الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

كلارك: الإمارات تمتلك رؤية للمستقبل تنبع من الإسلام

كلارك: الإمارات تمتلك رؤية للمستقبل تنبع من الإسلام
19 سبتمبر 2007 02:21
استضاف الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة مساء أمس الأول في مجلس سموه الرمضاني في البطين محاضرة فكرية بعنوان ''الوضع الأمني في الشرق الأوسط'' ألقاها ريتشارد كلارك الخبير الدولي في شؤون الأمن والإرهاب· وتأتي هذه المحاضرة في إطار البرنامج الفكري ولقاءات الحوار لمجلس سموه خلال شهر رمضان المبارك· ووجه كلارك الشكر للفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على استضافته محاضرا في مجلسه ، مؤكدا أنه تشرف بأن يكون أول الضيوف المحاضرين ضمن البرنامج الفكري ولقاءات الحوار لمجلس سموه في شهر رمضان المبارك لهذه السنة· تحدث كلارك عن مدى خطورة الأفكار الأيديولوجية والدعاية والتضليل الذي يمارسه تنظيم القاعدة والجماعات الإرهابية التي تدور في فلكها، والتي تهدف من خلالها التأثير على شعوب المنطقة واستمالتها لتبني أفكارها، مؤكدا أن الإمارات تمتلك الأيديولوجية التي تستطيع مواجهة هذه الأفكار بفضل توجهات القيادة الحكيمة في الدولة التي تتبع سياسة اجتماعية عادلة ومتوازنة·وقال كلارك'' لدى الامارات سياسة تعليمية ناجحة، ورؤية للمستقبل تنبع من تعاليم الإسلام· ولديكم النظرة المتفائلة للعالم، والتطور في مختلف المجالات الحضارية· ولا يمكن للقاعدة أن تغير هذه الرؤية، لأن الإيمان بهذا النجاح يمتد في جذور البلد، وما تقوم به الامارات هو أكثر الوسائل نجاحا في مواجهة التطرف والإرهاب·'' وأشاد كلارك بالنهج الذي رسمه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ''طيب الله ثراه'' مؤسس دولة الإمارات، لافتا إلى أن الفضل يعود إليه في امتلاك الرؤية الحضارية للإمارات، وتحديد آليات التنفيذ، مؤكدا ضرورة السير على النهج الذي رسمه الشيخ زايد وفكره والعمل الجبار الذي قام به، وتعليمه للأجيال القادمة· وقال: ''إذا لم نتبع أفكار المغفور له فإننا سنضيع عن أهدافنا·'' دروس سبتمبر وتحدث كلارك في بداية محاضرته عن هجمات الحادي عشر من سبتمبر التي استهدفت واشنطن ونيويورك عام ،2001 معتبرا أن تلك الأحداث سُجلت في الذاكرة الأميركية، وأن هناك دروسا عديدة أفرزتها ليس فقط للولايات المتحدة، وإنما لجميع الدول والحكومات· ويرى خبير شؤون الأمن والإرهاب والذي كان يشغل منصب كبير مستشاري مكافحة الإرهاب في مجلس الأمن القومي الأميركي حتى عام 2003 عندما استقال من منصبه اعتراضا على قرار شن الحرب على العراق، إن الحكومة الأميركية تصرفت بالشكل الصحيح في بداية الأمر بعد الأحداث، حيث قام الرئيس بوش بالتأكيد على أن الإسلام ليس دين إرهاب، وهو ليس عدوا لأميركا، وإنما هناك مجموعة من الأشخاص يستهدفوننا وعلينا مواجهتهم· واعتبركلارك أن الحرب على العراق مكلفة وغير ضرورية وأدت إلى تفاقم مخاطر القاعدة والإرهاب الدولي، مؤكدا أن أميركا ومنذ عام 2003 استنزفت جهودها ومقدراتها في هذه الحرب، في حين كانت تستطيع أن تعمل مع دول وحكومات العالم لوقف نمو القاعدة ومحاصرتها وحذر كلارك من قدرة الأفكار المتطرفة التي يروج لها تنظيم القاعدة وقدرة تلك الأفكار على اختراق عقول الشباب في المجتمعات العربية والإسلامية، من خلال الدعاية والبروبوجندا، خصوصا تلك التي تروج في بعض مواقع ومنتديات الإنترنت التي تزخر بمثل هذه الأفكار· وقال: ''تخيلوا حال شاب في المغرب أو باكستان يدخل تلك المواقع ويتعرض لكم كبير من الدعاية والبروبوجندا التي يروج لها في تلك المواقع، خصوصا وأنها تنسجم مع حالة الإحباط والشعور بالغبن التي يعاني منها كثير من الشباب في دول عربية وإسلامية مختلفة· وأوضح ريتشارد كلارك أنه كان يتوقع أن المنظمة المركزية لتنظيم القاعدة بقيادة أسامة بن لادن قد تحطمت أو على الأقل ضعفت بشكل كبير بعد بدء الحرب على الإرهاب بعد هجمات 11 سبتمبر، إلا