الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«خطر داعش».. وراء تثبيت حكومـــــة الوفاق في طرابلس

«خطر داعش».. وراء تثبيت حكومـــــة الوفاق في طرابلس
8 ابريل 2016 02:43
طرابلس (أ ف ب) شكلت الصعوبات المالية التي عانت منها حكومة طرابلس غير المعترف بها، وعجزها عن مواجهة الخطر المتصاعد لتنظيم «داعش» الإرهابي، أبرز عاملين وراء تثبيت حكومة الوفاق الوطني سلطتها في العاصمة من دون إراقة دماء. وتتمتع حكومة الوفاق بدعم المجتمع الدولي الذي يعول عليها لإعادة بناء الاقتصاد الليبي والتصدي للتهديدات الإرهابية، بعد أكثر من عام ونصف من حكم سلطة الأمر الواقع التي لم تحظ بأي اعتراف أو مساندة خارجية منذ ولادتها. وقال سياسي ليبي مقرب من رئاسة حكومة الوفاق الوطني: «أفلست حكومة طرابلس، وبات بعض أعضاء الجماعات المسلحة بلا رواتب وأموال، بينما أصبح آخرون يخشون أن يلقوا المصير ذاته». وأضاف السياسي، الذي فضل عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية، «هؤلاء العناصر يسيرون مع الجهة التي تملك الأموال، وليس مع الطرف المفلس، وبما أن حكومة طرابلس وجدت نفسها أمام أزمة مالية كبرى، وباتت عاجزة عن دفع الرواتب، اندفع الجميع لتأييد حكومة الوفاق». لكنه حذر من أن «خطر وقوع أعمال عنف لا يزال قائماً، إذ أن هذه الجماعات قررت أن تنتظر لترى ما الذي يمكن أن تقدمه حكومة الوفاق وما هي قدراتها المالية»، مضيفاً: «إن الوضع في ركود حالياً، وقد يتغير في أي لحظة». ودخلت حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج طرابلس في 30 مارس، وسرعان ما حظيت بدعم سياسي كبير، مع إعلان بلديات مدن في الغرب وفي الجنوب الولاء لها. ونالت الحكومة تأييد المؤسسات المالية والاقتصادية الرئيسة، وهي المصرف المركزي والمؤسسة الوطنية للنفط والمؤسسة الليبية للاستثمار في طرابلس. وانشقت غالبية الجماعات المسلحة التي كانت داعمة لحكومة طرابلس عنها، لتنضم إلى حكومة الوفاق. ومساء الثلاثاء، أعلنت الحكومة غير المعترف بها في طرابلس مغادرتها الحكم. ورغم أن رئيسها خليفة الغويل أعلن في وقت لاحق رفضه تسليم السلطة، داعياً الوزراء للعودة إلى وزاراتهم، فإنه يبدو معزولًا إلى حد ما في هذا الموقف. وتلاشت بالتالي سلطة الحكومة غير المعترف بها، مقابل خطوات ثابتة قامت بها حكومة الوفاق المحملة بوعود الإصلاح المالية والأمنية، من دون أي مواجهة مباشرة بين الطرفين. وأفاد مسؤول أمني في طرابلس بأن لجنة الترتيبات الأمنية لحكومة الوفاق «عقدت اجتماعات مع قادة الجماعات المسلحة طوال أسابيع قبيل دخول الحكومة إلى طرابلس، وتوصلت إلى اتفاق معهم على تهدئة الأوضاع وعدم الدخول في مواجهات». وحكمت طرابلس ومعظم مناطق الغرب، منذ أغسطس 2014، حكومة وبرلمان نصبهما تحالف جماعات مسلحة تحت مسمى «فجر ليبيا»، ضم خليطاً من المجموعات المتشددة. ووجد تنظيم «داعش» في الفوضى الليبية موطئ قدم سمح له، بأن يسيطر على مدينة سرت الساحلية شرق طرابلس، وأن يحاول دخول مدن أخرى، بينها مدينة صبراتة على بعد 70 كلم غرب العاصمة. وأعلنت سلطات طرابلس غير المعترف بها أكثر من مرة عن عمليات عسكرية تهدف إلى تحرير مدينة سرت، من دون أن تحصل هذه العمليات على الأرض. واتهمت المدن الغربية، وعلى رأسها صبراتة، التي شهدت معارك دامية مع تنظيم «داعش»، سلطة طرابلس بالعجز عن المساهمة في وقف تقدم التنظيم الإرهابي، وبالعمل ضده «في البيانات فقط». ويرى المحلل في مركز «كارنيغي أوروبا» «مارك بييريني»، الذي كان سفيراً سابقا للاتحاد الأوروبي في ليبيا، أن اندفاع المدن الليبية لتأييد حكومة الوفاق ينبع أيضاً من «الخوف من تنظيم داعش». وتابع: «إن الليبيين يخشون حدوث تدخل غربي ضد داعش، ويفضلون تجنب رؤية قوات أجنبية على أرضهم».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©