الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الصومال.. الجفاف وشبح المجاعة

7 مارس 2017 00:00
تتجلى بوادر الأزمة في كل مكان في الصومال. في كل يوم، يتدفق الآلاف على العاصمة بحثاً عن الغذاء. وفي يوم واحد ذهب أكثر من 7000 شخص من النازحين داخلياً إلى أحد مراكز التغذية في يوم واحد يطلبون المساعدة، غير أن المركز ليس بوسعه تلبية هذا المستوى من الطلب. وفي شمال البلاد، يقول الزعماء المحليون إن 65% من الماشية قد نفقت. ومن دون الأمطار، لا يوجد طعام للإبل والماعز لكي ترعى، ولا يوجد حليب للأطفال. ويوم السبت الماضي، كشف رئيس الوزراء الصومالي «علي حسن خيري» حقيقة أخرى صارخة لكي يسلط الضوء على حجم الجفاف في البلاد. وقال إن 110 أشخاص على الأقل قد لقوا حتفهم في غضون 48 ساعة في منطقة واحدة في الصومال. ومعظم الضحايا كانوا من النساء والأطفال الذين قتلوا بسبب الأمراض المنقولة عن طريق المياه. وتعلم العائلات أن المياه غير صالحة للشرب، بيد أنهم ليس أمامهم خيار آخر: فليست هناك مصادر أخرى. وقال عبد الله عمر محمد، المسؤول الاجتماعي بقرية «أو- دينلي» في منطقة «باي»، لوسائل الإعلام المحلية إن «نوبات الإسهال وبعض حالات الحصبة قد تفشت بين المواطنين، لا سيما الأطفال الذين أضعفهم الجوع بالفعل». وتعد هذه هي أول حصيلة رسمية عن عدد القتلى تعلنها البلاد خلال الأزمة، فيما تستعد لمواجهة مجاعة آتية لا محالة. وهناك أكثر من خمسة ملايين صومالي في حاجة ماسة إلى الطعام، وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة. وجدير بالذكر أن نصف سكان البلاد – الذين يبلغ عددهم 6.2 مليون نسمة - يواجهون مجاعة إذا لم تتحسن الأحوال في البلاد في وقت قريب. وذكرت إحدى المنظمات الخيرية في أستراليا لشبكة (إيه. بي. سي): «إننا نفحص حالات 40 – 50 في المئة من السكان الذين يواجهون نقصاً حاداً في الغذاء، وهناك نسبة جيدة من الممكن أن تصل إلى حالة بائسة». وهناك بالفعل ما يقرب من 363 ألف طفل يعانون من سوء تغذية حاد، في حين أن هناك 270 ألفاً آخرين معرضون للخطر في عام 2017. وقد حذرت منظمة الأمم المتحدة خلال الآونة الأخيرة من أنه لم تعد هناك سوى «فترة زمنية لمدة شهرين فقط لتفادي وقوع كارثة الجفاف». وهناك دول أخرى في المنطقة تواجه الخطر، أيضاً. ففي الأسبوع الماضي، أعلنت جنوب السودان عن وجود مجاعة في مناطق من جنوب البلاد. فقد أدت الحرب الأهلية الدموية المشتعلة في البلاد إلى نزوح الآلاف، وتعطيل زراعة المحاصيل وانهيار اقتصادي. وتعد هذه أول دولة في العالم تعلن عن وجود مجاعة منذ عام 2011. إن العالم في قبضة أزمة حادة ومثيرة للدهشة: فأكثر من 20 مليون شخص في جنوب السودان والصومال وشمال نيجيريا واليمن يواجهون خطر المجاعة في الستة أشهر المقبلة، بحسب تقديرات الأمم المتحدة. وعلاوة على ذلك، فإن قرابة 1.4 مليون طفل معرضون لـ«خطر وشيك» بالموت. وقد وصف باحثون في الولايات المتحدة الشهر الماضي حجم وباء الجوع بأنه «لم يسبق له مثيل في العقود الأخيرة». وفي الصومال، تأتي المجاعة بعد ثلاث سنوات من الجفاف، لا سيما في شمال البلاد. ونتيجة لذلك، تراجع إنتاج المحاصيل وأعداد الماشية بشكل حاد، بينما فر الآلاف من الناس إلى المدن الكبرى بحثاً عن الطعام والملاذ. ومن ناحية أخرى، فإن نقص المياه النظيفة يعني أن تفشي وباء الكوليرا وغيره من الأمراض التي تنقلها المياه أصبح شبه مؤكد. وأصبح من الصعب تحقيق أي تحسن، ولو ضئيلاً، جراء أعمال العنف الجارية. لقد ضربت الصومال عقوداً من الحرب الأهلية، ولا يزال مئات الآلاف من الناس يعيشون في مخيمات للنازحين داخلياً. ومعظم المناطق في البلاد، بما في ذلك العاصمة مقديشيو تعاني من هجمات منتظمة من قبل جماعة «شباب» الإرهابية المرتبطة بتنظيم «القاعدة»، وعلاوة على ذلك، فإن وكالات المعونة لا تستطيع الوصول للمدن والمناطق الريفية التي تسيطر عليها منظمة «شباب» سوى بشكل محدود. ومن جانبه، أعلن الرئيس الصومالي «محمد عبد الله فارماجو» الأسبوع الماضي، أن بلاده تواجه كارثة. وحذّر من أن انتشار الجوع على نطاق واسع «يجعل الناس عرضة للاستغلال وانتهاكات حقوق الإنسان والشبكات الإرهابية والإجرامية». ورغم ذلك، لا يزال هناك أمل ضعيف في العثور على حل سهل لهذه الأزمة. تقول الأمم المتحدة إنها بحاجة إلى 6 مليارات دولار خلال الأسابيع القليلة المقبلة للحيلولة، دون وقوع كارثة، وحتى الآن، لم تحصل سوى على نصف مليار دولار فقط. * صحفية أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©