الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أوبرادوفيتش.. قصة حب بوسنية عربية بالثلث

أوبرادوفيتش.. قصة حب بوسنية عربية بالثلث
16 سبتمبر 2007 04:07
لمع البوسني منيب اوبرادوفيتش في مجال الخط العربي وخاصة خط الثلث الجلي أحد اصعب الخطوط العربية· وتنقل منيب بين القاهرة وسراييفو رغم عشقه للقاهرة التي درس فيها الخط العربي من خلال التحاقه بمعهد تحسين الخطوط، ويتمنى ان يحافظ العرب على تراث الخط العربي لانه حائط الحماية الاول للهوية· منيب اوبرادوفيتش البالغ من العمر ستة وثلاثين عاما بدأ رحلته مع الخط العربي منذ 15 عاما حيث بدأ دراسة الحروف العربية والتدرب على كتابة مختلف الخطوط التي وجد فيها جمالا، وتأثر في ذلك بالآيات القرآنية المكتوبة على جدران المساجد البوسنية خصوصا مسجد جازي بيك بمدينة سراييفو والتي سجلها خطاطون اتراك في عقود ماضية ولا تزال آثارها باقية ووقع منيب في عشق هذه الخطوط وأمده شيخ بوسني عاشق للخط العربي اسمه عبدالله اباظة بعشرات الكتب عن فن الخط وأصبح عاشقا له وبخاصة خط الثلث الجلي الذي يراه الاجمل بين الخطوط على مستوى التركيب والحروف وسهولة قراءته وشهرته بين العرب· قوة الحروف ويقول منيب انه اراد ان يصقل موهبته في مجال الخط العربي فجاء الى مصر والتحق بمعهد تحسين الخطوط العربية لمدة 4 سنوات درس خلالها اسرار الكتابة وتعرف على أنواع الخطوط العربية بالاضافة الى دراسته للزخرفة وتعرفه على اشكال الزخارف النباتية والهندسية وإن كان يميل الى استخدام الزخارف النباتية في اعماله لانها ذات صلة وثيقة بالفنون الاسلامية الاولى· ويضيف انه بعد انتهاء الدراسة وجد نفسه في خط الثلث الجلي وتخصص فيه ومستواه في هذا الخط متقدم بالمقارنة ببقية الخطوط الاخرى، كما ان هذا الخط يمكنه من انجاز أعمال فنية بها كل المواصفات المطلوبة من حيث توازن اللوحة وقوة الحروف ومرونتها وسهولة قراءتها وجودة التراكيب الخاصة بالعمل الفني ككل، سواء كان المضمون آيات قرآنية أو احاديث نبوية أو امثالا عربية أو اسماء الله الحسنى أو أبيات من الشعر العربي القديم فكلها مصادر أساسية لأعماله· ويؤكد منيب ان الخط العربي فن وليس مهارة فقط، ويبدو هذا في كافة اشكال الفنون الاسلامية التي تحظى بالاقبال حتى الآن وبناء على هذا فإنه متذوق جيد للموسيقى والفن التشكيلي وعلى قناعة تامة بأن الخط العربي فن فيه لذة للعقول والقلوب وذو صلة وثيقة بالفن التشكيلي، فلوحات الخط العربي بها فن تأثيري مقروء يفهم بسهولة ويؤدي الى الراحة الداخلية للمتلقي ويتفوق على لوحات التصوير التي تحاكي المدارس الغربية والتي يمكن ان يشاهدها الناس دون ان يفهموها، بالاضافة الى ان فن الخط يعبر عن هويتنا وتراثنا الاسلامي وينبغي ان نخدمه ونحافظ عليه لا ان نهمله لحساب الفنون المستوردة من الخارج مع العلم بأن الغرب يقبل على اعمالنا في مجال الخط العربي لانها تختلف عن الاعمال السائدة هناك· ويقول منيب انه ليس مقيدا في اعماله، والاساس هو ان يكون النص جميلا وخاليا من القبح أو الخطأ ولهذا لا يربط نفسه بكتابة الآيات القرآنية فقط ولكنه يكتب ايضا الاحاديث النبوية والامثال العربية وأشعار الصوفية والجاهلية فكلها تحتوي على نصوص عربية جميلة ولا توجد موانع من استخدامها، ومن المهم ان يحب ما يكتب حتى يخرج العمل قويا وجميلا وهو مقتنع تماما بأن يحب ما يعمله حتى يستطيع أن يبدع فيه وهذا الامر يرتبط عنده بضرورة أن يكون الفنان الخطاط لديه نفس ملهمة تستطيع ان تقبل الالهامات والابداعات ومن هذا المنطلق يميل الى التصوف وكتب المتصوفين الذين يجد عندهم نصوصا تؤدي قراءتها الى تزكية النفس والهام الفنان الخطاط بمعان عميقة· زخارف نباتية وحول الزخرفة في أعماله يقول انه يميل الى استخدام الزخارف النباتية كأوراق الشجر لانها تخدم الخط العربي وتساعد في ابراز العمل الفني بالاضافة الى استخدام ألوان متناسقة مع لون الحبر والورق والمضمون الموجود في اللوحة الفنية، فلو نفذ لوحة فيها آية (وفي السماء رزقكم وما توعدون) فمن المؤكد ان الزخارف ستحتوي على اللون الازرق، وهو يميل الى استخدام الالوان السوداء والبنية والزرقاء والخضراء ويوظف كلا منها طبقا لمضمون العمل· ويؤكد أن بعض اللوحات تستغرق منه وقتا طويلا حتى يكون راضيا عنها، وبالمقابل هناك لوحات تستغرق عدة أيام، وشهر رمضان بالنسبة له أفضل الشهور التي يعمل فيها وتمكن من انجاز أفضل اعماله خلال هذا الشهر الفضيل الذي هو شهر رحمة وبركة ويمتلئ بالجو الروحاني الذي يساعد أي فنان على الابداع· ويتذكر ان لوحة (ليلة القدر خير من ألف شهر) انجزها في شهر رمضان ويعتبرها واحدة من افضل أعماله لأنها تذكره بالعبادة وقراءة القرآن وزيارة المساجد التي يحرص عليها طوال شهر رمضان الذي يعشق قضاءه في مصر· الله جميل يحب الجمال يقول منيب إن الخط العربي مهم جدا ويكفي أن القرآن الكريم -كلام الله- مكتوب به ويرى اننا نستطيع ان نتكلم عن الاسلام ونبرز عظمته من خلال الخط العربي، فهذا الطريق يمكن ان يؤكد ان الدين الاسلامي دين منفتح وغير متعصب وفيه سماحة وبه كافة الفنون التي تحض على الجمال، فالله جميل يحب الجمال·
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©