الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«جنيف-2» في طريق مسدود والإبراهيمي يلوذ بالصمت

«جنيف-2» في طريق مسدود والإبراهيمي يلوذ بالصمت
15 فبراير 2014 16:01
عواصم (وكالات) - أقر طرفا النزاع السوري، عقب جلستين منفصلين عقدهما الأخضر الإبراهيمي المبعوث الأممي العربي المشترك لدى دمشق، مع وفدي التفاوض في جنيف، أمس، بهدف الاتفاق على جدول لأعمال الجلسات، بفشل الجولة الثانية من مفاوضات السلام في إحراز أي تقدم يذكر ووصول الجهود المبذولة لكسر الجمود إلى «طريق مسدود»، وسط تأكيد قيادي في المعارضة أن الوسيط المشترك أبلغ بأنه يريد إجراء جولة ثالثة من المحادثات في إطار «جنيف-2» دون أن يحدد لها موعداً، على أن يعقد جلسة أخرى اليوم قبل أن يتوجه إلى نيويورك لإطلاع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على مسيرة التفاوض منذ انطلاقها في 22 يناير المنصرم. من جهتها، قالت موسكو إن مفاوضات «جنيف-2» لم تصل إلى طريق مسدود وإنها يجب ألا تتركز على قضية تشكيل «هيئة حكم انتقالي» فقط، مبينة على لسان وزير خارجيتها سيرجي لافروف ونائبه جينادي جاتيلوف، أن الحكومة السورية التي لا تنوي الانسحاب من المفاوضات، ستكون مستعدة لمناقشة هيئة الحكم الانتقالي إذا أعلنت المعارضة انضمامها إلى محاربة الإرهاب، متهمة بعض الجهات بمحاولة إخراج محادثات السلام عن مسارها بغرض تنحية نظام الرئيس بشار الأسد. من جهتها، أكدت واشنطن على لسان مسؤول رفيع، أن وفد الحكومة السورية كان «يراوغ» في كل خطوة على الطريق في محادثات السلام بجنيف، وأنها تتوقع من روسيا أن تضغط على دمشق للانخراط بجدية في محادثات السلام. بينما كشف وزير الخارجية الأميركي جون كيري، عن أن الرئيس باراك أوباما طالب فريقه بإعداد «خيارات سياسية» جديدة محتملة في سوريا، نظراً لتدهور الوضع الإنساني بهذه البلاد المضطربة. فقد وصلت الجولة الثانية من مفاوضات «جنيف-2» بين وفدي النظام والمعارضة السوريين إلى «الطريق المسدود» دون تحقيق أي تقدم، بحسب إجماع نادر بين الطرفين، في حين لاذ الموفد الدولي المشرف على المفاوضات، بالصمت. ولم تتمكن راعيتا المفاوضات موسكو وواشنطن من إحداث اختراق في المفاوضات، غداة إعلان الإبراهيمي أنهما وعدتا بالمساعدة في حلحلة العقد بين الوفدين اللذين جلسا مرتين فقط في غرفة واحدة منذ بدء الجولة الثانية الاثنين الماضي. وعقد الإبراهيمي أمس، جلسة مع الوفد الحكومي في الساعة العاشرة صباحاً بتوقيت المحلي في جنيف، تلتها جلسة مع وفد المعارضة. وقال عضو الوفد المعارض لؤي صافي إثر الجلسة «وصلنا إلى هذا الطريق المسدود. أرجو ألا يكون السد جداراً سميكاً، لكن عثرة أو عقبة يمكن أن نتجاوزها». وأضاف «المفاوضات تعثرت. هذا ليس سراً. وصلنا إلى نقطة لا يمكن تخطيها إلا بوجود فريق آخر يريد أن يتعاطى مع الحل السياسي». من جهته، قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد «أعرب عن أسفنا العميق أن هذه الجولة لم تحقق أي تقدم». وأضاف «نحن جئنا إلى مؤتمر جنيف تنفيذاً للموقف السوري المعلن من التوصل إلى حل سياسي للأزمة التي تشهدها سوريا»، ولكن «للأسف الطرف الآخر جاء بأجندة مختلفة. جاء بأجندة غير واقعية