الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التسوّل حرفة تزدهر في الشهر الفضيل

التسوّل حرفة تزدهر في الشهر الفضيل
18 سبتمبر 2007 22:07
أصبح التسول في دولة الإمارات ظاهرة تثير علاماتِ استفهام كبيرةً، وتتفاقم بشكل كبير خلال الشهر الكريم بمجرد قدومه، نظراً لأنه شهر الإنفاق حيث يقوم الميسورون بإخراج صدقاتهم وزكوات أموالهم على الفقراء والمعوزين· ويُشاهد المتسولون في المساجد عقب الصلوات، وكذلك على أبواب المطاعم متزامنين مع موعد الإفطار، كما أنهم يطرقون أبواب المنازل طيلة أيام الأسبوع طلباً للمال·· ومن خلال متابعة ورصد الظاهرة لوحظ أن بعض المتسولين يعانون من عاهات تشفع لهم عند الناس مساعدتهم ولو بمبالغ زهيدة، كما أن بعضهم يصطنع عاهة في جسده حتى يستجدي عطف الناس· يصعب التمييز بين صاحب الحاجة والمعوز الذي لم يجد وسيلة إلا سؤال الناس، وبين المحتال الذي احترف المهنة، واستمرأ ذل السؤال ليدر عليه آلاف الدراهم خلال الشهر الكريم· وعبّر عدد ممن استطلعنا آراءهم عن استيائهم لتزايد المتسولين بشكل ملحوظ خلال الشهر الكريم، مشيرين إلى أنه ليس بالضرورة أن كل متسول بحاجة إلى المساعدة المادية، إلا أن آخرين يرون أنه لا ضير من مد يد العون للفقراء والمعوزين في المجتمع· ''الاتحاد'' ترصد الآراء في التحقيق التالي: أكدت شيرين حسن- تعمل محاسبة- أنه يتوجب على كل مسلم أن يساعد الفقراء والمساكين، وذلك في كل وقت، فكيف لا يكون ذلك في شهر الخير والبركات، مضيفة أن الابتسامة صدقة، وعلى المسلم أن يسعى للتقرب إلى الله تعالى، وقالت مستشهدة بقوله تعالى: (وأما السائل فلا تنهر) (الضحى:10)، فلا أستطيع رد هولاء المساكين والفقراء الذين دعتهم الحاجة إلى مد أيديهم والتذلل إلى الآخرين· ومن جهته قال مصطفى طويل- يعمل موظفاً-: إن هناك فئة كبيرة من المتسولين احترفت هذا الأمر، حتى إنهم زيفوا الأوراق الطبية التي تشير إلى مرض حاملها وعجزه، محذراً من أن ظاهرة جديدة أخذت تطل برأسها وهي استغلال الاطفال لحثهم على ممارسة التسول وتعليمهم أساليب سرد القصص المؤلمة للتأثير في نفوس المسلمين، والتي في أغلبها غير واقعية ومبالغة· إجراءات حازمة وقال عمرو الشامي مدير علاقات عامة في أحد فنادق دبي: إن المتسولين يُفقدون هذا الشهر الكريم بهجته، إذ لا يكاد يمضي يوم دون قدوم خمسة متسولين على الأقل يختلفون في المظهر ويتشابهون في الرواية، داعياً الجهات الحكومية إلى تشديد الإجراءات ضد كل المتسولين وخصوصاً للنساء اللواتي يرتدين زي المرأة الإماراتية· وأوضح عبدالله محمد يعمل موظفاً أن لشهر رمضان الكريم طابعاً خاصاً، تتجلى فيه الروح وتسمو فيه الاخلاق، وإن من سماحة الدين الاسلامي أن أمرنا ألا ننهر السائل أو نمُنَّ عليه، كما جعل الزكاة فرضاً على كل مسلم قادر، وذلك للحد من الفقر بين المسلمين، إذ إن السعادة الحقيقية هي أن تحب لاخيك المسلم ما تحب لنفسك· التسوّل في المساجد وحول رأي الدين في انتشار ظاهرة التسول في المساجد، قال عاطف محمد موجه تربية إسلامية: إن سنة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم دالة دلالة صريحة على أن سؤال الناس في المسجد جائز مع الحاجة الصادقة، بضوابط منها أن تكون الحاجة قائمة، وألا يكون السائل مؤذياً للناس برفع صوته وتخطيه رقابهم، بحيث يشغلهم عن الذكر ونحوه· ظاهرة عالمية التسول ظاهرة عالمية، قديمة قدم المجتمع الإنساني، ومنتشرة في البلاد الغنية والفقيرة، فقد أباحت بعض المجتمعات في العصور الوسطى التسول كحرفة ونظام اجتماعي معترف به· وكان يتم تسجيل الأفراد رسمياً لممارسة التسول بصورة شرعية، وفي عصر النهضة شاع هذا النظام، واعترفت به عدد من الدول مثل إسبانيا والمكسيك، كما أن جميع الأديان السماوية تحض على الزكاة والصدقة والكفارات، وتنظر إليها كوسيلة لتطهير الإنسان من الذنوب· ويختار المتسولون في البلاد الشرقية والمسلمة أماكن العبادة والجوامع والأضرحة مكانًا لممارسة التسول، أما في الدول الغربية فتجد المتسولين في أنفاق المترو، وقرب الساحات العامة، والمتاحف يمارسون عملهم بطريقة أخرى، من خلال العزف والغناء أو ربما الرسم، ومن الغريب أنه توجد في الهند مدينة كاملة للمتسولين، لها قوانينها وشريعتها· التسول في القانون الإمارتي إن التسول جريمة يعاقب عليها القانون الإماراتي بحسب المادة 15 لسنة 1975 من قانون العقوبات، ويترتب عليها الحبس لمدة شهرين وبغرامة لا تتجاوز خمسمائة درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين، وفي حال أن يكون المتسول وافداً او زائراً فيحق للمحكمة الحكم بإبعاده عن الدولة· مواجهة التسول دأبت القيادة العامة لشرطة دبي سنوياً على تنظيم حملات توعوية تناشد فيها جميع المواطنين والمقيمين في إمارة دبي الى عدم التساهل مع المتسولين خلال شهر رمضان الكريم، خاصة في ظل وجود فئة تمتهن التسول في الشهر الفضيل، مستغلة بذلك عطف أفراد الجمهور وحرصهم على تلبية احتياجات السائل· وخصصت أرقاماً هاتفية بغرفة عمليات شرطة دبي لتلقي اتصالات الجمهور للإبلاغ عن هؤلاء المتسولين، ودعت المتسولين المحتاجين للمساعدة إلى اللجوء للجمعيات الخيرية المنتشرة في جميع إمارات الدولة، التي لا تبخل بمد يد العون والمساعدة لأي مستحق لها·
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©