الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

شوارع تتحول ليلاً إلى حلبات ماراثونية لسباقات السيارات

شوارع تتحول ليلاً إلى حلبات ماراثونية لسباقات السيارات
15 فبراير 2014 14:05
ما أن يسدل الليل ستاره، حتى تبدأ سيارات ودراجات يقودها شبان ومراهقون بالتقاطر إلى الميادين والشوارع الخارجية، بغية الاستعراض الممزوج بالتحدي والمخاطرة والذي يطلق عليه «الشارة» أو «الزماط»، وسط مطالبات بفرض مزيد من الرقابة على هؤلاء الشباب، وفي الوقت نفسه، توفير أماكن أو أندية لإتاحة الفرصة أمامهم للتنفيس عن رغباتهم وهواياتهم. وتتمثل الشارة أو الزماط في تنظيم سباقات للسيارات في أماكن عامة، يغلب عليها الاستعراض مع عدم اتخاذ إجراءات السلامة، الأمر الذي يؤدي في كثير من الأحيان إلى وقوع حوادث قد تنتهي بإصابات بشرية. ويعزو علم الاجتماع تزايد الشباب الذين يتوجهون إلى شغل أوقات فراغهم بمثل هذه الأنشطة، إلى أسباب تربوية وأسرية في المقام الأول. ورغم اعترافه بخطورة هذه الهواية، إلا أن عباس فرض الله لا يفكر بالعزوف عن ممارستها، فهو من عشاق الاستعراض والسرعة والمغامرة، آملاً من الجهات المعنية توفير نادٍ للاستعراض الحر يتيح للشباب مساحة لتنفيس طاقاتهم بشكل قانوني منظم ولا يعرض الآخرين للخطر. ويشاطره الرأي ناصر القرش الذي يقر بخطورة الزماط لكنه يحبها، ويتمنى ممارستها ضمن اشتراطات تحفظ سلامته وسلامة الآخرين. ويعتبر المواطن إبراهيم البلوشي أن تنظيم سباقات سيارات في الشوارع العامة هواية خطيرة تشهد إقبالاً كبيراً من الشباب، كما أنها تدل على فراغ كبير يعيشه هؤلاء الشباب الذين يتمادون في هذه الهواية. ويطالب البلوشي الجهات المعنية بالعمل على إيجاد برامج مختلفة لشغل هؤلاء الشباب، بما يجذبهم للاندماج والبعد عن هواية الموت، بحسب تعبيره. ويؤكد أن غالبية المراكز الشبابية وباقي المؤسسات المعنية بالشأن الاجتماعي تحاول استقطاب الشباب، ورغم ذلك يندفع كثير من الشباب إلى بعض الهوايات التي لا تتناسب مع مجتمعاتنا، مثل هواية تنظيم سباقات السيارات في الشوارع التي انتشرت بشكل متزايد حتى وصلت إلى حد الظاهرة. ويشبه عمر المهيري الشوارع الخارجية بأنها «حلبات ماراثونية لهواة سباقات السيارات»، خصوصاً في فصل الشتاء ومع تحسن الطقس. ويؤكد أنه شاهد كثيراً من المسابقات التي تنظم بتنسيق شفهي بين الشباب، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مشيراً إلى أن كثيراً من الشباب يعون جيداً أن ما يقومون به خطير للغاية، لكنهم يتغافلون عن ذلك لقضاء وقت الفراغ أو التسلية ولو على حساب حياته، مطالباً بحلول جذرية للظاهرة من قبل الجهات المعنية. ويقول المواطن صالح السويدي إن الحلبات العشوائية للسباق والاستعراض غير قانونية، بسبب عدم وجود ضوابط وشروط المشاركة فيها ولا تضمن سلامة السائقين وتعرضهم للخطر المحتم. ويضيف: على الرغم من وجود البدائل والحلبات المصرح بها إلا أننا نجد الشباب المتهور يقوم بالاستعراض بالدراجات أو السيارات في الأماكن العامة. ويقول المواطن خالد الكتبي إن الشباب يستعرضون في «الشارة» أو «الزماط» في سيارات مزودة بمحركات وإطارات يتم تعديلها في ورش فنية خاصة. ويطالب الكتبي الجهات المعنية، بتوفير ناد للاستعراض خاص بالهواة في مختلف مناطق الدولة، ويكون تحت أعين الشرطة مع توفير اشتراطات الأمن والسلامة، مشيراً إلى أن هناك كثيرين من محبي الاستعراض سواء كانوا سائقين أو مصورين أو جمهورا. غياب الرعاية الأسرية يزيد من السلوكيات السلبية يؤكد الدكتور أحمد العموش عميد كلية ا?داب والعلوم ا?