الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الجنوب الأميركي يسعى إلى اجتذاب الشركات الكبرى

الجنوب الأميركي يسعى إلى اجتذاب الشركات الكبرى
26 مارس 2008 00:54
يسعى الجنوب الاميركي الى اجتذاب الاستثمارات الصناعية الاجنبية ولو ان ذلك يهدد بالارتداد سلبا مع الوقت على اوضاع ابنائه· ويقول مايكل كريست الخبير الاقتصادي في الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي) في اتلانتا: ''لقد استقبلنا هنا عددا من الاستثمارات في قطاع صناعة السيارات وقطاع المواصلات عموما''· والحقيقة ان الولايات الاميركية الجنوبية وفي طليعتها كارولاينا الشمالية والاباما وميسيسيبي اجتذبت خلال السنوات العشر الماضية كبرى الشركات الصناعية الاوروبية والاسيوية مثل مرسيدس ونيسان وميشلان واخيرا مجموعة اي·ايه· دي· اس· وما يساهم في تشجيع هذه الشركات التي تعتبر من ابرز تجليات العولمة طقس هذه الولايات وحفاوة سكانها وبيئتها الاقتصادية بصورة خاصة، ففي مقابل آلاف الوظائف التي تنشئها هذه الشركات محلياً، توفر لها الولايات الجنوبية شروطا مغرية جدا للانتقال اليها، فالارض تقدم لها بشكل شبه مجاني واليد العاملة متدنية الكلفة وغير منتسبة اجمالا الى نقابات ويتم تدريبها مجانا للقيام خصيصا بالعمل المطلوب منها· ويقدر معدل الاجور بنحو 36 ألف دولار في الاباما و31 ألف دولار في ميسيسيبي بالمقارنة مع 42 ألفاً على المستوى الوطني، بحسب احصاءات جمعتها وكالة موديز للتقييم المالي· كما ان الولايات الجنوبية لا تفرض الكثير من التنظيمات البيئية وتقدم تخفيضات ضريبية للشركات بحيث يقدر مؤشر ''كلفة الاعمال'' بنحو 94,6 في الاباما و88,8 في تينيسي مقابل مئة في مجمل انحاء البلاد، واخيرا تحصل الشركات على ضمانة بان مندوبين اقوياء معظمهم من الجمهوريين سيمثلون مصالحها في واشنطن· وقال جيمس كوب استاذ التاريخ في جامعة جورجيا إن: ''الولايات الجنوبية لطالما كانت عبر التاريخ متأخرة اقتصاديا عن باقي البلاد''، وتابع انه: ''حين بدأت الزراعة بالتراجع واستخدام الآلات بالانتشار، وجد آلاف الناس انفسهم على استعداد للقيام باي عمل لقاء اي اجر''، مضيفا ان: ''هذا ما جذب مصانع جديدة الى هنا''· وتابع المؤرخ ان: ''ولايات الجنوب اخذت لسوء حظها تجذب انواعا من الصناعات تبين فيما بعد انها الاكثر تأثرا بالمنافسة الاجنبية''· وحين ربحت مانيلا ومكسيكو في لعبة الاغراءات الاقتصادية رزح الجنوب تحت وطأة ازمة اقتصادية خانقة مع ما يواكبها من تسريحات جماعية واغلاق مصانع ونزوح سكاني حول العديد من المدن الى مدن اشباح· غير ان تدني سعر الدولار شجع هذه الولايات على العمل مجددا على اجتذاب المجموعات الاجنبية وكانت كارولاينا الشمالية سباقة في هذا المجال اذ استقبلت شركة ميشلان، تلتها الاباما في مطلع التسعينات· لكن كوب اوضح انه بتقديم شروط تنافسية من اجل توفير وظائف فان السكان الجنوبيين: ''لا يجنون مكاسب اجتماعية على صعيد توطيد البرامج الاجتماعية وبناء المدارس وكل ما يمكن ان يسمح للناس بالتقدم من تلقاء انفسهم''· وشاطره الرأي جيم كلينتون المدير التنفيذي في مجلس السياسات الانمائية الجنوبية (مختبر دراسات مقره في كارولاينا الشمالية) وقال: ''طالما اننا نعتمد هذا النهج، فاننا ننتج يدا عاملة متدنية المستوى في حين تجنى الارباح في مكان آخر''·
المصدر: موبايل، الولايات المتحدة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©