الحياة تعود إلى طبيعتها في تايلاند

عادت الحياة إلى طبيعتها أمس في بانكوك حيث ظلت حال الطوارئ سارية بعد أعمال العنف التي جرت في الأيام الاخيرة، فيما بدأ التايلانديون تقييم عواقب الأزمة السياسية التي ماتزال محتدمة على اقتصاد بلادهم وصورتها· واحتفل سكان بانكوك أمس بعيد سونكران أو رأس السنة التايلاندية بعدما حرموا من ذلك الاثنين والثلاثاء بسبب الاضطرابات التي عمت الشوارع· وخيمت أجواء العيد في أحياء عديدة حيث كان مئات الاشخاص يتراشقون بالمياه كما هي التقاليد في هذا العيد· وقال المتحدث باسم الحكومة بانيتان واتاناياغورن ''إن الوضع تحت السيطرة''· غير أن السلطات أبقت على حال الطوارئ التي أعلنها رئيس الوزراء ابهيسيت فيجاجيفا الاحد الماضي في بانكوك ومحيطها، وكان الجيش والشرطة يقومان بعمليات تفتيش وكشف على الهويات في الشوارع· ووعدت الشرطة بعدم معاقبة ناشطي حركة ''القمصان الحمر''، أي انصار رئيس الوزراء السابق تاكسين شيناواترا المقيم في المنفى· على ضلوعهم في الاضطرابات· وفي المقابل، أصدرت محكمة في بانكوك أمس الاول مذكرات توقيف بحق تاكسين و12 من حلفائه بتهمة تأجيج أعمال العنف· وقال متحدث باسم الحكومة إن تايلاند سحبت جواز سفر رئيس الوزراء المخلوع لإثارته توترات سياسية أدت إلى تأجيل قمة آسيوية ويعيش تاكسين الذي أطيح به في انقلاب عام 2006 في منفى فرضه على نفسه لتجنب حكم بالسجن لمدة عامين لاتهام بالفساد وإدانته بإساءة استغلال السلطة· ورأى المحلل السياسي تيتينان بونغسوديراك من جامعة شولالونغكورن أن ابهيسيت يخرج من هذه الازمة قويا في الوقت الحاضر، بعدما سيطر على المتظاهرين بفضل دعم الجيش وقد ظهر ثلاث مرات على التلفزيون محاطا بكبار القادة العسكريين التايلانديين· وتعهد رئيس الوزراء بالعمل لتحقيق ''المصالحة الوطنية المبنية على العدالة''، غير أن تينيتان اعتبر أن ''ذلك سيتوقف على الدروس التي سيستخلصها'' من الاحداث الاخيرة· وحذر من أنه ''اذا ما اعتبر انتصاره محتوما، فهو يعرض نفسه لمشكلات في المستقبل''، مشددا على ان مطالبة ''القمصان الحمر'' بمزيد من العدالة الاجتماعية مطلب ''صادق وواسع الانتشار''· وتبدي أوساط الاعمال التايلاندية مخاوف من انعكاسات الاحداث على الاقتصاد الذي يعاني أساسا من الازمة العالمية· وقال مسؤول في غرفة التجارة التايلاندية تانافات بوفيشاي إن ''على الحكومة أن تعمل جاهدة لإعادة الاستقرار السياسي بدون تأخير الى تايلاند والاشهر الثلاثة المقبلة ستكون حاسمة''· وبحسب تقديرات تانافات، فان أعمال العنف الاخيرة ستكلف القطاع السياحي التايلاندي 2,8 مليار دولار ، بعدما تضرر العام الماضي من إغلاق مطارات بانكوك ·