أنه وبعد الحرب على العراق، استجمعت المنظمة المركزية للقاعدة قواها وصارت تشن هجماتها في أوروبا والشرق الأوسط·وقال: ''لا أستبعد أن القاعدة تستطيع الآن القيام بهجمات بمستوى هجمات 11 سبتمبر· حيث أن الولايات المتحدة قامت بتقوية القاعدة بسبب تصرفاتها في العراق وفي أماكن أخرى·''وأضاف: ''بطبيعة الحال فإن مكافحة الإرهاب والتهديد الإرهابي سيستمر في المستقبل، ونحن علينا أن نقبل ذلك كحقيقة وواقع·'' الإجراءات والسياسات وتطرق ريتشارد كلارك الخبير الدولي في شؤون الأمن والإرهاب خلال محاضرته إلى الإجراءات والسياسات التي يجب أن تتبعها الدول والحكومات للحفاظ على أمنها وصد أي محاولات لزعزعة استقرارها من خلال قيام مجموعات إرهابية بتنفيذ هجمات ضدها، كما ناقش ريتشارد كلارك خبير شؤون الأمن والإرهاب طبيعة التهديدات الأمنية التي تواجه المنطقة وطرق ووسائل التعامل معها، مصنفا التهديدات إلى ثلاث دوائر كالتالي: الدائرة الأولى وهي الأصغر حجما وينتمي إليها كوادر تنظيم القاعدة والحركات التي تتخذ الإرهاب وسيلة للوصول لأهدافها، والأفراد والعناصر التي تم تجنيدها من قبلهم، ممن تشبعوا بالأفكار المضللة، ويسعون إلى إثارة الفوضى والمشاكل في العالم· ولا يقل عددهم في العالم عن 10 آلاف ولا يزيد عن 40 ألفا· وقال إنه يجب التعامل معهم على أساس أنهم أشخاص خطيرون، ومتابعة تحركاتهم وخططهم، لمواجهتها· وفي نفس الوقت مواجهة الدعاية الأيديولوجية التي يروجون لها للحد من تأثيرها على شعوب المنطقة· الإخوان المسلمون أما الدائرة الثانية فهي أكبر حجما، وتحيط بجماعة الإخوان المسلمين الذين لا ينتمون إلى القاعدة فعليا، إلا أنهم يقدمون الدعم الفكري لها، حيث أنهم لا يريدون ارتكاب الأعمال الإرهابية وإنما يقدمون الدعم المعنوي للقاعدة ولما تقوم به من ممارسات إرهابية· وطالب كلارك بالعمل على تقليص هذه الدائرة والحد من تأثيرها، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة لا تستطيع فعل الكثير لتجفيف المنابع الفكرية للقاعدة، وهذا الدور يجب أن يقوم به المثقفون وقادة الرأي ورجال الدين المعتدلون في المنطقة، بالتعاون مع الحكومات· المتعاطفون أما الدائرة الثالثة فهم المتعاطفون مع أفكار القاعدة والإخوان المسلمين، ويشكلون ما يقارب ثلث المجتمعات العربية والإسلامية· وهؤلاء يجب العمل كذلك على إزاحتهم من صف المؤيدين والمتعاطفين مع القاعدة والإخوان المسلمين، من خلال توضيح حقيقة نواياهم وخطورتها·وقال كلارك: ''هي في نهاية الأمر حرب أفكار دعاية ودعاية مضادة من خلال مواجهة أفكارهم المضللة بالقيم والمفاهيم الحقيقية للإسلام·'' الحضور حضر المحاضرة سعادة عبدالعزيز عبدالله الغرير رئيس المجلس الوطني الاتحادي وسمو الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الشرقية وسمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان وزير الداخلية وسمو الشيخ أحمد بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان وزير شؤون الرئاسة وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي رئيس المؤسسة العليا للمناطق الاقتصادية وسمو الشيخ ذياب بن زايد آل نهيان رئيس هيئة مياه وكهرباء أبوظبي وسمو الشيخ عمر بن زايد آل نهيان المرافق العسكري لصاحب السمو رئيس الدولة وسمو الشيخ الدكتور سلطان بن خليفة آل نهيان وسمو الشيخ محمد بن خليفة آل نهيان رئيس دائرة المالية ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي ومعالي سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للسياحة والعميد الركن الدكتورالشيخ سعيد بن محمد آل نهيان نائب المفتش العام بوزارة الداخلية ومعالي العقيد ركن طيار الشيخ أحمد بن طحنون بن محمد آل نهيان رئيس جهاز حماية المنشآت والمرافق الحيوية وعدد من الشيوخ والمعالي الوزراء وكبار المسؤولين في المؤسسات العسكرية والأمنية ومدراء الهيئات والمؤسسات الحكومية وجمع من سيدات المجتمع· (وام) مخاطر جديدة تحدث