سيارات النملة تغزو معرض فرانكفورت

يحاول صنّاع السيارات الأوروبيين أن يظهروا للعالم أجمع أنهم قادرون على تحقيق تفوق ساحق في إنتاج السيارات الأقل استهلاكاً للوقود التي تتميز أيضاً بالقوة والمستوى العالي من التجهيزات التكنولوجية، وهذا ما خرج به بعض الخبراء والمحللين من خلال جولات قاموا بها في ردهات وأروقة وصالات معرض فرانكفورت الدولي للسيارات· وجاء في تقرير نشره موقع ''أوتونيوز دوت كوم'' أن المهندسين الأوروبيين يركزون الآن بقوة على مسألة الحد من انتشار غاز ثاني أوكسيد الكربون من خلال إنتاج سيارات يمكنها أن تستجيب للقوانين التي يعتزم الاتحاد الأوروبي تنفيذها بدءاً من عام 2012 وتقضي بتخفيض استهلاك الوقود في السيارات بحيث تقطع 18 كيلومترا في اللتر الواحد من البنزين· ويضيف التقرير قوله إنه بالرغم من التركيز على هذه النقطة إلا أن السيارات الأوروبية الجديدة ظهرت وهي تحمل أعلى مستويات التجهيز بالتقنيات والأنظمة الحديثة، وبما يحمل على الاعتقاد بأن صناعة السيارات الأميركية قد تجد صعوبات هائلة لمنافسة نظيرتها الأوروبية في هذا المجال على المدى القريب والمتوسط· وتتناثر في أرجاء معرض فرانكفورت الكثير من الأمثلة عن هذا التوجّه القوي لصناعة السيارات الأوروبية· ومنها مثلاً السيارة ''السوبرميني'' التي قدمتها شركة فولكس فاجن تحت اسم ''أب'' Up أو ''فوق''، وهو اسم غريب لا يدري أحد سبباً له· وكان لنسخة ''أب'' المعروضة على إحدى منصّات المعرض، والتي تتفوق في بياضها على عاج الفيل، أن تثير الكثير من اهتمامات الزوّار وخاصة لأنها أصغر سيارة تنتجها فولكس فاجن خلال تاريخها كله بما في ذلك السيارة ''بيتل'' أو ''الخنفساء'' القديمة التي أشرف أدولف هتلر على إطلاق أول نسخة منها في أواسط الأربعينيات من القرن الماضي وما زالت تصنع على خطوط إنتاجها في البرازيل حتى يومنا هذا، إلا أن ''أب'' تبدو ''كالنملة'' أمام بيتل''!!· وهذا مجرّد تعبير مجازي ''لا قياسي'' عن مدى ضآلة حجم السيارة الجديدة· وكان من الطبيعي أن يستمع القيّمون على جناح شركة فولكس فاجن في معرض فرانكفورت للكثير من الزبائن الذين جاءوا ليمعنوا النظر في ''أب'' ويتساءلوا: متى نراها في الأسواق؟· ويكون الردّ الحاسم بأنها ليست سيارة مبنية من وحي الخيال وحده، بل إن من المقدّر لها أن تذهب إلى خطوط إنتاجها قبل نهاية العام الجاري· وهذا الكلام ذاته ينطبق بالتفاصيل على ثلاث سيارات أميركية جديدة قدمتها شركة جنرال موتورز في المعرض دفعة واحدة وأطلقت عليها اسم ''الثلاثية الصغيرة''، وهي ''جروف'' (Groove) و''بيت'' (Beat) و''تراكس'' (Trax)، وقالت الشركة إنها تهتم بقوة بمثل هذه المعارض لأنها توفّر لها المؤشر حول مدى اهتمام الزوّار بهذه الفئة من السيارات حتى تتمكن من تقدير حجم إنتاجها منها على ضوئه· وتقود شركة شيفروليه التابعة لجنرال موتورز، هذا التوجّه الجديد منذ أكثر من سنتين· وبالرغم من أن ''أب'' تصنّف في فئة السيارات ''السوبرميني''، الا أنها تتسع لأربعة ركاب· ووصفت بأنها السيارة المناسبة للمدينة والجامعة والشواطىء والطرق السريعة· يبلغ طولها 345 سنتيمتراً وعرضها 163 سنتيمتراً؛ وهي مدفوعة بمحرك خلفي، ويقدر سعرها بمبلغ 13 ألف دولار· ولا شك أن ''أب''، ومعها عدد كبير من السيارات الصغيرة التي تتسابق الشركات الأوروبية على بنائها ولعل من أشهرها السيارة الكهربائية التي قدمتها شركة أوبل تحت اسم (فليكستريم)، سوف تغير من معادلات ومجريات لعبة التنافس الحامية بين الأوروبيين والأميركيين في أسواق السيارات· وعندما يُسأل الخبراء الأميركيون عن هذه الحرب التنافسية المقبلة، فإنهم لا يترددون أبداً في إظهار الكثير من القلق والتشاؤم لأن هذه الحرب تضاف إلى حروب تنافسية أخرى خاسرة يخوضونها مع اليابانيين فوق أرضهم·