الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

سالم الزمر يرتحل داخل جمال الأماكن

سالم الزمر يرتحل داخل جمال الأماكن
14 فبراير 2014 23:40
الفجيرة (الاتحاد)- من خلال كتابه الشعري «مدن تسكنني» الفائز بجائزة الشارقة للشعر العربي في دورتها الرابعة والصادر منذ أيام عن دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، يرتحل الشاعر سالم الزمر بقارئه إلى مدن شتى بقيت عالقة في ذهنه وماسكة بتلابيب شعوره، يسافر به إلى تفاصيل مدن سبر أغوارها سواء في الإمارات أو خارجها، إذ أنشد لأبوظبي والفجيرة والشارقة ودبي وعجمان، كما أنشد لمدن في إقليمه الممتد حوله مثل أم القرى وصلاله، ومدن وبلدان على غرار بغداد وعمان ومدريد وبرلين ومصر والشام. يستحضر الزمر في قصائده بهجة المكان ويتناوله تناولاً متفرداً بحسب خصوصياته، وشعوره نحوه مع ما يكتنزه ذلك الشعور من ذاكرة عنقاء، فلا بد أن تتذكر طارق بن زياد والأندلس وقصر الحمراء وعرش أبي عبدالله وغرناطة وابن زيدون وولادة بنت المستكفي وابن حزم وطوق حمامته وأنت في مدريد مثلاً، لأن للفضاء روحاً وماضياً، حيث يقول الزمر في قصيدة «مدريد»: ويمر بالحمراء سرب مواجع ويلوح فينا طارق بن زياد إن ارتباط الإنسان بماضيه ليس سوى صورة للوفاء لما سبق من تاريخه الشاسع داخل الإطار العام، ولذلك بدا سالم الزمر في قصائده نابشاً لجراح حينا، ومتغزلاً أحياناً وكأنه يناجي حبيبته، حيث (قصائد أبوظبي، دبي، الشارقة، الفجيرة، عجمان) كلها تحيل إلى حب صادق ساكن في أعماق أعماقه، وماثل في مزاجه ومسرف في الزج بعاطفته الجياشة في بحور شتى من العشق والمناجاة والفخر والاعتزاز وإبراز الذات داخل الموضوع، إنه يحاول أن يرسم لوحة فنية لكل المدن الإماراتية وينجح في نهاية المطاف، لأن اللغة تهبه المجال الكافي فيطوعها منتصراً للبعد الجمالي الذي نلمس من خلاله حباً غير محدود للوطن، حيث تبدو أبوظبي اختصار العواصم وخاتماً من عقيق وماس وياسمين وأغان، فيكتب فيها: هل يعلم العابرون بأنك إيماءة في الخيال وأنك لست صحارى الغوى وأنك أغنية من جمال؟ كما يناجي الفجيرة، قائلاً: توسد أكتاف الجبال جبينها ونام لها طرف به الغيم عالق ثم يطبع قبلة على جبين الشارقة، قائلاً: وعشقتها سيفا يطارحه الهوى موجات حب في الخليج الهادي سالم الزمر في المدن التي سكنته استطاع أن يرسم العديد من اللوحات في سيمفونية ترسم الملامح المثيرة للمدن المختلفة التي كتب عنها في هذه المجموعة الشعرية، وجنح بالقارئ أبعد مما تراه العين المجردة، متوغلاً في التاريخ والجغرافيا والناس بإحساس شاعِر ورؤية عاشق.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©