المسموح والممنوع في صيام الحوامل

سؤال: هل يؤثر صيام السيدات الحوامل على الجنين، ومتى يسمح للحامل بالصيام؟ سؤال آخر: ماذا تفعل السيدة الحامل الصائمة عندما تدهمها أعراض الوحم في أشهر الحمل الأولى؟ يقول الأستاذ الدكتور محمد خليل وفا استشاري أمراض النساء والتوليد ورئيس مركز مساعدة الإخصاب بمستشفى النور: هذا السؤال يتكرر كثيراً، وما نلاحظه أن الكثير من السيدات الحوامل لا يلتزمن بنصائح الطبيب المعالج عندما يتعلق الأمر بمنعهن عن الصيام لأسباب صحية، رغبة منهن في تأدية الفريضة الجميلة، وبشكل عام نؤكد أنه لا توجد قاعدة واحدة ثابتة يمكن تطبيقها على جميع النساء الحوامل فيما يتعلق بصيام رمضان· ويضيف الدكتور وفا: من المهم في هذا المجال أن نوضح مجموعة من الحقائق، وعلى رأسها أن قرار الصيام يجب أن يناقش بعناية مع الطبيب المشرف على الحمل، وأن الحامل التي تعاني من مشاكل صحية مرافقة للحمل كارتفاع ضغط الدم أو السكري أو احتباس السوائل أو وجود زلال في البول أو أي مشاكل صحية أخرى، لا تنصح بالصيام أبداً، وأن على الحامل في مثل هذه الحالات أن تلتزم تماماً بإرشادات طبيبها المشرف على متابعة حملها حتى لا تعرّض الجنين أو تعرّض نفسها إلى مضاعفات خطيرة· وبشكل عام لا تنصح الحامل بالصوم خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، لأنه خلال هذه الفترة تعاني الحامل في معظم الحالات من أعراض الوحم أو الغثيان والقيء، وتحتاج إلى تناول وجبات خفيفة ومتكررة، وتحتاج كذلك إلى نظاميْن غذائي ودوائي خاصيْن· أما في الأشهر الستة الأخيرة من الحمل فإن الأمر يتوقف على حالتها الصحية العامة وتقييم الطبيب المتابع لحملها في ضوء الفحوص الدورية التي تجرى لها· ويؤكد الدكتور وفا أنه في حالة السماح للسيدة الحامل بالصيام فإنها يجب أن تعيد استشارة طبيبها فوراً إذا شعرت بأي أعراض مرضية أو أي متاعب طارئة، كما تنصح الحامل التي تسمح حالتها الصحية بالصيام، بتأخير وجبة السحور قدر الإمكان، وبتناول قدر مناسب من السوائل قبل الإمساك، وتنصح كذلك بتبكير الإفطار، وأن تبدأ إفطارها بسوائل فاترة وليست باردة ومواد سكرية سهلة الهضم والامتصاص مثل التمر الذي يعد أفضل ما يمكن أن تبدأ به السيدة الحامل الصائمة إفطارها لاحتوائه على كمية وافرة من السكريات سهلة الهضم والامتصاص، مما يساعد على إمداد الجسم بحاجته من السكريات بسرعة وكسر الإحساس الشديد بالجوع· ومن المهم كذلك ألا تُفرِط في تناول ما أصبح يعرف مجازاً بالأطعمة الرمضانية، مثل أصناف الحلوى العديدة كالكنافة والقطايف والمكسرات بأنواعها·· فالاعتدال الغذائي مطلوب، وهذه النوعية من الأطعمة تتميز بمحتواها المرتفع جداً من الدهون والزيوت والسكريات والنشويات التي يؤدي الإفراط فيها إلى البدانة وإلى الكثير من المتاعب الصحية المصاحبة· ومن النصائح المهمة كذلك ألا تتناول الحامل في وجبة الإفطار كمية كبيرة من الطعام حتى الامتلاء الكامل، والأفضل أن تتناول أكثر من وجبة خفيفة خلال فترة الإفطار حتى لا تصاب بعسر الهضم·