الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المهنة.. "لاعب كرة"!

المهنة.. "لاعب كرة"!
15 سبتمبر 2007 23:43
الجمع بين وظيفتين باطل ·· هذه هي القاعدة، أما الاستثناء الذي لا مفر منه ولو على المدى القصير فيتجلى في لاعبي الساحرة المستديرة ·· احترفوا مهنة لاعب كرة واحتفظوا بوظيفة أخرى - من باب الاحتياط - فجمعوا بين الاثنتين ونالوا راتبين، وبقي السؤال المهم: متى تتغير هذه الازدواجية وهل يأتي اليوم الذي يشهر فيه أحدهم هويته لتجد فيها المهنة ''لاعب كرة''؟! هذا هو الاحتراف الكامل الحقيقي·· أن تكون الكرة مهنة بلا شريك واندفاعاً بلا احتياط، فأما النجاح لا استحالة، أو الفشل والبطالة·· هذه المعادلة تحتاج إلى آلية للتنفيذ وليس من المتوقع حلها بين ليلة وضحاها إذ ليس من العدل أو المنطق أن نأتي بالأجيال الحالية الكبيرة من لاعبي الكرة لنقول لهم فجأة اختاروا بين الكرة أو الوظيفة الأخرى لكن ربما يكون التمهيد والإعداد مع الصغار هو الطريق الصحيح بعد أن تتبلور تجربة الاحتراف لتنشأ أجيال قادمة تختار طريقها منذ البداية وتكون أمامها نماذج سبقت ووصلت إلى أعلى المراتب انطلاقاً من مهنة لاعب كرة· عبدالله العجلة: الوظيفة الثانية مطب على الطريق السريع للنجاح يقول عبدالله العجلة عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة والأمين المساعد: إن الأنسب أن يكون الاحتراف حقيقياً وأن يكون مستقبل اللاعب رهنا بنجاحه وتميزه في الحقل الرياضي وفي بعض الأحيان تمر على اللاعب فترة يأس أو احباط وفي مثل هذه الحالات فإن الوظيفة الاحتياطية والتي ربما يعتبرها البعض أساسية تكون بمثابة تأمين للحياة المستقبلية بما يجعل تمسك اللاعب بالنجاح الرياضي محدوداً·· وعلى الرغم من ذلك فإن هناك الكثير من المعوقات في تعاطي الاحتراف بمفهومه الكامل وعدم الجمع بين وظيفتين خلال السنوات الأولى للتطبيق· ويضيف : بعض الجهات والأندية والتنظيمات الحكومية المحلية خلال هذه المرحلة المبكرة من الاحتراف تعطي اللاعب الحق في الجمع بين وظيفتين مع التفرغ الكامل لكرة القدم كغطاء أمان لتشجيعه على التجربة وتحفز الأجيال المقبلة حتى لا يكون الاحتراف في هذه المرحلة نوعاً من المغامرة أمام اللاعبين فلا يقبلون عليه بالقدر الكافي· واضاف: نحن الآن في مرحلة صعبة لأن أغلب لاعبي الجيل الحالي بلغوا منتصف مشوارهم الرياضي وبعضهم قارب النهاية وهم على هذا الحال يجمعون بين كرة القدم ووظيفة أخرى يعودون إليها بعد الاعتزال في نوع من الاحتراف المغلف ويتمسكون بالأمان الوظيفي حيث إن الوظيفة الأخرى هي النهاية التي اقتربوا منها بعد مشوارهم في ملاعب الكرة ولا يمكن أن نجبرهم فجأة على تغيير هذه الوضعية وهم في منتصف الطريق أو قرب إلى نهايته بل ينبغي أن تكون حرية الاختيار منذ البداية ولذلك فهذا المفهوم يمكن أن ينطبق على الأجيال القادمة التي تبدأ مشوارها الرياضي ويمكنها في هذه الحالة أن تختار منذ البداية بين وظيفة لاعب كرة أو وظيفة أخرى· ويقول عبدالله العجلة إن التكوين النفسي والاجتماعي للاعبي كرة القدم حالياً ليس مبنياً على أساس الانفراد بوظيفة لاعب دون وظيفة أخرى لكن علينا أن نبدأ مع من هم دون الــ 18 سنة ويمكن أن يعطى اللاعب سنة ليجرب نفسه وماذا إذا كان سينجح في الحياة الرياضية فتكون الكرة وظيفته دون غيرها ودون أن يجمع معها وظيفة أخرى أم أنه لن ينجح بالقدر الكافي ويكون حراً في اختياره· رابطة للمحترفين ويقول عبدالله العجلة إنه إذا ما تم تطبيق قرار الاعتراف بوظيفة لاعب محترف فسوف يكون من الضروري تكوين رابطة للمحترفين أو البحث عن نظم وقوانين تحدد متطلبات المهنة وتوفر لها نوعاً من التأمين الاجتماعي شأن كل الوظائف الأخرى ومع استمرار