الخبير الدولي في شؤون الإرهاب خلال المحاضرة على احتمالات وقوع هجمات إرهابية في المنطقة، لافتا إلى أن التهديد الإرهابي لايزال قائما وعلينا أن نستعد لأسوأ الاحتمالات· وقال: ''هناك ما يمكن فعله لتقليل أثر الهجمات من خلال التكنولوجيا والاستفادة من وسائل المراقبة ولتتبع تحركات الإرهابيين· أسئلة ومناقشات بعد انتهاء المحاضرة فتح الباب لمداخلات الحضور والأسئلة التي تناولت مختلف النقاط التي طرحها المحاضر· وقال أحد الحضور في مداخلة إن ما تقوم به الولايات المتحدة من دعم كبير لإسرائيل وانحيازها غير المبرر وعدم العدالة التي يلاقيها الفلسطينيون من أسباب نشوء الإرهاب· وأيد ريتشارد كلارك خلال رده هذا الأمر معتبرا أن عدم العدالة التي يلاقيها الفلسطينيون تركز عليها القاعدة للترويج لأفكارها من أجل كسب مزيد من الأشخاص إلى صفوفها· وأوضح أنه من خلال متابعاته لأدبيات القاعدة لم تكن القضية الفلسطينية ضمن أجندتهم وأولياتهم ولم يذكروا قضية فلسطين منذ ·1992 وأضاف: ''لو أن القضية الفلسطينية تم حلها برضى جميع الأطراف، فإن تنظيم القاعدة سيستمر في قتل الناس، وسيستمر في الترويج لمفاهيم الحقد والكراهية، فهي تستخدم القضية الفلسطينية في الدعاية، وأضاف: ''نحن جميعا نود حل القضية الفلسطينية، حيث عانى الفلسطينيون كثيرا، القبض على بن لادن وجه أحد الحضور سؤالا حول مصير أسامة بن لادن، ولماذا لم تتمكن الولايات المتحدة من القبض عليه حتى الآن بالرغم من مرور 6 سنوات على أحداث سبتمبر· قال الخبير الدولي في شؤون الإرهاب: ''لا أعرف السبب·· الحقيقة أنه بعد احداث سبتمبر ذهبت القوات الأمير كية إلى أفغانستان، كانت لديهم الفرصة في القبض أو القضاء عليه ولكن لم يتم استغلال الفرصة كما ينبغي· وقد أخطأ الجنرالات عندما اعتقدوا أن الهدف هو القضاء على طالبان أكثر من القضاء على أسامة بن لادن أو قادة تنظيم القاعدة· وقال إن أهمية القبض على ابن لادن لا يكمن في كونه الإرهابي رقم واحد، ولكن لأنه أصبح رمزا في العالم بما أنه يتمتع بحريته، وأن بقاءه على قيد الحياة يعني أنه يستطيع الترويج لأيديولوجيته وأفكاره· حرب العراق قال الخبير الدولي في شؤون الإرهاب ردا على سؤال حول الأسباب الحقيقية لاستهداف العراق وشن حرب عليها: ''ليست هناك أسباب مقنعة، حيث أن بعض المستشارين قدموا نصائح لجورج بوش بضرورة تطبيق الديمقراطية الأميركية في العراق· إن محاولة وضع قالب للديمقراطية الأميركية بكل قيمها قد لا يتناسب مع بلد آخر ولكن من كانوا وراء إقناع الرئيس بوش بذلك اقترحوا فكرة حمقاء·'' وأضاف: ''أعتقد أن الرئيس أحس بعد أحداث سبتمر بضرورة إظهار قوة الولايات المتحدة، وأكد كلارك أنه لا يوافق على فكرة تبني الطريقة الأميركية في الحياة والأيديولوجية الأميركية، معتبرا أن هذا الأمر منبع للفشل، وهو سبب فشل بوش في العراق، الذي لم يأبه للإرث الحضاري للعراقيين· وقال ريتشارد كلارك ''لقد أخطأت الولايات المتحدة عندما حاولت أن تطبق النموذج الأميركي للديمقراطية وفشلت في ذلك، وتجاه ذلك لا يمكن أن نعطي فرصة للديمقراطية ان تعيد البلد إلى الوراء كما كاد أن يحدث في الجزائر، ولكن في السنوات الأخيرة برهنت الإدارة الأميركية على الاستمرار في الفشل · بطاقة شخصية عمل ريتشارد كلارك موظفا في الحكومة الأميركية منذ 1973 حتى ·2003 وبدأ عمله في الخارجية الأميركية في عهد رونالد ريجان، وتم ترقيته ليصبح كبير مستشاري مكافحة الإرهاب في مجلس الأمن القومي الأميركي خلال فترة رئاسة كلينتون، واستمر في منصبه حتى تقاعده في يناير ·2003 كان كلارك ناقدا حادا لموقف الرئيس بوش إزاء مكافحة الإرهاب ومعارضا لقرار الحرب على العراق· وألف كتاب ''الوقوف في وجه كل الأعداء'' الذي ينتقد فيه قرار الحرب على العراق· يترأس كلارك حاليا شركة ''جود هاربور للاستشارات'' ويعمل مستشارا لشبكة ''آي بي سي نيوز'' وكاتب موقع جون هاربور ربورت·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©