الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أبوطلحة.. صوته في الحرب خير من فئة

18 سبتمبر 2007 22:20
جاء أبوطلحة زيد بن سهل صاحب الثراء الواسع يخطب أم سليم بنت ملحان والدة أنس بن مالك والمعروفة بـ''الرميصاء'' وما عنده شك في انها سترده، لكنها قالت له: أما اني فيك لراغبة وما مثلك يرد، لكنك رجل كافر وأنا مسلمة فإن تسلم فذاك مهري لا أسألك غيره· ومن هنا بدأت حكايته مع الاسلام الذي اعتنقه حباً فيه ورغبة في الزواج من ''أم سليم'' وكان أحد القليلين الذين أسلموا على ايدي النساء· ذهب أبوطلحة لبيعة رسول الله في العقبة الثانية فأسلم وبايع، وكان أحد النقباء الاثني عشر حتى هاجر رسول الله الى المدينة، فلزمه وكان أحد أتباعه المخلصين له، وكان أبوطلحة من اكثر الأنصار مالاً، وكان أحب ماله اليه ''بيرجاء'' وهو بستان ممتلئ بالنخيل والثمار والماء العذب، وعندما نزل قول الله تعالى: (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) قال أبوطلحة: اللهم إن أحب اموالي اليّ ''بيرجاء'' وإنها صدقة لله أرجو أجرها، فقسمها يا رسول الله كما تشاء، فنظر إليه النبي فرحا مسرورا وقال: ''بخ بخ -كلمة استحسان وترحيب- وذاك مال رابح، ذاك مال رابح''· ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب أبا طلحة حتى إنه لما حلق شعره في حجة الوداع وزع بعض شعراته على المسلمين فمنهم من نال الشعرة، ومنهم من نال الشعرتين حتى قال رسول الله: أين أبوطلحة؟ ثم أعطاه شعرا كثيرا يتبرك به· وكان لأبي طلحة ولد مريض فخرج أبوطلحة في سفر له، ومات ولده، فدفنته أم سليم، فلما رجع أبوطلحة قال: ما فعل ابني؟ فقالت: هو أفضل مما كان· ثم قربت اليه العشاء فأكل، ثم قالت له: إن الصبي قد مات ودفناه، فلما أصبح أبوطلحة ذهب الى الرسول يشتكي أم سليم· فقال رسول الله: ''أعرستم الليلة؟'' قال: نعم· فدعا له الرسول وقال: ''بارك الله لكما''· فولدت أم سليم له ولدا فحمله أبوطلحة لرسول الله ومعه تمرات، فأخذها رسول الله ووضعها في فمه وسماه عبدالله، ثم ولدت له أم سليم سبعة أولاد كلهم يقرأون القرآن بدعوة رسول الله لهم· وكان أبوطلحة شجاعا وفارسا مغوارا، حارب الى جانب الرسول في كل غزواته، وكان الرسول يقول: ''لصوت أبي طلحة في الجيش خير من فئة''، أي فرقة كاملة، وبعد وفاة الرسول اتخذ من الجهاد والصيام شغلا شاغلا حتى توفى بعد وفاة الرسول بأربعين عاما·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©