الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

صدقية نظام تميم معدومة واستعادتها تكون بالأفعال لا بـ«العنترية»

24 فبراير 2018 00:05
شادي صلاح الدين (لندن) عبر عدد من الخبراء والمحللين السياسيين في بريطانيا عن استيائهم الشديد من التصريحات التي تخرج من قيادات الدوحة، وفي مقدمتهم أمير قطر تميم بن حمد، بشأن الأزمة مع الدول الأربع (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) التي قاطعت بلاده بسبب دعمها الإرهاب، وأكدوا في تصريحات لـ «الاتحاد» أن النظام القطري يزيف الحقائق في محاولة بائسة لنفي الاتهامات التي تلاحقه، وبالتالي هو فاقد للصدقية وعليه أن يستعيدها عبر الأفعال لا بالتصريحات العنترية. وانتقد هؤلاء أيضاً العريضة التي تقدم بها عدد من البرلمانيين المقربين من قطر التي طالبت رئيسة الوزراء تيريزا ماي بالضغط على دول المقاطعة لإنهاء الأزمة، ووصفوها بأنها سخيفة، لا قيمة لها. تساؤلات ورسائل فمن جانبه، قال الكاتب والإعلامي المعروف معتصم الحارث الضوي المقيم في بريطانيا: «إن استهلالة خطاب تميم بتوجيه مدح للاتحاد الأوروبي باعتباره برهاناً على إمكانية التعايش السلمي والازدهار الجماعي، تؤكد أن من حق المتلقي العربي أن يتساءل حينها، إذا كانت هذه هي قناعات النظام القطري على المستوى الإقليمي، فلماذا إذاً بذل كل هذه الأموال والأسلحة لتدمير دول عربية شقيقة والتدخل في شؤونها؟». وأضاف الضوي: «كان من المثير للدهشة وصف الأزمة التي تواجهها قطر بأنها عديمة الجدوى افتعلت من قبل الجيران، فالقاصي والداني يعلم أن الأزمة الحالية نتاج لتراكمات من الإخلال بالعهود من الجانب القطري تحديداً، ولذا جاءت الفقرة عن أسباب الأزمة مُخادعة تستهدف كسب الصف الأوروبي»، مستدركاً: «لكن الإخفاق الأكبر هو الاستخفاف بعقول الجماهير العربية والمتابعين للشأن السياسي بشكل عام، ومحاولة التستر عن صرف مئات المليارات من الدولارات في مغامرة فاشلة لشق الصف العربي». وأشار إلى أن استمرار تحدث أمير قطر ووزراء نظامه عن مسألة الحفاظ على السيادة واستقلالية صنع القرار، أمر يثير السخرية، خاصة مع وجود قوات إيرانية وتركية وأميركية في الإمارة، مضيفاً بالقول: «لم نسمع عبر التاريخ أن دولة تحميها دول أجنبية تتمتع بسيادة واستقلالية قرارها». وأكد أن مثل هذه الخطابات أخفقت في تناول حرية الإعلام والتعبير، مشدداً على أن هذه الحرية لا تعني إتاحة الفرصة للمخاطبة التلفزيونية لأمثال ابن لادن والظواهري وأبو محمد الجولاني، وغيرهم من أصحاب الأفكار المتطرفة. وأشار إلى أن تبني الدوحة لرسائل تتعلق بإيجاد حل أمني إقليمي في منطقة الشرق الأوسط، كما ردد مؤخراً أمير قطر، هي مسألة خطيرة للغاية وغير منطقية، موضحاً أن الحديث عن هذا الموضوع يحمل في طيّاته تبعات ومتطلبات. وتساءل عما إذا كان النظام القطري مستعداً للتوقف عن دعم الإرهاب بالمال والسلاح، والتعاون مع الدول الشقيقة في ضبطه أم لا؟ وأضاف أن دعوات قطر عن أن الوقت قد حان لكل شعوب المنطقة كي تنسى الماضي ـ بما في ذلك نحن ـ والاتفاق على ضوابط أمن أساسية وقواعد حوكمة، تطرح تساؤلاً، فهل يعني تكرار العبارة السابقة بهذا المعنى رسالة مبطنة بالدعوة للتصالح، وهل النظام القطري على استعداد للابتعاد عن الطريق الخطير الذي يمضي فيه ويعود إلى الصواب؟ سياسات متهورة من جانبه، قال المحلل السياسي المقيم في لندن الدكتور أسامة مهدي: «إن تصريحات أمير قطر ووزير الخارجية محمد عبد الرحمن ليست غير منطقية فقط، ولكنها تدعو للدهشة أيضاً»، مشيراً إلى أن الجميع يعلم من الذي يعمل على تقويض أمن المنطقة. وأضاف أن الشرق الأوسط ليس على حافة الهاوية، ولكن هناك من يحاول أن يسوق هذه الفكرة، لأهداف تخدم بعض الدول ومن يتحالفون معها. وأوضح أن السياسات المتهورة هي سياسات النظام القطري، الذي تعمد التدخل في شؤون جيرانه ودول المنطقة بشكل عام، إضافة إلى تمويل الجماعات الإرهابية والمتطرفة، مشيراً إلى أن محاولات النظام القطري لإظهار نفسه على أنه إحدى الدول التي تكافح الإرهاب هي محاولات فاشلة؛ لأن العالم كله يعلم ما الذي قام ويقوم به نظام الحمدين. وقال: «إن