الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

تأكيد الحاجة إلى مبدعات تجاوزن كتابة الصراخ والأنين

19 سبتمبر 2007 22:40
اختتمت مؤخرا في مدينة آسفي المغربية، أشغال الدورة السابعة من الملتقى العربي المتوسطي '' المرأة والكتابة '' تحت محور '' الكتابة النسائية، الاختلاف وسؤال المعنى ''· وعرف هذا اللقاء النسوي الذي ينظمه اتحاد كتاب المغرب مشاركة كتاب وكاتبات من المغرب، مصر، تونس، الجزائر، موريتانيا، اليمن، فلسطين، الأردن··· وكان للمغرب الحضور القوي في هذه الدورة بمشاركة أسماء معروفة على الصعيد العربي أهمها الناقد المغربي المعروف الدكتور سعيد يقطين الذي شارك بورقة حول الرواية النسائية العربية، كما شارك إلى جانب الدكتور سعيد يقطين عدد كبير من الكتاب والشعراء والشاعرات من المغرب ومن مختلف البلاد العربية· لفتت الكاتبة والروائية المغربية وفاء مليح أنظار المشاركين في هذه الدورة بورقتها ''أنا الأنثى، الأنا المبدعة '' فاعتبرت انه حين تكون الأنثى مبدعة يصبح الإبداع مرتبطا لديها بقدرتها على وأد المرأة المقموعة داخلها لتحرر كتابتها وتناهض التصور التقليدي للمجتمع عنها، مرتبطا لديها كذلك بقدرتها على انتزاع حريتها من واقع ذكوري لاختيار الكتابة مسارا، فالحرية شرط أساسي لممارسة الإبداع والكتابة هي مغامرة مستمرة تحتاج إلى امتلاك فعلي وحقيقي للحرية· الأكيد أن الجنسين معا يتقاسمان نفس الهموم ونفس القضايا، ليست المرأة وحدها التي تعاني من الشعور بالنقص والدونية بل الإنسان العربي - رجلا كان وامرأة - فقد إيمانه بذاته وإنسانيته· كيمياء الكتابة كما نعلم هي مشتركة بين الجنسين لأننا نطرح السؤال حول شروط الكتابة الجيدة ذات الأدوات والأساليب الفنية العالية، لكن استنادا إلى خلق فهم جديد للأدب وفلسفة الاختلاف والتعدد، لا يقتصر خلق القيم على جنس واحد بل يشترك فيه الجنسان معا، من هنا تأتي ضرورة الاختلاف في نسج الرؤى وبلورة المفاهيم والقيم، نسج يتناسب مع خصوصية التكوين النفسي والثقافي للمرأة الذي يختلف عن الرجل· وهذه إضافة نوعية في فعل الكتابة، لأننا في حاجة لكاتبات نساء تجاوزن كتابة الصراخ والأنين إلى كتابة حقيقية تتميز بخصوصية عميقة للعين الأنثوية لكي لا يبقى فهم القضايا والعالم أحادي النظرة· وشددت وفاء مليح على القول '' إذا كتبت المرأة لا يعني أنها ستكتب بالضرورة أدبا مختلفا· متميزا· وجيدا· لكنها مطالبة وبإلحاح لتكتب في اتجاه أفق مغاير يستنطق عوالم تخص حميميتها لم تغص فيها كتابة الرجل· فالتذويت في كتابة المرأة هو حضور لصوتها وحميميتها ورؤيتها لقيم المجتمع الذكوري وكيف تتعايش معها· بما أن الكتابة هي علم متع اللغة والأدب عموما هو اللغة، هو ممارسة الحب مع اللغة·مع الكلمات·مع الحروف··حيث تأتيك ذات نشوة توقد فيك كل مشاعل فتنتها···فرحها··ألقها···تراودك عن نفسك أينما وجدت· واختتم اللقاء بتكريم المخرجة المغربية المعروفة فريدة بليزيد وعرض بعض أعمالها السينمائية·
المصدر: المغرب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©