الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

موسم الهجرة إلى الانشقاقات !!

19 سبتمبر 2007 01:46
فيما تبدو كتلة ''التحالف الكردستاني'' النيابية ''54 مقعداً'' الأكثر صموداً داخل البرلمان العراقي المؤلف من 275 مقعداً، فإن كل الكتل والقوائم الأخرى باتت تشهد المزيد من التصدع والانشقاقات· وبينما كانت كتلة ''الائتلاف العراقي الموحد'' التي حصدت 128 في الانتخابات الأخيرة مقعداً تفاخر بأنها الكتلة الأكبر والأكثر تماسكاً داخل البرلمان العراقي فهي لم تعد كذلك بعد انسحاب 15 نائباً يمثلون ''حزب الفضيلة'' منها شهر مارس الماضي، ثم انسحاب ''التيار الصدري'' مؤخراً ومنح كتلة ''رساليون'' مقعديها لكتلته ليصبح لديها الآن 32 مقعداً· وإذا كانت خسارة ''الائتلاف'' لم تفقده سمة التفوق البرلماني شبه الكاسح، بالرغم هبوط تمثيله في مجلس النواب إلى 83 مقعداً، فكتلته مهددة الآن بانسحاب نحو 13 نائباً يمثلون ''حزب الدعوة - تنظيم العراق'' بزعامة عبد الكريم العنزي الذي عقد تحالفاً جديداً مع زعيم ''حزب الدعوة'' السابق ورئيس الوزراء السابق الدكتور إبراهيم الجعفري· كما يرى كثيرون أن انسحابات أخرى قد تكون في الطريق من بينها انسحاب كتلة ''تضامن'' برئاسة الدكتور قاسم داوود والمكونة من 7 مقاعد· واذا كان السبب الأساسي للانسحابات المعلن من المنسحبين او المهددين بالانحساب هو تشكيل التحالف الرباعي بين حزبي ''المجلس الأعلى الإسلامي'' بزعامة عبد العزيز الحكيم و''الدعوة'' بزعامة رئيس الحكومة نوري المالكي حزبي ''التحالف الكردستاني'' فإن السبب المباشر الذي حدا بالمالكي الى الاستعجال في توقيع وثيقة هذا التحالف لتعزيز قوة الحكومة هو سعي قوى واطراف اخرى يقودها رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي بسحب الثقة منه داخل البرلمان· أما الأمر غير المتوقع فهو أن تاتي الانسحابات من ''الائتلاف'' لتذهب عشرات الاصوات الثمينة الى علاوي نفسه الذي وصف المالكي محاولاته بأنها ''حراثة في الماء''· لكن الانشقاقات والانسحابات لم تعد مقتصرة على ''الائتلاف'' ولم يستبعد العديد من الخبراء والمحليين السياسيين ومسوؤلي القوى السياسية أي شيء في وضع رجراج كالوضع في العراق وعمليته السياسية المتعثرة· فكتلة علاوي نفسها والكتل الأخرى تشهد انقسامات بدأت بانسحاب الدكتور مهدي الحافظ وصفية السهيل ووائل عبد اللطيف ''القائمة العراقية الوطنية'' بسبب لقاء علاوي قيادات ''بعثية'' ليهبط تمثيلها النيابي إلى 22 مقعداً· كما أعلنت صفية السهيل انها عازمة على تشكيل تحالف وطني من قوى غير طائفية· ويبدو ان ''جبهة التوافق العراقية'' لاتزال تحظى بقدر من التماسك الهش بعد تفجر العديد من الخلافات بين بعض اطرافها كان آخرها عودة وزيرالتخطيط علي بابان الى الحكومة وفصله من الجبهة و''الحزب الاسلامي العراقي''· غير أن كل هذه الانشقاقات ربما تصب في مصلحة العملية السياسية طالما ان الكتل الجديدة المفترض تشكيلها ستكون عابرة للقوميات والطوائف والأقرب لبدء مرحلة جديدة في العمل السياسي العراقي هي مرحلة العمل على أساس وطني مماقد يمهد لعودة التيارات ''الليبرالية'' و''العلمانية'' الى الساحة من جديد بعد أن طردتها ''عمائم رجال'' الدين في الانتخابات· لكن ماحصل بعد ذلك جعل رجال الدين انفسهم يتحسرون مثل كارل ماركس حين راى تصرفات الماركسيين بخلاف ما اراده، فقال: اذا كانت هذه هي الماركسية فكل الذي أعرفه انني لست ماركسياً·
المصدر: بغداد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©