وهي ذات بند واحد تتعامل بشكل انتقائي مع وثيقة جنيف -1 الصادرة في يونيو 2012». ويشكل بيان جنيف الأول، أساس المفاوضات التي عقدت جلستها الأولى من الأيام الأخيرة في يناير المنصرم. وينص البيان الذي تم التوصل إليه في غياب الطرفين السوريين، على بنود عدة، أبرزها «وقف العنف بكل أشكاله» وتشكيل هيئة انتقالية بصلاحيات واسعة. ولم يتفق الوفدان على جدول أعمال المفاوضات، وسط خلافات حول الأولويات بين «مكافحة الإرهاب» بحسب مطلب النظام، و«هيئة الحكم الانتقالي»، بحسب ما تريد المعارضة. وذكر المقداد أن «الطرف الآخر لا يعترف بوجود إرهاب في سوريا يمنع قوافل المساعدات من الوصول» إلى المناطق المتضررة، معتبراً أن «كل من يحمل السلاح ضد شعبه وحكومته هو إرهابي»، بحسب ما نقلت عنه قناة «روسيا اليوم». وجدد المقداد تأكيده أن الوفد الحكومي «على استعداد لمناقشة كل القضايا الأخرى على جدول الأعمال، بما في ذلك الحكومة الانتقالية، بعد الانتهاء من موضوع الإرهاب». في حين قال صافي «نحن خطونا خطوة وناقشنا وقدمنا أوراقاً لما هو مصدر الإرهاب ومصدر العنف» في إشارة إلى النظام. وأضاف «حاولنا في هذه الجولة بكل ما نستطيع تقديم تصور متكامل للعملية السياسية الانتقالية والحل السياسي»، في إشارة إلى ورقة «الحكم الانتقالي» التي قدمتها المعارضة، ولا تأتي على ذكر الأسد. وتابع «لم نسمع إلى الآن أي رد إيجابي من النظام» على الورقة. ودعا صافي الدول المعنية، لا سيما روسيا حليفة النظام، وأميركا الداعمة للمعارضة، إلى «ممارسة ما تستطيع من أجل الدفع بالحل السياسي إلى الأمام». وأوضح صافي، أن الوثيقة التي قدمها الائتلاف خلال محادثات جنيف-2 تضع مسؤولية تطبيق بيان جنيف على عاتق «هيئة الحكم الانتقالية». وأضاف أن بيان جنيف الأول يحدد الطريق إلى سوريا سلمية وحرة، مشيراً إلى أن الموقف الروسي تجاه الأزمة لم يتغير، واعتبر أن موسكو قررت الدفاع عن النظام السوري، داعياً إياها إلى وقف دعمها للنظام، ولعدم استخدام حق النقض «الفيتو» لإيقاف القرار المقدم في مجلس الأمن بشأن الأزمة الإنسانية سوريا. وفي إشارة إلى نظام الأسد، قال الصافي إن من يقصف الشعب لا يشعر بالمسؤولية، معتبراً أن إيقاف العنف يتطلب سلطة جديدة تحترم السوريين. وأكد أن محاربة الإرهاب مسؤولية كل سوري، مشيراً إلى أن المعارضة المسلحة، لا الجيش السوري، هي من تحارب الإرهاب حتى الآن. وكان لافروف اتهم أمس «البعض» بالسعي لـ «تغيير» نظام الأسد، قائلاً إن تشكيل هيئة حكم انتقالي يجب ألا يكون الهدف الوحيد لمحادثات السلام في جنيف. وقال «لدينا انطباع بأنه عندما طالب جميع داعمي المعارضة المشاركين بهذه العملية بجعل تنفيذ بيان جنيف الأول في مجمله موضوعاً للمحادثات، فإنهم في واقع الأمر يضعون في أذهانهم شيئاً واحداً فحسب، وهو تغيير النظام..لأن كل ما يريدون أن يتحدثوا عنه هو إنشاء كيان انتقالي حاكم». إلى ذلك، اعتبر جاتيلوف أن «الوفد الحكومي يريد أن يؤكد وفد المعارضة التزامه أولًا بمحاربة الإرهاب في سوريا بالتعاون مع الحكومة، ومن ثمة ستكون دمشق مستعدة لبحث المسائل الأخرى، بما فيها مسألة تشكيل هيئة انتقالية».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©