نسانية والاجتماعية بجامعة الشارقة أن لغياب الوالدين تأثيرات سلبية لا يمكن تجاهلها، فقد يقوم بسلوكيات كالتهور والسرعة والاستعراض الذي يعرضه للخطر، ولاشك أن غياب الرعاية الأسرية أو التهاون فيها يزيد من احتمال وقوع الأبناء في مثل هذه الأخطاء. كما أن رفاق السوء لهم دور كبير في السلوكيات السلبية التي يقوم بها الكثير من الشباب. ويضيف العموش: لا يمكن تعويض القصور الأبوي مهما كان البديل وذلك لاختلاف طبيعة العلاقة القائمة بين الأب وابنه عن أي علاقة أخرى، إلا أنه في حال الضرورة فإن وجود بدائل الأب كالمعلم أو الأخ أو القريب يحسن التكيف الاجتماعي للابن ويوفر الدعم والتشجيع الذي يحتاجه بدرجة كبيرة بعد فقدانه للحامي الأساسي. ويوضح أن مشكلة قضاء الوقت تعتبر من أهم المشكلات الأساسية التي يعاني منها شبابنا، الأمر الذي يجعل من الضروري التفكير في حلها ووضع أيدينا على الأسباب المؤدية إلى نشأة هذه المشكلة وكذلك التعرف إلى الأضرار التي قد تنجم عنها. ويتابع: لا شك أن هذه الأسباب تربوية في جوهرها، لأن انعدام التوجيه الديني والروحي والخلقي والتعليمي من شأنه أن يُعرض الشاب للمعاناة من مشكلة قضاء وقت الفراغ حيث لا تنمو عنده القدرات والمهارات والعادات النافعة التي تجعله يحسن استثمار وقته ليقضيه فيما ينفعه وينفع الناس. ويؤكد أن عدم المشاركة في الأنشطة الرياضية والثقافية والكشفية والترويحية والترفيهية والاجتماعية يكمن وراء ظهور هذه المشكلة. ويشير العموش إلى الأساليب التي يمكن استخدامها في العلاج فهي كثيرة ومتعددة ومنها القضاء على هذه المشكلة عن طريق استغلال أوقات الفراغ في الأندية والأنشطة الرياضية حتى يفرغ الشاب الفائض من طاقته وحيويته الجسمية والذهنية في الأنشطة النافعة والبناءة والإيجابية التي تصقل شخصيته وتنمي قدراته ومواهبه، وتنفع المجتمع الذي يعيش فيه، ومن ذلك ممارسة النشاط الرياضي الذي يبني الجسم والعقل، والاشتراك في مشروعات الخدمة العامة، والتطوع في أعمال الخير والبر والإحسان كجمع التبرعات للعجزة والأيتام أو الجرحى والمرضى أو الاشتراك في مشاريع محو الأمية أو في نظافة الحي الذي يعيش فيه المراهق أو الاشتراك في أسبوع المرور، كذلك يمكن تنظيم المسابقات العلمية والأدبية للشباب وتشجيعهم على حفظ القرآن والتفقه في أمور دينهم. ويضيف: يمكن تشجيع الشباب على العادات الطيبة والإيجابية كحب القراءة والبحث والاطلاع، كذلك الاشتراك في الرحلات العلمية والاستكشافية للتعرف على معالم المجتمع القديمة والحديثة. الشرطة: السباقات غير قانونية والمخالفة الحجز شهراً و500 درهم يؤكد المقدم سعيد بن عران مدير إدارة المرور والدوريات في القيادة العامة لشرطة أم القيوين، أن تجمعات الشباب بهدف الاستعراض والسباقات بشكل عشوائي هي سلوكيات غير قانونية، وتقوم إدارة المرور بمخالفة كل من يقوم بهذه السلوكيات الطائشة. وتنص المادة 36 من قانون المخالفات المرورية، مخالفة قيادة مركبة تسبب ضجيجاً بقيمة 500 درهم وحجز لمدة شهر. ويتابع ابن عران: رغم وجود الحلبات المرخصة والبدائل التي توفرها الدولة للشباب، إلا أننا نشاهد هؤلاء الشباب المتهور الذي يعرض نفسه والآخرين للخطر. ويؤكد أن إدارة المرور والدوريات تهدف إلى تقليص نسبة الحوادث المرورية والحد من الوفيات الناجمة عنها وذلك من خلال تكثيف الحضور الشرطي. وفي الإطار ذاته، أطلقت وزارة الداخلية، ممثلة في الإدارة العامة للتنسيق المروري، حملة التوعية المرورية الموحدة الأولى لهذا العام ضمن المبادرة الخاصة في تطوير وتطبيق برامج التوعية المرورية بقطاع المرور لعام 2014، تحت شعار «احذر مخاطر الدراجات». ويوضح المقدم ابن عران أن الحملة تهدف إلى توعية جميع مستخدمي الدراجات، وجميع فئات المجتمع وخاصة الشباب والأسرة، بالالتزام بقواعد السير والمرور، وتجنب وقوع الحوادث. ويشير إلى أن الحملة تجسيد لاستراتيجية وزارة الداخلية المنبثقة عن استراتيجية الحكومة الاتحادية، وانطلاقاً من توجيهات القيادة الشرطية؛ لبلوغ أعلى مستويات السلامة المرورية للجميع، وفي إطار الخطة الاستراتيجية لقطاع المرور لعام 2014 – 2016 بالمبادرة الخاصة في تطوير وتطبيق برامج التوعية المرورية بوزارة الداخلية، إضافة إلى الحملات الأخرى التي تنظمها إدارات المرور لتعزيز السلامة المرورية والحد من الحوادث المرورية وحالات الدهس. ويؤكد أهمية تعزيز الوعي المروري لدى سائقي الدراجات وتجنيبهم مخاطر الاستخدام غير الآمن، وتوافر وسائل الأمان والسلامة، خصوصاً الدراجات النارية وسائقيها، والحرص على ارتداء الخوذة الواقية أثناء القيادة والالتزام بأنظمة وقواعد السير والمرور.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©