الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

قفزة «إنترنتية» لأفريقيا

24 فبراير 2018 20:21
«التكنولوجيا خادم مهم، لكنها قائد خطير» كريستيان لانجز، مؤرخ نرويجي راحل على الرغم من أن الهواتف المحمولة المتصلة بالإنترنت باتت من بديهيات الحياة بل وضروراتها، إلا أنها ليست كذلك في بعض مناطق هذا العالم. ويبدو الأمر طبيعياً هنا، من ناحية مستويات المعيشة في المناطق المشار إليها، ولنقل بصورة أدق، من ناحية عجز سكان هذه المناطق على تخصيص بعض المال للإنفاق في هذا المجال. غير أن الأمر لم يعد يُنظر إليه بهذه الصورة، أي أن هناك ما هو أهم من الهواتف المحمولة المتصلة بالإنترنت. لماذا؟ لأنها تحولت من نوع من أنواع الكماليات إلى شيء من الأساسيات، ولم يتم هذا التحول بسرعة، بل أخذ وقته الطبيعي، لا سيما في ظل المكاسب المتنامية جراء انتشار هذه الأجهزة وربطها بالشبكة الدولية، ووسط مقارنات في المراحل ما قبلها وما بعدها. هذه المقارنات تجري حتى في البلدان التي تجاوز فيها عدد أجهزة الهاتف المحمولة عدد السكان مرات عدة. القارة الأفريقية تعاني جراء نقص هذا النوع من الهواتف. والحق أنها تعاني نقص أي شيء جديد يظهر على الساحة العالمية، ويتطلب الأمر عادة وقتاً طويلاً ليصل إلى غالبية بلدان هذه القارة. والسبب بالطبع معروف، يرتبط فقط بالمستوى المعيشي للشعوب الأفريقية، على اعتبار أنها تتصدر المناطق الأقل تنمية على مستوى العالم، وفق المنظمات المختصة التابعة للأمم المتحدة. وهذه القارة لم تحصل بالفعل على حقها من الاهتمام فيما لو قورنت ببقية القارات الأخرى، خصوصاً تلك التي تجمع بين أطرافها بلداناً ناشئة، لكن، الأمور تتغير نحو الأفضل على أكثر من صعيد في القارة الأفريقية. وهناك مؤشرات مشجعة على مسار التنمية في هذا البلد أو ذاك، وبرامج الأمم المتحدة حققت بعض التقدم في الأعوام الماضية في المجالات المختلفة، بما فيها التعليم ومحاربة الأمراض والتنمية بشكل عام. من هنا، يمكن فهم أن عدد الأجهزة المحمولة المتصلة بالإنترنت في أفريقيا، سيتخطى المليار جهاز في غضون خمس سنوات. ومن الأسباب الدافعة في هذا المجال، أن وصلات البيانات تنمو بقوة في أفريقيا، وفق الجهات المختصة في هذا المجال التي تمضي أكثر من ذلك بالقول: «هناك احتمالات جيدة في مجالات مثل وسائل الإعلام الرقمية والخدمات المالية عبر الهاتف، وإنترنت الأشياء». أي أن نمو عدد الهواتف المحمولة، يصاحبه نمو متسارع أيضاً في المجالات المساندة لهذه الهواتف. وهذا ما تحتاجه القارة السمراء بالفعل، ليس فقط لنشر التطبيقيات الاجتماعية المتعددة، بل لاستخدام الشبكة الدولية في الخدمات التي لا تصل بسهولة إلى مناطق مختلفة ضمن هذه القارة، وفي مقدمتها الخدمات الطبية. تحتاج أفريقيا لهذه الخدمات من أجل تحقيق منجزات في محاور رئيسة، أكثر من احتياجها لها من جهة التواصل الاجتماعي. من بعض الخدمات المحورية بالفعل.. التعليم الذي يمكن أن يصل إلى مناطق نائية جداً عبر خدمة الإنترنت. إنها قفزة جديدة لأفريقيا في الألفية الجديدة أيضاً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©