وصف تميم مؤخراً للأزمة التي تواجهها بلاده بأنها عديمة الجدوى، يأتي نتيجة إحساس النظام بالعزلة التي فرضها على نفسه باتباعه سياسات تقوض استقرار المنطقة»، لافتاً إلى أن التعايش السلمي يبدأ من احترام الدول لبعضها، خاصة تلك التي تشترك في لغة ودين واحد، واحترام خصوصيتها واستقلالها، وعدم التدخل في شؤونها أو محاولة زعزعة استقرارها، وهي أمور انتهكها النظام القطري عبر السنوات الماضية. وأشار إلى أن الصدع في العلاقات الخليجية جاء بسبب سياسات النظام القطري، المناقضة للحكمة والمنطق، وتغريدها خارج السرب بما يضر بمصالح قطر، ويخلق العداء المبرر مع أشقائها الخليجيين والعرب، بل والعالم أجمع. وأكد أن الحكومة القطرية، ومنذ نشوب الأزمة، تحاول تلميع صورتها لدى الغرب، ونفي التهم المثبتة ضدها عبر توزيع الاتهامات والمسؤولية على غيرها، مشدداً على أن النظام القطري وحده هو من يملك مفتاح حل الأزمة عبر التوقف عن التدخل في شؤون الدول، ووقف دعم الإرهاب وتمويل جماعة الإخوان الإرهابية والقنوات المثيرة للفتن. واختتم تصريحاته بالقول بأن النظام القطري فاقد للصدقية، وعليه أن يستعيدها عبر الأفعال لا بالتصريحات العنترية غير المنطقية. عريضة بلا قيمة من جهة ثانية، وفي تعليق على تقديم عدد من البرلمانيين البريطانيين عريضة إلى رئيسة الوزراء تيريزا ماي ووزير الخارجية بوريس جونسون تطالب بالضغط على دول المقاطعة لإنهاء الأزمة بزعم تسببها في «انتهاكات لحقوق الإنسان»، قال سمير تكلا منسق عام لجنة الصداقة المصرية البريطانية في البرلمان البريطاني: «هذه عريضة لا قيمة لها ولا ترقى حتى إلى مستوى المحاولة»، مشيراً إلى أن البرلمانيين يعلمون جيداً أن دول المقاطعة تتمتع باستقلالية قرارها، ولا يمكن لبريطانيا أو أي كان أن يتدخل لفرض رأيه على هذه الدول. وأضاف أن عدداً من هؤلاء البرلمانيين دائمو الزيارة إلى الدوحة على حساب الحكومة القطرية، وأن مثل هذه الأمور تحدث بالتنسيق مع الإمارة لإظهار أن هناك تأييداً لها بين السياسيين البريطانيين. وكان عدد من البرلمانيين، من بينهم جراهام موريس، واللورد نظير أحمد، واللورد حسين، الموقعون على العريضة، زاروا الدوحة في سبتمبر الماضي. وكشف مصدر برلماني لـ«الاتحاد» أن زيارة الوفد البرلماني لقطر لم تكن تحمل أي طابع رسمي، مشيراً إلى أن الوفد توجه إلى هناك بالتنسيق مع «المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا»، التي ترتبط بجماعة الإخوان الإرهابية. وأكد تكلا أن المطالبات التي تقدم بها هؤلاء البرلمانيون تتنافى مع ما تزعمه قطر بأن المقاطعة لم تؤثر عليها، مشيراً إلى البيان الصادر من الخارجية القطرية بأن الدوحة اتخذت إجراءات لضمان سير الحياة الطبيعية وعدم تأثر المواطنين بها، وأن قطر ستعتمد على دول أخرى إذا استمرت المقاطعة. وطالب النظام القطري بالتوقف عن دعم الجماعات الإرهابية ومثل هذه المحاولات «السخيفة»، والعودة إلى محيطه العربي والخليجي، بدلاً من المكابرة والسير في طريق يعلم المسؤولون في قطر جيداً أن نهايته لن تكون في صالحهم. دعاية إعلامية من جانبه، تساءل الكاتب والمفكر أسامة مهدي عن توقيت تقديم هذه العريضة، وجدواها، خاصة في وقت تحاول فيه قطر بشتى السبل إظهار أن المقاطعة لم تؤثر عليها اقتصادياً وسياسياً. وقال: «إن البرلمانيين الذين قدموا العريضة تربطهم علاقة بقطر»، مضيفاً أنهم زاروا الدوحة في سبتمبر الماضي، والتقوا عدداً من وزراء نظام الحمدين. وأكد أن مثل تلك العرائض لا ينظر لها، ولن تناقشها حتى ماي، لأنها تعلم جيداً أنه لا يمكنها ممارسة ضغوط على دول ذات سيادة وصاحبة قرار مستقل، مضيفاً أن الهدف منها هو دعاية إعلامية غير منطقية لا طائل من ورائها. وأشار إلى أنه يمكن لأي مجموعة من الأفراد أن يتقدموا بعريضة إلى رئيسة الوزراء بشأن أي قضية، ولكن الأساس في تلك العرائض أن تكون منطقية ولها وجاهتها ويمكن تنفيذها، مطالباً من يقدمون مثل هذه العرائض الساذجة باحترام عقول الآخرين. وتابع أن ذلك يأتي في إطار سلسلة من المحاولات التي يبذلها نظام الحمدين من أجل إنهاء الأزمة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©