي تتحرك حركة منتظمة إلى الخلف في اتجاه البلعوم الأنفي، ولذا نجد جزءاً ضئيلا جدا لا يكاد يذكر هو الذي يصل إلى البلعوم الأنفي، وهذا ما يفسر سبب شعور المريض بطعم القطرة في حلقه، حيث ينتج ذلك عن استثارة براعم التذوق الموجودة في الحلق والثلث الخلفي من اللسان، فهو مجرد إحساس بطعم القطرة فقط إذا كان لها طعم· إذن لا شيء على الإطلاق إذا أحس المريض بطعم في حلقه ولكي يطمئن أكثر ومن باب الحيطة ودفع الشك يمكن للمريض إذا أحس بطعم في حلقه أن يبصق في منديل أو نحوه لطرد طعم القطرة وإذا لم يفعل فلا شيء عليه لأن هذا مجرد طعم في الحلق ولا يصل شيء من القطرة بأي حال من الأحوال إلى المعدة·