الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإنشاد الديني يزدهر مع مدرسة المشايخ المصرية

الإنشاد الديني يزدهر مع مدرسة المشايخ المصرية
21 سبتمبر 2007 02:39
التواشيح والابتهالات والأغنية الدينية والقصيدة الدينية والموال·· كلها فنون تندرج تحت اسم واحد هو ''فن الإنشاد الديني''، وهو فن عرفته الشعوب على اختلاف درجاتها من قديم الأزل من مزامير داود إلى (ترانيم الكنيسة القبطية) إلى عرب ما قبل الإسلام عندما كان ''حادي العيس'' أو ''رائد الإبل'' يغني الشعر على وقع أقدام الناقة· ازدهر هذا الفن بمجيء القرآن وانتشار قُرَّائه وعلومه في القراءات العشر وفي المقامات الموسيقية والأوزان الشعرية، وقد آلت صنعة هذا الفن في مطلع القرن العشرين إلى الشيخ علي محمود دون منازع والذى قيل: إن الأذان المسجل بصوته يضم أكثر من مقام موسيقي، وإنه عندما كان يؤذن من فوق مئذنة الإمام الحسين كان يجتمع الآلاف لسماع صوته· الإنشاد أصله الإنشاد الخير، هكذا يقول فنانو هذا الدرب، وقد بدأ مع قدماء المصريين باستخدام الآلات الوترية والنفخية، ثم برز مع أخناتون عندما دعا للتوحيد وبرز عند القبط المصريين في ترانيم الكنيسة· وفي مطلع الإسلام ورد أكثر من شاهد على ترديد المسلمين الأوائل لهذا الفن، فقد استقبل ''الأنصار'' الرسول وهو قادم إلى المدينة المنورة بنشيد مطلعه ''طلع البدر علينا من ثنيات الوداع''· وعندما شرع المسلمون الأوائل في تشييد مسجد ''قباء'' كانوا يرددون: ''لئن قعدنا والرسول يعمل· فذاك منا العمل المضلل''· وغنَّى المسلمون في غزوة الأحزاب وفي غزوة الخندق غنوا من شعر''عبدالله بن أبي رواحة'': ''اللهم لولا أنت ما اهتدينا... ولا تصدقنا ولا صلينا فأنزلنْ سـكينـة عـلينا.. وثبت الأقدام إن لاقينا· وكان الرسول عليه السلام يستمع إلى شعر حسان بن ثابت ويؤيده واستحسن شعر كعب بن زهير، وقد اعتنى بهذا الفن كبار رجال التصوف والأولياء وآل البيت بقصائدهم التي تحمل مناجاة للذات الإلهية وبقصائدهم في مدح الرسول مثل ''بُردة البوصيري'' وغيرها من مشاهير القصائد· مدرسة المشايخ وانتمى هذا الفن إلى مدرسة المشايخ المصرية منذ أكثر من قرن من الزمان على يد الشيخ أحمد ندا الذي بلغ أجره في الليلة الواحدة مائة جنيه ذهبية، وكانت له عربة تجرها ستة خيول مثل عربة ''خديوي مصر''· والشيخ ندا أول من التفت لموهبة أم كلثوم الغنائية، وقد غنت في فرح ابنته بدون أجر، وكان يرفض تسجيل الاسطوانات قبل نشأة الإذاعة المصرية حتى لا تقع اسطوانة القرآن في يد سكير أو فاسق· ومن بعد، جاء الشيخ عبدالرحيم المسلوب، ثم إبراهيم الفران، ومحمد الفيومي، وفي هذا العصر كان شائعاً أن تقرأ النساء القرآن والإنشاد الديني، وقد سجلت بعضهن في الإذاعة قبل القرار بمنعهن، ومن هؤلاء ''كريمة العدلية'' و''منيرة عبده'' كما كان في كل مدينة أو قرية واحدة تقرأ للنساء في البيوت، وتنشد لهن في المناسبات الدينية· مدرسة علي محمود ويجمع كبار المنشدين على أن مدرسة الشيخ علي محمود هي الأصل والنبع الذي شرب منه جميع من لمعوا في الفن بعد ذلك أو في فن الغناء والطرب عامة، فقد كان نجم الليالي في الثلاثينات والأربعينات في القرن العشرين، وكان أغلب ما يقوله مأخوذ من أشعار: ابن الفارض والبراعي والمناوي والبرزنجي، وكانت له بطانة كبيرة كان أحد أفرادها الملحن المعروف بعد ذلك الشيخ زكريا أحمد أحد أساتذة أم كلثوم بعد رحيل شيخها أبو العلا محمد ووالدها المنشد الشيخ إبراهيم البلتاجي· وقد تتلمذت على يد الشيخ علي محمود مدرسة كاملة في فن الإنشاد الديني، ومنهم إبراهيم الفران، وسيد مرسى، وعبدالسميع بيومي، وطه الفشني، وسيد النقشبندي، ومحمد الفيومي، ومحمد عمران، ونصر الدين طوبار، وإبراهيم الإسكندراني· وكان الشيخ علي محمود على دراية واسعة بالمقامات الموسيقية، كان يتنقل بينها في سهولة ويسر حتى في أذانه العادي، كما كان مشهوراً (بالقفلة الحراقة) أو(الربطة)، لذلك سمي بـ''الصيّت'' و''الربيّط'' وهو يكافئ الشيخ محمد رفعت في تلاوة القرآن· الأغنية الدينية كما بدأت أم كلثوم منشدة للتواشيح والابتهالات الدينية مع والدها الشيخ إبراهيم البلتاجي، ثم تتلمذت على يد الشيخ أبو العلا محمد، وتتلمذ محمد عبدالوهاب على يد الشيخ درويش الحريري، والشيخ سيد درويش الذي أخذ بدوره عن رائد المسرح الغنائي سلامة حجازي· وعلى نفس الدرب جاء المطربون بعد ذلك، فالمطرب محمد الحو المعروف بـ''محمد فوزي'' وشقيقته هدى سلطان بدأ الطرب في مولد السيد ''أحمد البدوي'' بطنطا، وتعمق في استيعاب الإنشاد الديني هو وشقيقته، فجاء غناؤهما عذباً وجميلاً·وكذلك ليلى مراد وشادية التي غنت ''خذ بإيدي'' ووردة وهاني شاكر ومحمد الحلو ومحمد ثروت وآل الحجار وعلي الحجار وشقيقه أحمد الحجار ووالدهما إبراهيم الحجار، وآخر من غنى الديني محمد منير وهشام عباس، لدرجة أن الغناء الديني صار أشبه ''بالموضة'' كل مطرب يريد أن يدلي فيه بدلو حتى محمد فؤاد وعمرو دياب وأنغام· ولا ننسى الملحن الراحل الشيخ سيد مكاوي الذي قدم ''المسحراتي'' بأشعار فؤاد حداد، وياسمين الخيام قبل اعتزالها، ومدحت صالح وأحمد إبراهيم· وغالبية المنشدين اليوم حفظة للقرآن وأعضاء في نقابة قراء مصر برئاسة الشيخ أبو العينين شعيشع، وإن كانوا يطالبون برابطة خاصة بهم، كما يطالبون بفتح نوافذ الإعلام أكثر للترويج لهذا الفن حتى لا يندثر أو يضيح تحت سنابك عولمة العصر الشرس· ينشر بترتيب مع وكالة الأهرام للصحافة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©