الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جريمة أحمد سامي !

6 مارس 2017 21:10
لو كنت مكان أحمد سامي لاعب المقاصة الذي طار في الهواء، وتصدى للكرة بيده، وهو داخل صندوق فريقه، لذهبت مسرعاً إلى الحكم جهاد جريشة معترفاً بالخطأ، كي يحتسب ضربة جزاء للزمالك، إلا أن أحمد سامي الذي تعمد بصورة فجة التصدي للكرة بيده، لم يتحرك متراً واحداً، وترك الحكم يقع في واحد من أكبر أخطاء التحكيم في تاريخ الكرة المصرية.. وهو من المؤكد لم يشاهد لمسة اليد، لكنه يتحمل المسؤولية كاملة، لسوء تحركه ولعدم تركيزه.. وهذا الأمر لا يبرر أيضاً مشهد خروج لاعبي الزمالك من الملعب اعتراضاً، أو فيما سمي «بنصف انسحاب». الرياضة أخلاق، وأحد أبطال الأخلاق في تاريخ الرياضة المصرية لاعب الزمالك القديم والقدير علي خليل، ففي يوم 5 ديسمبر عام 1978 كان الزمالك يواجه الإسماعيلي الذي تقدم مبكراً بهدف لعلي أبو جريشة، وانطلق علي خليل وسدد الكرة نحو مرمى الإسماعيلي، فاحتسبها الحكم أحمد بلال هدفاً، فتوجه علي خليل إلى الحكم، وأكد له أن الكرة لم تدخل المرمى، وليست هدفاً، فتراجع الحكم عن قراره، وخسر الزمالك تلك المباراة بهدف للاشيء.. لا يذكر التاريخ نتيجة المباراة بقدر ما يذكر تصرف وسلوك علي خليل. خطأ أحمد سامي عندي جريمة أخلاقية، وخطأ جهاد جريشة جريمة أداء.. وكم تمنيت لو أن لاعب المقاصة اعترف بلمسة اليد ليرسخ فكرة الأخلاق لأجيال، كنت سأقف له مصفقاً ومعجباً بهذا الاعتراف.. لكنه لم يفعل للأسف. الرياضة أخلاق.. أم كانت أخلاقاً ؟ الرياضة أخلاق.. وتشهد على ذلك المباراة النهائية لبطولة أستراليا للتنس وكانت صراعاً عنيفاً ونظيفاً بين السويسري روجيه فيدرر، والإسباني رافائيل نادال. واستغرقت ثلاث ساعات و37 دقيقة، وانتهت بفوز فيدرر، وحسمت التكنولوجيا اللقب للسويسري، في النقطة الأخيرة، وقال نادال: روجيه يستحق الجائزة، وأثناء مراسم التتويج تحدث فيدرر عن نادال وتحدث نادال عن فيدرر، وقال البطل السويسري: كنت أتمنى أن نتعادل ونقتسم الجائزة. الرياضة أخلاق، أو الرياضة كانت أخلاقاً.. فهذا النشاط الإنساني الجميل بات يعاني توحش من يمارسه، توحش بفعل التعصب، وتوحش بسبب المال، وتوحش بسبب الإعلام الذي يرسم صور المجد للاعبين ولمدربين بغض النظر عن قدر الإبداع، والابتكار، والعطاء.. فالنتيجة عند كثير من المشجعين والإعلاميين هي الفوز، ولا يهم كيف تحقق هذا الفوز !
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©