عبدالمعطي بيومي: إعمال العقل يعني إدارة الحياة

ضمن نشاط هيئة أبوظبي للثقافة والتراث وبالتنسيق مع الهيئة العامة للشؤون الاسلامية قدم الباحث الدكتور عبدالمعطي محمد بيومي أمس الأول في المجمع الثقافي بأبوظبي محاضرة بعنوان (مفهوم المدنية في الإسلام) تناول فيها مجموعة متعددة من المفاهيم التي تعنى بالتفريق بين المصطلحات الشائكة المدنية، العلمانية، التفكير العقلي والضوابط المرجعية للمفاهيم الثابتة· والدكتور بيومي أحد المفكرين في تجديد الفكر ومتابعة الإشكاليات الفلسفية في إطاريها التاريخي والمعاصر، وهو عضو ايضا في مجلس إدارة الجمعية الفلسفية المصرية، له من الكتب: تجديد الفكر الاسلامي في العصر الحديث وجذور الفكر المادي وولاية المرأة وابن رشد وفلسفته· قدم المحاضر للجمهور الدكتور أحمد الموسى الذي توقع أن تثير محاضرة الدكتور بيومي النقاش والحوار الجاد لكونه يطرح مجموعة كبيرة من الاشكاليات المعاصرة والمفاهيم التاريخية تحت مجهر التحليل والتفكيك· بعد ذلك ابتدأ الدكتور بيومي محاضرته مثنياً على التجربة الإماراتية الناجحة في تأصيل الوحدة بفضل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ''رحمه الله''، معتبراً إياها التجربة العربية المعمقة والوحيدة التي نفخر بأن تتحقق على أرض عربية أثبتت أن الدولة هي نسيج من التسامح والتعاطي الخلاق للسياسة· ثم تحدث الدكتور بيومي عن مفهوم الحضارة والدولة والمدنية والتفريق بينها والمفهوم العلماني بخاصة في هذه المرحلة· وفي حديثه عن مفهوم الدعوة الى الاصلاح يرى أنه قبل تحديد مفهوم الدعوة يجب علينا تحديد الطريق الى الاصلاح، أي تحديد المفاهيم الفلسفية، مقتربا من تأطير مفهوم الدولة بمجموعة من الخصائص أهمها (الديمقراطية والمدنية والشورية)·· مع اختلافه ومفهوم العلمانية والذي اضطره مع من اختلف معهم ان يحتكم الى الذوات العلمانية في العالم العربي ويقصد بهم المثقفين الذين لابد لهم أن يصفوا العلمانية كمفهوم مختلف عن المدنية، ولذا فإنه اقترح (جابر عصفور) بحسب قوله كونه أحد المثقفين العلمانيين محكماً في موضوعة هذا الاختلاف الذي وجده صحيحاً· وهنا أشار الى ان الايديولوجيا لابد لها ان تصاحب تأسيس أي دولة كون الايديولوجيا شاملة لكل جوانب الحضارة وأن هذه الفكرة الحضارية ضرورة ابتدأت بالفكر· وفي حديثه عن تاريخ الفكر الإنساني تطرق الدكتور بيومي الى ان اوروبا خرجت من عصر الاقطاع الى عصر النهضة بفعل مفاهيم ''الرشديين''، وهم الجماعة التي تأثرت بآراء وأفكار الفيلسوف العربي ''ابن رشد'' وأن مبادئ الحرية والعدالة والشورى والمساواة اذا ما اجتمعت فإنها تشكل الأساس الناجح في أي نظام سواء أكان إسلامياً أو غير اسلامي وأن المقصد الأساسي للدولة هو: اقامة العدل وتحقيق المصلحة· إنه فهم فلسفي دقيق ونظرة صائبة استدعت الكثير من الاستفسارات والتساؤلات من قبل الحضور·