مفتشو الطاقة الذرية أزالوا الأختام وغادروا يونجبيون

أعلن دبلوماسي قريب من الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس أن مفتشي الوكالة الدولية غادروا موقع يونجبيون النووي بعد إعلان بيونج يانج طردهم أمس الاول· وصرح ''لقد غادروا الموقع وهم الآن في بيونج يانج وسيغادرون البلاد غداً (اليوم الخميس) على الأرجح''· وأوضح الدبلوماسي أن ''المفتشين أزالوا الأختام التي وضعتها الوكالة وأداروا كاميرات المراقبة الى الجدران''· وأعلنت سلطات كوريا الشمالية الثلاثاء أنها أوقفت على الفور تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ودعت مفتشيها الى مغادرة البلاد في أقرب وقت ممكن· كما أعلنت بيونج يانج للوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها قررت استئناف نشاطها في كافة منشآتها النووية· وأعلنت وزارة الخارجية الاميركية أمس أن المفتشين الاميركيين المكلفين مراقبة البرنامج النووي لكوريا الشمالية تلقوا أمراً من كوريا الشمالية بمغادرة البلاد· وقال المتحدث باسم الوزارة روبرت وود للصحفيين إن كوريا الشمالية ''طلبت من المفتشين مغادرة أراضيها''· وأضاف ''أنها خطوة الى الوراء، نحن بالطبع قلقون''· ويرى عدد من الخبراء أن كوريا الشمالية تملك الحنكة وبارعة في المزايدات وانتزاع تنازلات من شركائها، وما انسحابها من المفاوضات حول ملفها النووي الذي أعلنته الثلاثاء سوى مناورة تبغي من ورائها معاودة الحوار من موقع قوة· وقال كيم يونج هيون البرفسور في جامعة دونغوك في سيول ''إن كوريا الشمالية قد لا تعود الى طاولة المفاوضات السداسية إلا إذا قدمت لها الولايات المتحدة والمجتمع الدولي عرضاً أكثر إغراء''· ورأى كيم أن القادة الكوريين الشماليين ''يصعدون المزايدات''· وقد دخلت كوريا الشمالية التي أصبحت قوة نووية منذ التاسع من اكتوبر ،2006 في مفاوضات سداسية حثيثة تضم الكوريتين والولايات المتحدة واليابان والصين وروسيا، منذ ست سنوات بهدف تفكيك منشآتها النووية مقابل الحصول على مساعدة اقتصادية كبيرة· إلا أن النظام الشيوعي الذي تلقى نحو نصف المساعدة ولم يف بكثير من التزاماته في السابق، لديه كل الأوراق الرابحة في المماطلة وجرجرة هذه العملية المتأزمة حالياً· وهذا النظام الذي يعطي الأولوية لجيشه الذي يعد 1,2 مليون عنصر يعلم جيداً أن قدراته النووية هي الورقة الرابحة الوحيدة في يده ويشك عدد كبير من الخبراء في أن تتخلى بيونج يانج في نهاية المطاف عن السلاح النووي· والاجتياح الأميركي للعراق في 2003 دعم بيونج يانج في رؤيتها لعدائية الولايات المتحدة، وهي حجة يستخدمها النظام الشيوعي لتأكيد حقه في ضمان سيادته· ورأى بايك هاك سون من مركز الدراسات الكوري الجنوبي سيجونج ''أن كوريا الشمالية تعتبر انه ليس لديها ما تخسره في اختبار القوة هذا، وستواصل تطوير ترسانة عسكرية نووية''· وفي هذه الاثناء احتفلت كوريا الشمالية أمس بذكرى مولد مؤسسها كيم ايل سونج في أجواء عيد بحسب دعاية النظام غداة إعلان بيونج يانج انسحابها من المحادثات حول برنامجها النووي· ويحتفل بـ''عيد الشمس'' في ذكرى مولد كيم ايل سونج والد الزعيم الحالي كيم جونج ايل والذي أعلن ''رئيساً أبدياً'' حتى وفاته في ·1994 وفي هذه المناسبة وزعت حصص غذائية اضافية على الشعب الذي يعاني من نقص مزمن في المواد الأساسية، وسكاكر على الأطفال كما ذكرت وسائل الإعلام الرسمية·