السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مشهد للنيل في القرن التاسع عشر

مشهد للنيل في القرن التاسع عشر
18 سبتمبر 2007 22:19
روي أن رجلاً مر على جسر بغداد، فمرت فتاة جميلة، فأبصرها شاب كان جالساً وقال: رحم الله عليّ بن الجهم، فقالت ورحم الله أبا العلاء! وانصرفت، فعجب الرجل مما سمعه من الفتى والفتاة، فتوجه إلى الفتى، وأقسم له إذ لم يوضح له الأمر ليشكونه إلى رجال الشرطة، فقال له إني قلت رحم الله علي بن الجهم وقصدت قوله في قصيدة له: عيون المها بين الرصافة والجسر جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري فردت هي مترحمة على أبي العلاء المعري، ففهمت أنها فهمت قصدي وأنها تقصد بيت شعر لأبي العلاء يقول فيه: أيا دارها بالخيف إن مزارها قريب ولكن دون ذلك أهوال يقول الرجل: فانصرفت وأنا لا أدري بأي شيء أكون أكثر عجباً، أمن ذكاء الفتى أم من لماحية الفتاة وحسن حفظها، أم من غفلتي وجهلي وعدم حفظي! ذكـــــاء قدم أحد التجار من خراسان ليحج، فتأهب للحج، وبقي معه من ماله ألف دينار لا يحتاج إليها، فقال إن حملتها خاطرت بها، وإن أودعتها خفت جحد المودع، فمضى إلى الصحراء فرأى شجرة خروع، فحفر تحتها ودفنها ولم يره أحد، ثم خرج إلى الحج وعاد فحفر المكان فلم يجد شيئاً، فجعل يبكي ويلطم وجهه، فإذا سُئل عن حاله قال الأرض سرقت مالي، فلما كثر ذلك منه قيل له لو قصدت عضد الدولة، فإن له فطنة، فقال: أو يعلم الغيب؟ فقيل له: لا بأس بقصده· فذهب إلى عضد الدولة، وأخبره بقصته، فجمع الأطباء وقال لهم: هل داويتم في هذه السنة أحداً بعروق الخروع؟ فقال أحدهم: أنا داويت فلاناً، فقال علي به فجاء، فقال له هل تداويت في هذه السنة بعروق الخروع؟ قال: نعم ، قال: من جاءك به؟ قال فلان الفراش· قال: علي به· فلما جاء قال: من أين أخذت عروق الخروع؟ فقال: من المكان الفلاني، فقال: اذهب بهذا معك فأره المكان الذي أخذت منه، فذهب معه صاحب المال إلى تلك الشجرة، وقال: من هذه الشجرة أخذت· فقال الرجل: ههنا والله تركت مالي، فرجع إلى عضد الدولة، فأخبره فقال للفراش: هلم بالمال، فتلكأ فأوعده فأحضر المال·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©