الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المحمول فوق المنبر!

18 سبتمبر 2007 22:23
بينما كان الإمام منهمكاً في إلقاء خطبة الجمعة بإحدى الدول العربية الشقيقة، إذا بهاتفه المحمول يمطره والمصلين بسيل من الرنات، إلى هنا ويبدو الأمر مجرد خطأ عادي، لا يتجاوز نسيان فضيلته إطفاء الهاتف قبل الصعود إلى المنبر، ولكن المفاجأة أن صاحب الفضيلة قطع خطبة الجمعة وقام بالرد على الهاتف، مطالباً محدثه بالاتصال بعد ساعة! لم أصدق هذه القصة التي ذكرها زميلي أمجد الحياري، إلا بعد أن دخلت المواقع الالكترونية التي تناقلتها خلال الأيام القليلة الماضية، ومنها: (www.ammonnews.net) فأدركت المدى غير المعقول الذي بلغناه في التعامل مع المحمول· القصة الأكثر غرابة في عجائب المحمول ذكرها لي بطلها نفسه، حيث تطوع بإمامة المصلين في أحد المساجد الصغيرة، وقبيل الصلاة، قام بوضع هاتفه المحمول على أولى درجات المنبر، على بعد خطوات منه، وبعد إقامة الصلاة بقليل، بدأ هاتفه يرِنُّ ليسمع المصلين أغنية ''يا ليلى أنا المجنون'' ولان الهاتف بعيد عنه فلم يستطع إغلاقه، ولأن المتصل، من الطرف الآخر، يصر إصراراً على طلبه، فقد ظلت الأغنية ''المجنونة'' مفروضة على أسماع المصلين طوال الركعات الأربع! العجيب أن معظم المساجد تتضمن لافتات، على أبوابها وجدرانها، تنبه الرواد إلى ضرورة إغلاق الهاتف قبل دخول المسجد، ولكن غالبية المصلين لا يستجيبون لذلك، فيغلقون قلوبهم ''أم على قلوب أقفالها'' ولا يغلقون الهاتف! وفي رمضان يكثر رواد المساجد، وهي ظاهرة محمودة نرجو أن تستمر بعد انتهاء الشهر الفضيل، ولكن إذا لم يغلق عشرة مصلين هواتفهم قبل دخول المسجد مثلاً، ومع امتداد فترة صلاة القيام في بعض المساجد إلى وقت أطول، فقد نُفاجَأ بسمفونية نشاذ من الرنات، تخرج المصلين من الجو الإيماني· نحن بحاجة إلى ما يمكن تسميته بأخلاقيات وآداب التعامل مع المحمول، في حياتنا بشكل عام، سواء داخل البيت أوأثناء الدوام أو في دور العبادة، بدءاً من عدم إزعاج الزملاء في العمل بأحاديث مطولة ورنات متعددة، ومروراً بعدم الاتصال أثناء القيادة، أو استعمال السماعة إذا اضطرنا إلى الرد ونحن على الطريق، وانتهاء بمنع الاتصال في أوقات الصلاة، وإغلاق الهاتف قبيل دخول المسجد· هذا إذا أردنا أن يكون استعماله في حدود المقبول، وإلا تحول المحمول إلى جهاز مخبول، أو مهزلة تنتمي إلى مسرح اللامعقول! Ayounis99@yahoo.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©