الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«معبد الكهرباء» التاريخي في لندن مهدد بالزوال

10 فبراير 2012
لندن (أ ف ب) - مع مداخنه الأربع البيضاء والمبنى المصنوع من أحجار “الأجر”، يشكل مصنع “باترسي” الحراري أحد معالم لندن الصناعية، إلا أن محطة توليد الكهرباء القديمة هذه تتداعى بعد حوالي 30 عاماً على إغلاقها بسبب غياب التمويل لمشروع ترميمها الضخم. وكثرت الأفكار لتحويل هذه المحطة الواقعة على الضفة الجنوبية لنهر تايمز من متنزه ترفيهي إلى مركز تجاري إلى مجمع سكني ومكاتب. وقد اشتهر المصنع عندما احتلت صورة له غلاف أسطوانة فرقة “بينك فلويد” بعنوان “آنيملز” في 1977. لكن مشاريع المقاولين فشلت الواحد تلو الآخر بسبب عوائق مالية. منذ أواخر 2011، عرض مصنع باترسي للبيع مجدداً. فقد توقف المشروع الأخير بشأنه والبالغة كلفته 5,5 مليار جنيه استرليني (6,6 مليار يورو) في ديسمبر الماضي بعدما أعلنت الشركة الأيرلندية المالكة للموقع “ريو” إفلاسها، فيما تطالبها المصارف بتسديد فوري لديونها البالغة 324 مليون جنيه استرليني. والمبنى المصنف تاريخياً هو رمز الماضي الصناعي للعاصمة البريطانية وقد شيد العام 1933 وأصبح “فيلاً ابيض” وهي عبارة تشير إلى أنه يشكل عبئاً مالياً كبيراً. ورغم الشعبية الكبيرة للمصنع لدى سكان لندن، فإن مسلسل صعوباته بدأ ينال من صبر البعض. ويقول ستيفن بايلي، الناقد الثقافي وأحد مؤسسي متحف “ديزاين” الذي كان يفكر بإقامته في المبنى: “يجب هدمه!”. ويوضح “أني أقيم بجوار المبنى وبطبيعة الحال احب حضوره الغريب والحزين. لكن على المدن أن تتطور وأن تتغير وإلا فإنها ستموت”، شاجباً “الحنين في غير مكانه” الذي يشعر به البريطانيون. ويؤكد “لا احد يملك الوسائل لترميم (باترسي باور ستايشن)، فالمبنى في حال متداعية جداً ويجب تشييد كل وصلات المبنى من جديد”. يضاف إلى هذه الكلفة أن الأرض المقام عليها المصنع الكهربائي السابق تعاني من التلوث وبحاجة إلى أعمال للتخلص من التلوث. والمصنع هو أكبر مبنى مصنوع من حجر الاجر في أوروبا وقد صممه المهندس المعماري جيل جيلبرت سكوت مصمم أكشاك الهاتف الحمراء الشهيرة في انجلترا. وهو صمم أيضاً مصنعاً شهيراً آخر في لندن هو مصنع بانكسايد باور ستايشن، الذي يحوي متحف “تايت مودرن” ويشكل مثالاً لإعادة تأهيل ناجحة. والمبنى ملقب بـ”معبد الكهرباء” مع مداخنه البيضاء الأربع التي تشبه أعمدة معبد قديم. وداخل المبنى مشيد على طراز “آر ديكو” فيما جدران ردهة الاستقبال مغطاة بالرخام الإيطالي. ويرى بادي بوج، من “إنجليش هيريتدج” الهيئة المكلفة الحفاظ على التراث والتي ينبغي الحصول على موافقتها لأي مشروع ترميم وتحديث، “من غير المعقول هدم مبنى يحمل هذه القيمة الهندسية والتاريخية”. وعلى الرغم من كلفة ترميمه المرتفعة يرى أن الأمر يستحق كل هذا العناء للمستثمر نظراً إلى جاذبية منطقة باترسي المتزايدة. فهي تقع قبالة منطقة تشيلسي الراقية جداً وهي ستستقبل سفارة الولايات المتحدة الجديدة ويمكن أن يصلها قطار الأنفاق مع توسيع شبكته.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©