لكبيرة التونسي (أبوظبي)
وسط أجواء عائلية، احتفت مدينة الشيخ خليفة الطبية، مؤخراً، باليوم العالمي لسرطان الأطفال، بمشاركة الأطفال المصابين بالمرض وعائلاتهم، من الذين يخضعون للعلاج أو الذين يتابعون العلاج في قسم الأورام وأمراض الدم بالمدينة.
وشاركت مؤسسة «تحقيق أمنية» في الاحتفالية بهدف زيادة الوعي بهذا المرض، وتقديم الدعم للأطفال المُصابين والناجين منه وعائلاتهم، وذلك بالعمل على تحقيق أمنيات 7 أطفال من مرضى السرطان في المستشفى، كما شاركت مؤسسات أخرى في الاحتفالية لتقديم الدعم المعنوي وتقديم هدايا للأطفال وذويهم.
كشف مبكر
وأكد الكادر الطبي في المدينة أنه يمكن علاج سرطان الأطفال في حالة الكشف المبكر عن المرض، لا سيما وأن نسبة الناجين من المرض في حالة الكشف المبكر تصل إلى 95 % في أورام الدم، بينما تصل نسبة النجاح في أورام الأطفال الصلبة إلى 80 %، وبذلك فإن الاكتشاف المتأخر يؤدي إلى تقليص فرص الشفاء، مؤكدين أن مدينة خليفة الطبية تعالج الأطفال مرضى السرطان وفق منظومة عالمية حديثة. ويتابع قسم الأورام وأمراض الدم للأطفال 200 حالة سنويا، لأعمار تتراوح ما بين الشهر الواحد إلى 15 سنة، وقد تماثل عدد منهم للشفاء، وفق ما ذكر الدكتور ناصر الزين رئيس قسم أمراض الدم وأورام الأطفال بمدينة الشيخ خليفة الطبية.
خدمات متميزة
وأضاف ناصر الزين، أن المدينة تقدم خدمات صحية متميزة على نطاق واسع في مجال أمراض سرطان الأطفال، حيث إن خطة العلاج الكيماوي تتبنى أحدث الطرق العلاجية المتبعة عالمياً، مشيرا إلى أن المدينة تقدم أفضل رعاية طبية، ما أدى إلى تحقيق نسبة نجاح عالية تفوق النسب العالمية في علاج بعض السرطانات، خاصة سرطان اللوكيميا الحادة وهي من الأنواع الأكثر شيوعا بين الأطفال، واستطاعت مدينة خليفة الطبية ومستشفى توام أن تحققا نسبة شفاء تصل إلى 92 % بدون مضاعفات، مقابل 88 % وهي نسبة الشفاء عالمياً.
وأشار الزين إلى أن قسم الأورام وأمراض دم الأطفال يستقبل كل أنواع أورام الأطفال، سواء أورام الدماغ أو الأعضاء الصلبة كالكبد والكلى، وتتعاون المستشفى مع مؤسسات عالمية رائدة من أجل تبادل الخبرات ودراسة فتح مركز لزرع النخاع العظمي للأطفال والكبار.
دعم معنوي
من جانبها، قالت جهاد عبد الرؤوف منسقة قسم سرطان الأطفال والممرضة المسؤولة عن تنظيم الفعالية، التي تعقد للسنة الثانية عشرة على التوالي، لتشيع البهجة وسط الأطفال المصابين وعائلاتهم، وتوفر لأمهات الأطفال المصابين حديثا الدعم المعنوي والاستفادة من الأمهات اللواتي سبقنهن في هذه التجربة، وذلك في إطار جلسات تخصص لهذا الغرض، بحيث تجتمع الأمهات وتتبادل الخبرات فيما بينهن.
وتضمنت الأنشطة إقامة حفل للمرضى الأطفال وعائلاتهم بحضور الكادر الطبي والتمريضي لسرطان الأطفال، واشتمل على نشاطات عدة، مثل الرسم والتلوين وفقرة الساحر والألعاب الحركية وتوزيع الهدايا على الأطفال المصابين.
جمعية «رحمة»
وقال عبد الله الكعبي، مدير عام جمعية رعاية مرضى السرطان «رحمة»، إنه تم تقديم نبذة تعريفية عن الجمعية وما تقدمه من خدمات، كما تم منح هدايا للأطفال المصابين وعائلاتهم، وعن عدد الأطفال المصابين بالسرطان أكد أنه لا تتوفر بيانات دقيقة حول انتشار السرطان في الدولة، ودعا إلى ضرورة توفير هذه البيانات من أجل دعم خطة مكافحة السرطان على المستوى الاتحادي، ولوضع تصور واضح يسهم في وضع خطط علاج لكل نوع من السرطانات للتصدي لهذا المرض، لافتاً إلى أن هناك تطورا كبيرا في العلاج يتفوق على نظيره في العالم المتقدم.
مجتمع خال من السرطان
وقالت الدكتورة نوال الكعبي المدير الطبي التنفيذي في مدينة خليفة الطبية بالإنابة، إن قسم الأورام وأمراض الدم للأطفال يعتبر من أكبر الأقسام لعلاج السرطان، حيث يتوفر طاقم طبي وتمريضي مؤهل للتصدي لمرض السرطان وعلاجه بأحدث التقنيات، لافتة إلى أن المدينة تقيم هذه الاحتفالية لتقديم الدعم النفسي والمعنوي والترفيه على الأطفال وذويهم وزيادة الوعي بالكشف المبكر عن المرض، للوصول إلى مجتمع خالٍ من السرطان.
وتقدمت الكعبي بالشكر لمؤسسة «تحقيق أمنية»، وسعيها لتحقيق أمنيات الأطفال ما يعزز معنوياتهم ويؤثر بشكل إيجابي على الشفاء.
عدد اليوم
