الحسن والحسين فازا بحب سيد الخلق

''الحسن والحسين'' رضي الله عنهما حفيدا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبوهما علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأمهما فاطمة بنت محمد رضي الله عنها وما بين الاب والأم ورعاية الجد نشأ الحسن والحسين وترعرعا في بيت النبوة، ومنه اكتسبا جميل العادات ومحاسن الٌخلق والفضل ولهذا قال صلى الله عليه وسلم موضحا مكانتهما: ''الحسن والحسين مني'' ولقد كان لهما النصيب الاكبر من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لمن حوله من الصحابة وابناء المسلمين، ويقول زيد بن حارثة: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مشتملا على الحسن والحسين، ويقول: هذان ابناي وابنا فاطمة اللهم انك تعلم اني أحبهما فأحبهما· أما أحدهما فهو الحسن رضي الله عنه الذي بشره جده صلى الله عليه وسلم بأنه سيصلح الله به بين الفئتين وشاء الله عز وجل ان يتنازل عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان حقنا لدماء المسلمين بعد الحرب التي وقعت بين علي ومعاوية، فعن أبي بكر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ان ابني هذا سيصلح الله به بين فئتين من المسلمين· أما الاخر فهو الحسين رضي الله عنه الذي كان يتسم بالفداء والتضحية والشجاعة في سبيل المبدأ وهب للقيام بالامر نزولا على رغبة أهل العراق ولكن تخاذلوا عن نصرته بعد ان خرج اليهم فوقعت محنة كربلاء واستشهد بعد ان تمسك بموقفه ولم يخش الموت في سبيل نصرة الحق· وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الحسن والحسين حبا جارفا لم يكن له حدود، وكان يقضي معهما وقتا طويلا في اللعب والمرح، فكانا في صغرهما يركبان ظهره، وهو يقول لهما: نعم الجمل جملكما، وكان اذا رأهما قادمين وهو يخطب على منبره نزل من على منبره ليأخذهما ويحملهما حتى ان أبا هريرة روى ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عليهم ومعه الحسن والحسين هذا على كتف وهذا على كتف وهو يقبل هذا مرة وهذا مرة حتى انتهى الينا فقال له رجل: يا رسول الله انك لتحبهما، فقال: ''من أحبهما فقد أحبني ومن أبغضهما فقد أبغضني''·