الصيام لا يؤثر سلباً على الدراسة

لأول مرة منذ عقود يتزامن شهر رمضان الفضيل مع مطلع العام الدراسي، مما ساهم في زيادة حالة الارتباك والبلبلة التي غالباً ما تصاحب بداية العام الدراسي، خاصة أن معظم الطلبة لم يخرجوا من فلك الإجازة الصيفية بعدُ، فضلاً عن أن بعض المدارس لم تعلن جاهزيتها بصورة كاملة، مما خلق لدى بعض الطلبة جواً من عدم الالتزام الجدي بالمذاكرة· الصيام والمذاكرة: تحتاج إلى تنظيم للوقت لتجنب التقصير في جانب على حساب آخر، خاصة أن حرارة الصيف ستظل مسيطرة على أجواء الشهر الفضيل وخلال فترة النهار بشكل خاص· ''الاتحاد'' تلقي الضوء على كيفية موازنة طلاب المدارس بين الصيام والمذاكرة في رمضان، وما يمكن اتباعه لتجنب تأثير أحدهما سلباً على الآخر· تقول فوزية غريب مديرة منطقة الشارقة التعليمية: إن شهر رمضان المبارك فرصة يمكن للطلبة أن يحرزوا فيه علامات مرتفعة، مؤكدة أن تزامن الشهر الفضيل مع مطلع العام الدراسي لن يؤثر سلباً على أدائهم الدراسي، إذ إنه سبق أن تزامنت الامتحانات الدراسية مع شهر رمضان، مؤكدة أن الصيام ليست مسألة جديدة على التلاميذ· كيفية التوازن ودعت غريب إلى ضرورة اتباع سياسة التوازن خلال رمضان من حيث أداء الفرائض والتكليفات الدينية على أكمل وجه جنباً إلى جنب مع المواظبة على المذاكرة اليومية دون اللجوء إلى منهج تراكم المواد حتى انتهاء الشهر، فضلاً عن الترفيه عن النفس من خلال مرافقة العائلة في تبادل الزيارات الأسرية التي تكثر في هذا الشهر الفضيل ومتابعة البرامج التلفزيونية التي تعود بالنفع والفائدة عليهم· كما دعت غريب طلاب المدارس وخاصة مَن ينتمون إلى تجربة مشروع مدارس الغد إلى عدم الإهمال في المذاكرة أو في حل الواجبات المفروضة عليها أو في المشاركة الصفية بحجة الصيام، مؤكدة أن شهر رمضان شهر عمل وعطاء وطاعة وعبادة، مؤكدة أن على أولياء الأمور عدمَ التهاون والتراخي مع أبنائهم، وفي المقابل عدم الضغط عليهم، إذ لابد من عملية التوازن بين الجد والعمل· إدارة الوقت ومن جهته أكد إبراهيم بركة مدير مدارس الشعلة في الشارقة ضرورة اختيار الوقت المناسب للاستذكار وحل الواجبات، لافتاً إلى أن الفترة التي تعقب الإفطار بساعتين هي الفترة الذهبية للمذاكرة، وكذلك الفترة التي تعقب صلاة الفجر، والاكتفاء بالمراجعة السريعة خلال ساعات النهار· وقال: إن على الأسرة ألا تضع شهر رمضان بمعزل عن المذاكرة بدعوى عدم الإثقال على أبنائها، مؤكداً أن رمضان يتمتع بأجواء روحانية ومثالية لصفاء القلب والذهن والروح، مما يجعله فرصة لا تفوت للمذاكرة، وقال: إنه يجب الاعتدال والتوازن بين العبادة والمذاكرة والعلاقات الاجتماعية كتأدية الصلوات في وقتها وتلاوة القرآن ومتابعة بعض البرامج الجيدة والتواصل مع الأقارب والأصدقاء، محذراً من المبالغة في السهر· جد واجتهاد بدورها أكدت هالة أحمد حافظ مديرة مدرسة الإمارات الخاصة أن رمضان شهر العمل والجد والاجتهاد لا شهر الكسل والخمول، حيث أثبتت الأمة الإسلامية على مر التاريخ هذه المعنى في عدة مناسبات كغزوة بدر وعين جالوت والسادس من أكتوبر، وغيرها من الانتصارات التاريخية التي شهدتها الدولة الإسلامية خلال الشهر الفضيل· وشددت حافظ على أن لشهر الصيام قيمةً كبيرةً لابد من الانتفاع بها، كما أن المذاكرة جزء لا يتجزأ من الشهر الفضيل، وعلى الطالب أن يتعامل معه بشيء من التنظيم· ودعت مديرة مدرسة الإمارات الخاصة الطلبة إلى الاهتمام بأوقات الصلاة وتحديداً التروايح، وربط مواعيد المذاكرة بها والاهتمام بأنواع الطعام وعدم الإفراط في الطعام والشراب، حيث لا يتأتى ذلك إلا من خلال التنظيم والتوازن ووضع جدول للدراسة والمذاكرة· خصوصية رمضان أكد عدد من الأمهات أن لشهر رمضان خصوصيةً في المجتمع الإسلامي، حيث يكون التركيز في هذا الشهر الفضيل على أداء الفروض الدينية والإكثار من الصلاة والنوافل وتلاوة القرآن، فيما يكون للدراسة جزء يسير من الوقت، منوهاتٍ إلى أن العام في بدايته ولن يضير الأبناء التأخر قليلاً في المذاكرة التي سيعوضونها خلال الأشهر المقبلة، حيث ترى بهية المهدي، ولية أمر، أن الأولوية في هذا الشهر هي لحصد الحسنات وليس لحصد العلامات، وكذلك لصلة الرحم والتزاور، مشيرة إلى أن لديها ثلاثةَ أولاد أكبرهم في السادسة عشرة وأصغرهم في العاشرة والأوسط في الثانية عشرة وجميعهم في المدرسة ويؤدون فريضة الصوم· وفي السياق ذاته تحدث عدد من الطلبة عن تزامن بداية هذا العام مع الشهر الفضيل، مؤكدين أن الصيام لن يؤثر بصورة كبيرة على أداء واجباتهم تجاه الدراسة، غير أنهم سيلجأون إلى تقسيم أوقاتهم بما يعود عيهم بالنفع والفائدة· تقول منى محمد الطالبة في الصف العاشر: سأحاول التنسيق بين الدراسة والعبادة وخصوصاً أنني أخوض هذا العام تجربة مدارس الغد، ولابد أن أثابر كي أنجح، فيما ترى موزة عبدالله أن الأولوية في هذا الشهر للعبادة ومن ثَمَّ للمذاكرة·