الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الأزمة المالية العالمية تنزع من قادة أعمال شهية الحديث إلى الإعلام

16 ابريل 2009 22:36
قبل ستة أشهر مع بداية تفاقم الأزمة المالية العالمية في مطلع أكتوبر الماضي وانتقال فيروسها الذي انتشر بسرعة الصوت إلى جميع بقاع العالم كان التواصل بين وسائل الإعلام والرؤساء التنفيذيين والمحللين الماليين في الشركات والمؤسسات العاملة بالمنطقة والعالم على أشده· وبين عشية وضحاها انقلبت الأحوال وتراجعت شهية الحديث للإعلام، فبعد ان كان الغالبية العظمى من مديري الشركات والمحللين يتسابقون، فيما بينهم على الظهور الإعلامي، أخذوا يتوارون، حتى بات الوصول إليهم أشد وأصعب على الصحفيين من الوصول إلى المعلومة، متعذرين بضيق الوقت وكثرة السفر والاجتماعات وضغوط العمل، وكأن جميع هذه الأمور لم تكن موجودة في السابق عندما كانت أجندة المؤتمرات لا تجد بينها ساعة واحدة للراحة، وعندما كان النشاط الاقتصادي محلياً وعالمياً في أوجه· ولكن الحقيقية بحسب ما يرويه تنفيذيون في ساعة صفا تختلف كثيرا عن تلك الأعذار التي يسوقها البعض للتملص من الوسائل الإعلامية، فلا ضيق الوقت ولا كثرة المشاغل هي السبب، بل أنها لعنة الأزمة المالية التي أصابت العالم الاقتصادي والمحللين والتنفيذيين بالقلق وعدم الثقة باليوم ولا حتى الغد، فبات الجميع يتحاشى الإدلاء بأي تصريحات أو أجراء أي مقابلات وإن حدث يرفض خلالها التحليل والتوقع والتنبؤ، بما سيحدث لا على صعيد شركته أو مؤسسته التي تعاظمت أرباحها يوما بفضل خبرته، ولا على صعيد الاقتصاد المحلي أو الإقليمي أو العالمي الذي أفتى طويلا بازدهاره· ويروي رئيس تنفيذي لإحدى المؤسسات المالية ذات الطابع العالمي عندما طلب منه إجراء مقابلة صحفية حصرية معه، انه لا يرفض إجراء هذه المقابلة لعدم تمكنه من الرد على الأسئلة ولكنه يرفضها لأنه يخشى من حدوث ما لا تحمد عقباه وهو ألا يكون موجودا على كرسيه في يوم نشر اللقاء وربما ليس هو وحده بل المؤسسة التي يعمل بها أيضا التي يطاردها شبح الإفلاس· ومما يثير قلق الرؤساء التنفيذيين ومدراء الشركات ويزيد ابتعادهم عن الإعلام في هذه المرحلة هو ان الأزمة المالية لا تقتصر تداعياتها فقط على العمالة أو الإدارة المتوسطة في الشركات والبنوك بل تمتد لتطال أقطاب الإدارة العليا وقمة الهرم في اكبر المؤسسات، فمن بين كل مائة موظف تم الاستغناء عنهم خلال الفترة الماضية يوجد رئيس أو مدير تنفيذي أو شخص مخول للحديث للإعلام على الأقل، الأمر الذي يشير إلى ان أكثر من 20 ألف شخصية اقتصادية ذات تواجد إعلامي من بين 20 مليون شخص يتوقع ان يفقدوا وظائفهم على مستوى العالم بسبب الأزمة، سيصبحون خارج دائرة الضوء والتسليط الإعلامي· ولم تقتصر لعنة الأزمة المالية على إبعاد التنفيذيين فحسب عن الإعلام بل امتدت إلى مؤسسات مالية دولية مرموقة تشتهر بإصدار التقارير والتكهنات التي لا تخلو من الدقة أحيانا، فمديرو ومحللو صندوق النقد الدولي ''المحنكين'' باتوا يتحاشون التعامل مع الإعلام إلا عبر البيانات الصحافية والتقارير التي تصدر عن الصندوق· وذلك بسبب التغيرات اليومية في الاقتصاد العالمي والتي يعجز الصندوق قبل المحللين عن ملاحقتها، حتى ان الصندوق والذي يقوم بإصدار تقرير سنوي عن آفاق الاقتصاد العالمي، راجع خلال الستة أشهر الأخيرة تقريره الخاص بآفاق عام 2009 أكثر من ثماني مرات، ورغم ذلك مازال الصندوق موجودا لا يخشى الإفلاس·
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©