نتنياهو يخشى من تحول مصر إلى «إيران أخرى»

القدس (الاتحاد) - حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الليلة قبل الماضية، من أن الاحتجاجات التي تشهدها مصر منذ 25 يناير الماضي، قد تجر هذا البلد إلى السير على الطريق الذي تسير عليه إيران. كما حذر نائبه سلفان شالوم في مؤتمر الأمن الإسرائيلي “هرتسليا” أمس، مما أسماه بـ”خطر كامن في محاولة إيران للاستيلاء على الدول العربية المعتدلة مثل مصر والأردن”، وداعياً، الدول الأوروبية إلى تقوية الدول العربية المعتدلة. من جهتها، كشفت صحيفة “هاآرتس” أمس، أن وزير الدفاع الأميركي ايهود باراك سوف يتوجه إلى الولايات المتحدة في زيارة تستغرق يومين، وذلك لمناقشة الأوضاع في مصر والأبعاد الأمنية المترتبة عن هذه الأزمة، مع كبار المسؤولين الأميركيين. وأبلغ نتنياهو الكنيست الإسرائيلي بقوله أمس الأول، “من الممكن أن تكون هناك إصلاحات ليبرالية وديمقراطية في مصر، لكن الاحتمال الثاني هو أن ينتهز الإسلاميون فرصة الفوضى للسيطرة على البلاد، كما يمكن أن تحذو مصر حذو إيران”. وأدلى نتنياهو بهذا التصريح الذي نقلته وسائل الإعلام الإسرائيلية، أمام أكثر من 400 برلماني أوروبي من 30 بلداً يقومون بزيارة نظمتها مجموعة الضغط “أصدقاء أوروبيون لإسرائيل”. وذكر نتنياهو بأنه قبل عام ونصف عام نزلت المعارضة الإيرانية إلى الشارع، والسلطات قمعت هذه التظاهرات. وأشار إلى أنه “لم يحصل أي حوار والناس قتلوا في الشارع”. وقال أيضاً “لا اعرف ماذا سيجري في مصر ولكن مصلحتنا واضحة: يجب الاحتفاظ بالسلام القائم منذ 3 عقود وجلب الهدوء في الجنوب (إسرائيل) والاستقرار في المنطقة”. من ناحيته، تساءل شالوم عماذا سيحدث إذا تمكنت إيران والقوى الإسلامية المتشددة، على مصر والدول العربية المعتدلة وأغلقت قناة السويس؟. وأضاف نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي مخاطباً الدول الأوروبية والغربية بصفة عامة بالقول، “إيران تحاول تغيير أنظمة الحكم كافة في الشرق الأوسط، نظام تلو الآخر.. تصوروا ما الذي سيحدث بعد الانسحاب الأميركي من العراق، إيران تحاول الاستيلاء على العراق، لبنان خاضعة لنفوذها، وكذلك الأمر بالنسبة لسوريا، وإذا نجحت في تلك البلدان، فإنها ستحاول السيطرة أيضاً على مصر والأردن ودول أخرى بالمنطقة في مقدمتها السعودية”. وتابع بقوله إن هذه المنطقة مهمة للغاية من النواحي الجغرافية والسياسية والعسكرية، وأهم من ذلك من الناحية الاقتصادية، لكون احتياطات النفط الأهم للأعوام 150 القادمة تقع في الشرق الأوسط. وشدد بقوله “إذا استولت إيران على حقول النفط في المنطقة، فهذا الأمر سيعطيها ضوءاً أخضراً لتطوير أسلحة نووية، وأن أحداً لن يتمكن من عرقلة تحولها إلى اللاعب والعنصر الأهم في العالم.. هذا الأمر يجب التصدي”. ووجه، شالوم نقداً فير مباشر لواشنطن التي مارست ضغوطاً على إسرائيل لإفساح المجال أمام حركة “حماس” للاشتراك في الانتخابات في مناطق السلطة الفلسطينية، مذكراً بأن الحركة لا تعترف بدولة إسرائيل وباتفاقات أوسلو، وتدعو للقضاء على دولة إسرائيل، مشيراً إلى أن واشنطن كانت تعتقد أن حركة فتح ستبقى في السلطة، وستكون هناك مسيرة ديمقراطية في المنطقة، ولكن حماس استولت على قطاع غزة. وذكر شالوم أن السيناريو نفسه طبقته ميليشيات “حزب الله” في لبنان، معتبراً أن هذا الحزب منظمة “إرهابية”. إلى ذلك، أفادت “هاآرتس” أن ايهود باراك سيلتقي في واشنطن نظيره الأميركي روبرت جيتس ومع جهات أمنية أخرى لبحث التطورات في المنطقة. وفي تطور آخر سرعت إسرائيل وتيرة بناء الجدار الأمني العازل على امتداد حدودها مع مصر مؤكدة انه سيتم استكمال البناء في 2012.