الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مراكز البحوث جسر للتواصل بين المذاهب

مراكز البحوث جسر للتواصل بين المذاهب
16 سبتمبر 2007 23:45
ما هي ميادين التقريب بين المذاهب؟ ومن أين ستنطلق برامج التطبيق للتقريب المنشود؟ وأين سيتم تنفيذ خطط التقريب بين المذاهب الإسلامية؟ يجيب على التساؤلات الدكتور اسماعيل عبدالرحمن -الاستاذ بجامعة الازهر- قائلاً: الحوار الفكري أهم ميادين التقريب لانه يستمد مرجعياته المنطقية، ومنطلقاته، وأساليب أدائه، من أسس الشريعة الإسلامية التي جاء بها الرسول الأعظم سيدنا محمد ''صلى الله عليه وآله وسلم'' رحمة للعالمين، والتزم بها قولاً وعملاً الصحابة الراشدون، ومن تبعهم من الأئمة والفقهاء· وإذا كان ديننا الإسلامي في مفهومه التشريعي قد أوجب الحوار الحسن، والجدل المقنع مع الكفار والمشركين (وجادلهم بالتي هي أحسن···) النحل:125 كما يقول جل وعلا، فهو بالأولى إلزامي عند مقتضيات تحاور الإخوة المسلمين، ولاسيما حول مجمل قضايا الساعة ومستقبل أمرهم، ومن أهم الأمور الدينية والدنيوية، الحفاظ على الذات الإسلامية، وعلى هوية المسلمين الحضارية، والمقصود بالحوار الفكري في هذه الجزئية تبادل المعرفة وقبول الحجة المنطقية المدعمة بالدليل الشرعي الصحيح، دون جمود أو تصلب، أو عصبية مذهبية أو عرقية، أو أي نوع من أنواع العصبيات الذميمة المخالفة للقواعد الإسلامية بحيث يقتصر الجدل والحوار، وتداول الحجة العلمية الصحيحة شرعاً وعقلاً على العلماء والفقهاء وأصحاب الفكر الإسلامي والمجتهدين· ويضيف الدكتور اسماعيل عبد الرحمن: أن الحوار بين أبناء الأمة الإسلامية، لابد أن يسير وفق ضوابطه المعروفة، وفي إطار منهجية محددة ومدروسة، تستقي من آداب الحوار الإسلامي، وتحدد آفاقه ومحاوره، على ان يشارك في هذا الحوار قادة الرأي والعلماء والفقهاء، والأجهزة المختصة على المستوى الرسمي، أو على مستوى المنظمات الحكومية والأهلية العاملة في إطار العمل الإسلامي، بقصد توسيع قاعدة الحوار وشموليته لأكبر جمهور إسلامي ممكن، وبغرض تضافر العمل المشترك وتبادل الرأي والمشورة، ليسهل التعريف بالأنشطة التي تستهدف التقريب والتلاحم الفكري والمذهبي بين أفراد المسلمين· دور مراكز البحث وأكد أهمية مراكز البحث والدراسات التخصصية في تحقيق التقريب بين المذاهب، إلى جانب مهامها المتمثلة في التنسيق والتكامل بين برامج البحوث العلمية والدينية والدراسات التخصصية وتحليل المعلومات، فإنها تعتبر من أهم ميادين التقريب، حيث يمكن أن يتم فيها تبادل الخبرات البحثية واكتساب المعلومات عن المدارس الإسلامية، ونقلها إلى روادها بأسلوب علمي صادق ومؤثر، وبإمكانها أن تساهم في تبيين مواطن الاختلافات الفقهية، بالموضوعية والمصداقية، وحصر الاختلافات الفكرية والفقهية الإسلامية في نطاقها الضيق، مع تحليل أبعادها الفكرية والفقهية لتكون منها دراسات مقارنة علمية، يستفيد منها أبناء الأمة الإسلامية الواحدة، وكذلك المساجد ودور العبادة تعد من أهم ميادين التقريب، فقد أثبتت الأدلة التاريخية وسير حياة المصلحين وأئمة العلم والمجتهدين والفقهاء، أن دور العبادة، أياً كان شكلها أو حجمها، مساجد كانت أو جوامع أوحوزات، هي وحدها التي تم فيها تكوين الأئمة والعلماء المجتهدين، والأفذاذ من الفقهاء والدعاة والمفكرين، وكان لها دورها البارز والمؤثر في تكوين سلوك روادها من التلاميذ وعامة المسلمين وتهذيبهم، كما كان لها الفضل الواسع في تعميق روح الوحدة الإسلامية، ولا تزال لديها إمكانياتها الكبيرة والفاعلة في ميادين عملية التقريب، فهي التي أنجبت الفقهاء والعلماء والأئمة، وقادة الفكر، وستظل على مقدرة عالية في تأهيل من سيعول عليه في تحقيق أهداف التقريب، بيد أن هذا الأمر يتطلب أولاً العمل على إحياء رسالتها، وإعمارها بالعلم والعلماء، وتزويد مكتبات المساجد والجوامع والمكتبات العامة، بالمطبوعات والكتب والمنشورات الإسلامية التي تتضمن مسائل التقريب، والدعوة إليها بقصد الإسهام الفاعل في إزالة العوالق والشوائب التي التصقت بتاريخ المذاهب الإسلامية، وتصفية مانشر عن بعضها· وحول دور الإعلام فى تحقيق التقريب قال الدكتور اسماعيل عبدالرحمن: إن لوسائل الإعلام دورَها المتميزَ في توصيل المعلومة وتعميق مفهومها بأسرع أسلوب، وأكثر تأثير، وهذا يعني أن دورها في مجال التقريب متفرد وناجع، ويعتبر من الميادين المهمة في تنفيذ استراتيجية التقريب·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©