بورصة دبي تخطط لإصدار أولي وإدراج للأسهم في المدى المتوسط

قالت بورصة دبي وهي الشركة التي تملك حصص حكومة دبي في كل من سوق دبي المالي وبورصة المركز المالي العالمي إنها تخطط لإصدار عام أولي وإدراج للأسهم في المدى المتوسط، وذلك في خطوة تستهدف تهدئة مخاوف إدارة وحملة أسهم شركة ''أو إم أكس'' السويدية لإدارة البورصات بعدما أبدى بعضهم تحفظات على بيع ''او ام اكس'' الى شركة تسيطر عليها الحكومة· وابلغ بير لارسن الرئيس التنفيذي لبورصة دبي حشداً من المستثمرين والمسؤولين الماليين السويديين، أن بورصة دبي ستحرص على بقاء المقر وكافة العمليات الرئيسية لشركة ''او ام اكس'' في ستوكهولم، وذلك خلال مناظرة عقدت الجمعة الماضي بالعاصمة السويدية بين لارسن من جهة وادينا فريدمان نائبة رئيس شركة ناسداك الأميركية منافس بورصة دبي في معركة الفوز بالصفقة الاسكندنافية· وتبلور من خلال المناظرة بروز تيار بين بعض حملة الأسهم والمسؤولين الماليين في السويد يدفع في أحد اتجاهين: الاتجاه الأول توسيع نطاق المنافسة بين ناسداك وبورصة دبي من خلال محاولة إدخال أطراف أخرى قد تكون مهتمة بشراء الشركة السويدية مثل يورونكست ودويتش بورص وبورصة لندن، وهي الفكرة التي طرحها هانز سودرستورم الرئيس الجديد لاتحاد المساهمين السويدي الذي تساءل في مداخلة له، حسبما نقلت صحيفة داجنس نيهتر السويدية، قائلاً: ''يجب أن تستغل ''او ام اكس'' تلك المعركة لإدخال بدائل جديدة·· لماذا لا تكون يورونكست او دويتش بورص او بورصة لندن؟··''· أما الاتجاه الثاني فيسعى للمزج بين الميزة النسبية لكلا المتنافسين، الأمر الذي أوضحته الصحيفة السويدية بقولها: ''الخيار الأمثل هو أن يتعاون الطرفان·· مال دبي وخبرة ناسداك سيمثلان صيغة رائعة، خاصة مع بقاء المقر الرئيسي في السويد بما يعزز من مكانة ستوكهولم كمركز مالي· وتقول الصحيفة: ''في حال عدم نجاح التنسيق بين الجانبين، فهناك ميزة لدبي على ناسداك كون عرضها أعلى، ويتعين على ناسداك رفع العرض وإعادة صياغته''· وتجدر الإشارة الى أن بورصة دبي عرضت 230 كرونة للسهم بما يصل بقيمة الصفقة الى 4 مليارات دولار، في حين أن ناسداك عرضت 208 كرونات سويدية، لكن عرضها يشمل أيضاً مبادلة أسهم الى جانب النقد، ووفقاً لسعر سهمها حالياً فإن تسعير سهم ''او ام اكس'' ضمن العرض يصل الى 211 كرونة، غير أنه يظل بعيداً عن عرض بورصة دبي· ومن جهتها قالت صحيفة داجنس اندستري إنه ومع استعداد كلا الجانبين لرفع العرض فإنه سيكون من الصعب على حملة الأسهم وإدارة ''او ام اكس'' تطورات جديدة في صفقة ''او ام اكس'' رفض الصفقة لأي من الطرفين لأسباب مالية، أضف الى ذلك أن سهم ''او ام اكس'' الذي يتداول حالياً بزيادة 15 كرونة عن عرض بورصة دبي وبمضاعف 30 مرة من أرباح العام، وفي ضوء ذلك سيكون من الصعب رفض البيع لأي من الطرفين لأن سعر السهم سيتراجع· وقد ركز ممثلا ناسداك وبورصة دبي على المزايا النسبية لكلا العرضين، علماً بأن منظم المناظرة اشترط على كل طرف عدم انتقاد العرض المضاد· وتركزت ملاحظات الحضور خلال المناظرة على نقطتي ضعف في كلا العرضين: الأولى تتعلق بعرض بورصة دبي وهي خاصة بموضوع ملكية حكومة دبي للشركة، الأمر الذي يسبب حساسية شديدة لكون الجهات المسؤولة هناك وكبار حملة الأسهم لا يفضلون خضوع الشركة لمستثمر واحد خاصة إذا كان إحدى الحكومات· أما التحفظ المرتبط بعرض ناسداك فمصدره أن السلطات السويدية وحملة الأسهم يتخوفون من تقلص المقر الرئيسي للشركة في ستوكهولم ونقل جانب كبير من العمليات الى نيويورك او لندن، والاهم من ذلك الخوف من تطبيق القواعد التنظيمية الأميركية على ''او ام اكس''· وأكد بير لارسن في معرض تهدئته لمخاوف الحضور بقوله: ''إنها تخطط لإدراج أسهمها وتوسيع قاعدة الملكية في المدى المتوسط''، مضيفاً ''عندما ينقشع الغبار سيدرك الجميع أن دبي ''مالك قوي''، يعمل على أسس تجارية، وأن السيولة المتوفرة لديها اكبر بكثير مما تستوعبه الاستثمارات في دبي''· وفي المقابل حرصت ادينا فريدمان على تأكيد عدم تعرض ''او ام اكس'' تحت أية ظروف للقواعد التنظيمية الأميركية، وقالت: إن مدراء ''او ام اكس'' سيحصلون على عدد من المراكز في الشركة الجديدة و5 مقاعد من مقاعد مجلس الإدارة الخمسة عشر، ومن المحتمل أيضاً أن تستغل ناسداك ستوكهولم كمركز لعملياتها الأوروبية· ورغم أن ''داجنس نيهتر'' عنونت موضوعها الرئيسي حول المناظرة بالقول إن دبي في صدارة السباق، إلا أن الصحيفة الأخرى داجنس اندستري أشارت الى أن المناظرة انتهت لصالح ناسداك فيما يختص بهيكل الملكية· والمحصلة أن عرض بورصة دبي يتفوق على عرض ناسداك من حيث القيمة ومن حيث إمكانية الحفاظ على اسم ''''او ام اكس'' وكيانها المستقل واستمرار عملياتها الرئيسية في ستوكهولم، وان يتم الاعتماد على الشركة السويدية للقيام بعمليات توسع ستنفذها بورصة دبي حول العالم، لكن في المقابل يتميز عرض ناسداك في أن هيكل الملكية أفضل حيث يغيب العنصر الحكومي عن الصورة، إضافة الى الخبرات والاسم الأكثر انتشاراً عالمياً·