السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

شكراً·· حاول مرة أخرى

11 يناير 2009 01:47
هي الساعة السادسة مساء بتوقيت مسقط وأبوظبي·· والخامسة بتوقيت المتواجهين في آخر لقاءات الدور الأول لـ''خليجي،''19 في تلك اللحظة يبدأ الجميع تقديم كشف الحساب بما أنجزوه خلال المواجهتين السابقتين، وما يمكن أن يكون في جردتهم حين تقترب ساعة الملعب من الثامنة مساءً، حينها يكون لزاماً على فريقين الانضمام إلى آخرين سبقهما في مشهد متشابه ليلة البارحة· العراقي واليمني آثرا السلامة من قلق النهايات الأخيرة، وتجرّعا مرارة قد تكون أقل من أولئك الذين يكون عليهم مواصلة الركض، وفي اللحظة التي يشعرون فيها أن الكأس قاب قوسين أو أدنى من تحقيق الحلم يخطفه آخر من أيديهم، ولا يبقى أمامهم سوى سماع المقولة الإعلانية الشهيرة: شكراً، حاول مرة أخرى· تزخر مواجهات اليوم بوجود ثلاثة أبطال سابقين، ورابعهم فريق مكافح، أتخمته المواجهة السعودية بسداسية غير متوقعة، لكنه يرغب في تحسين الصورة، وهو يتجهز لأن يكون صاحب الأرض والجمهور بعد عامين من الآن·· وما أسرع الأعوام في حساباتنا·· الكروية والبشرية· القطري (إن فاز) ففي يده ستكون خمس نقاط، والسعودي والإماراتي إن تعادلا فسيمتلكان ذات النقاط، لكن التفوق السعودي سيكون في غلة الأهداف، وينتظر الحسبة القطرية التي لن تنتظر مفاجأة يمنية بل تبحث عن حصاد من الأهداف يريح العابر نحو إكمال المشوار، وخروج مبكر من البطولة الماضية يكفي للعنابي، وهو الزاخر بمجموعة من النجوم القادرة على إحداث الفارق، لكن يبدو أنها غرقت في اللعب التكتيكي الذي يمارسه ميتسو، وحرم النجوم من التألق المهاري ووضع الحلول الفردية لهز الشباك· وإن بدت المواجهة القطرية اليمنية محسومة للعنّابي إلا أنها لن تجد تلك القوة التي عليها المواجهة الأخرى الدائرة في نفس التوقيت، وتلك الفكرة في لعب المباراتين في وقت واحد لن تحدث المطلوب منها فكل الفرق لا تفكر سوى في إيصال نفسها إلى مربع الأمان·· وكل ما عداه هو باطل أريد به حق، فأي فريق من الفرق الثلاثة المجربة لنكهة البطولة يمكنه التفريط في إضاعة الدرب الموصل للدور التالي؟! الأبيض الإماراتي حاضر ليقول كلمته كما قالها على أرضه قبل عامين، وإقصاء الأخضر السعودي عن مواصلة مشواره احتمال (منطقي جدا) كون أن المستويات المتساوية لا يصنع فيها الفرق سوى الرغبة في الفوز والعطاء الإيجابي الذي لا يكتفي بتسيّد الملعب والاستحواذ على الكرة وإنما هز الشباك وهز القلوب، وإجبار ساعة الملعب أن تضيف رقما لمفكرة حساباتها للأهداف· وهي مواجهة يدرك الأبيض أنها لن تكون مجرد نزهة، كتلك التي يعتقد الكثيرون بوجودها في مسار العنّابي أمام شقيقه اليمني، وما يعانيه الأحمر اليماني من ظروف زادت حدة بعد إقالة مدربه، مشوار الإماراتي والسعودي قاس ويتطلب جهدا استثنائيا لتجاوز العقبة الأكبر، والتعادل لصالح الأخضر وفق حسبة الأهداف المائلة كفتها لصالح الأخضر، وما على الأبيض سوى انتظار كم يستطيع العنّابي في رحلته اليمنية على الملعب الآخر· حين يقترب عقربا الساعة من لحظة إعلان أن الثامنة حانت نكون قد تجاوزنا كل التحليلات والتوقعات والاستنتاجات، حقيقة واحدة من تلك الحقائق المنتظرة ستعرّفنا لمن ابتسم الحظ في ليلته المسقطية، وأي مدينة ستسهر على وقع زغاريد الفرحة، وأي مدينة شقيقة أخرى ستكتفي بإشعال شموع التمنيات وقول ''لو'' على أمل في فرصة أخرى·· ستأتي كما يحدث في كل مرة يخسر فريق ويمنّي النفس بتعويض آخر، وحتى إن فاته التعويض، من يتذكّر؟! ·· نتصوّر في لحظة الهزيمة أنها أبدية لا يمكن نسيانها، ونتخيّل في لحظة النصر أنها خالدة حتى أنه لا يمكن إلا تذكّرها· محمد بن سيف الرحبي (عُمان)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©