الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أسماء الله الحسنى (المقيت)

أسماء الله الحسنى (المقيت)
16 سبتمبر 2007 23:46
جعل الله تعالى قوت الآدميين الاطعمة والاشربة، وقوت الملائكة التسبيح والطاعة، والارواح المعاني والمعارف، وقد تكفل بأن يوصل لكل مخلوق ما يقتات به، ومن هنا جاء اسمه المقيت، وتقول د· الهام محمد شاهين -أستاذة العقيدة بكلية الدراسات الاسلامية والعربية بالقاهرة-: المقيت اسم جليل يدل على ذات الله، وعلى وصف الإقاته بدلالة المطابقة، ولم يرد هذا الاسم بشكل صريح في نص من السنة النبوية، وإنما يتضمنه ما ورد بالمعنى عند الامام البخاري من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ''اللهم ارزق آل محمد قوتاً''، وعند مسلم: ''اللهم اجعل رزق آل محمد قوتاً''، ويدل هذا الاسم على معان عدة منها: القيُّومية والغني والقوة والسيادة والصمدية وغير ذلك من أوصاف الكمال التي دل عليها اسماهُ تعالى الرزاق والمغني، كما انه يدل على صفة من صفات الافعال، والمقيت لغوياً هو ما يمسك الرمق من الرزق، والله المقيت يعني أنه سبحانه وتعالى خالق الاقوات وموصلها للأبدان وهي الاطعمة، وهو المقيت خالق الاقوات وموصلها الى القلوب وهي المعرفة، وبذلك يتطابق اسم الله المقيت مع اسم الرزاق، ولكنه يزيد بأن المقيت يعني المسؤول عن الشيء بالقدرة والعلم، ومن هنا جعل الله تعالى اقوات عباده مختلفة، فمنهم من جعل قوته الاطعمة والأشربة وهم الآدميون والحيوانات، ومنهم من جعل قوته الطاعة والتسبيح وهم الملائكة، ومنهم من جعل قوته المعاني والمعارف وهي الأرواح· وتضيف د· الهام: والمقيت ايضاً هو الحافظ للشيء الشاهد عليه، وورد هذا المعنى في قوله تعالى: ''وكان الله على كل شيء مقيتاً'' أي حفيظاً وشهيداً أو حسيباً وقديراً ورزاقاً، وقال الشيخ ابن سعدي: ''هو سبحانه الذي أوصل الى كل موجود ما يقتات به، وأوصل الى كافة الموجودات أرزاقها وصرفها كيف يشاء بحكمته وحمده، وهو المقيت لكل انسان بقدر عمله''، والمقيت ايضاً هو الذي يمد كل حي بكل ما يجعله قواماً لحفظ حياته على مر الاوقات، والله تعالى ينبه عباده الى أنه الحافظ والمقتدر على حفظ ما خلق بما يقيته ويحفظ حياته فيقول جل شأنه: (قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له انداداً ذلك رب العالمين وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدّر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين) (فصلت: 9-،10) وحظ العبد من اسم ربه ''المقيت'' أن يطعمه ويسقيه ويغذي قلبه بالمعرفة ونور العلم، وقال تعالى: (الذي خلقني فهو يهدين والذي هو يطعمني ويسقين واذا مرضت فهو يشفين) ''الشعراء: ''78-،''80 وينبغي على العبد ألا يطلب حوائجه الا من الله تعالى، لآن خزائن الارزاق بيده، ويقول الله تعالى لنبيه موسى: يا موسى اسألني في كل شيء حتى شراك نعلك وملح طعامك· أحمد مراد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©