التطبيق ستكون هناك نماذج بمثابة ''القدوة'' ينظر الآخرون والصغار إلى تجاربهم ويقتدون بها بمعنى أن يكون الكثير من اللاعبين الذين اتخذوا من الكرة مهنة وحيدة قد نجحوا وتحولوا بعد اللعب إلى التدريب أو الأعمال الخاصة الناجحة في الحقل الرياضي أو غيره ونالوا شهرة ومالاً يؤمن مستقبلهم تأميناً جيداً فتقتدي بهم الأجيال التالية ولا تصبح مهنة لاعب كرة مغامرة مجهولة وغير مأمونة العواقب ويندفع الآخرون في طريق الاحتراف بإقدام وجرأة· المونديالي عيسى درويش: تزيد مسؤولية اللاعب وتقل مسؤولية الحكم حكم كرة القدم الدولي المونديالي عيسى درويش يرى أن مسؤولية الحكم تقل ومسؤولية اللاعب تزيد مع تطبيق الاحتراف الكامل وعدم الجمع بين وظيفتين ·· يقول إن الكرة هي عمل اللاعب المحترف ولا غيرها وفي هذه الحالة يتضاعف العطاء لأن اللاعب يكون متفرغاً تفرغاً حقيقياً سواء من حيث التفرغ الذهني والنفسي أو الاجتماعي وتزيد مسؤولياته فيرتفع أداؤه · واضاف : لو طالعنا تجربة الاحتراف في اليابان لأدركنا كيف تكون النتائج، فأين كانت اليابان من كرة القدم وإلى أي مدى وصلت الآن، حيث لم يكن لها أي شأن في عالم الكرة وهي الآن من أقطاب الكرة الآسيوية خلال سنوات قليلة بعد تطبيق الاحتراف الحقيقي الكامل· ومضى ليؤكد تحمل اللاعب مسؤولية كبيرة فإما أن يكون أو لا يكون لأن الكرة هي مستقبله ومصدر رزقه فإذا قصر في الملعب أو حتى نال إنذاراً أو طرداً عوقب ووقعت عليه خصومات من الراتب وإذا ما قصر في المران حدث نفس الشيء وإذا ما تدنى مستواه أصبح مهدداً بفسخ العقد والتراجع إلى أندية أقل بما يعني عائدا ماديا أدنى وهكذا· يضيف عيسى درويش : اللاعب في هذه الحالة يكون في حالة خوف دائم على مستقبله ويشعر بمسؤولية حقيقية فيلتزم في كل شيء سواء داخل الملعب أو خارجه دون حاجة إلى رقيب على تصرفاته وسلوكه وسهره ونوعية طعامه وحفاظه على صحته ولياقته والتزامه وبالتالي فإنه يكون أكثر انضباطاً في الملعب وحرصاً تجنب أي خطأ بما يسهل من مهمتنا كحكام لأن اللاعب يتجنب العقوبة خاصة إذا ما وصل الخطأ إلى مرحلة العقوبة الخاصة بالإيقاف أو فرض غرامات من اتحاد الكرة وهي بالتأكيد تخصم من مستحقاته المالية لدى ناديه· وقال :هذه هي حالة الاحتراف المثالية وعلينا أن نصبر عامين أو ثلاثة أعوام على الأقل حتى تنضج التجربة وتتكامل وصولاً إلى هذه المحطات التي تصبح فيها الكرة مهنة بلا شريك· واضاف :نحن الآن تحت التجربة وتعتمد الأندية على الدعم الحكومي وهناك عدد محدود جداً من الأندية هي التي تملك موارد دخل خاصة إضافية بجانب هذا الدعم وينبغي أولاً أن تتحول الأندية إلى مؤسسات اقتصادية تستثمر وتربح وتكون لها مواردها الخاصة حتى تستطيع الوفاء بمتطلبات الاحتراف ونفقاته العالية ·· حتى اتحاد الكرة نفسه فهو رغم زيادة ميزانيته إلا أنها قليلة إذا ما قورنت بميزانيات اتحادات الدول المتقدمة كروياً بل انها حتى أقل من ميزانيات اتحادات أخرى في المنطقة مثل الاتحاد القطري·· هذا كله يحتاج إلى بعض الصبر· وقال عيسى درويش : الوضعية الحالية هي الأفضل بالنسبة للاعبين فهم حالياً يحصلون على راتبين أحدهما من النادي والآخر من الوظيفة إضافة إلى مكافآت الفوز وخلافه· وقال : في ظل الوضع الراهن لا أتصور سهولة تطبيق مبدأ عدم الجمع بين وظيفتين وأملنا أن نصل إلى هذه المعادلة مستقبلاً ولا يكون أمام اللاعب غير دخله من الكرة وبذلك يصبح أكثر التزاماً وانضباطاً فإذا ما كان يسكن في الشارقة مثلاً ولديه مران مبكر في أبوظبي يكون هناك في السادسة والنصف صباحاً كما هو حال أي موظف بالدولة لأنه إذا تأخر أو تخلف عن الحضور تأثر مستقبله ·· والحقيقة مع احترامي للجميع أن أغلب اللاعبين حالياً غير منتظمين ونادراً ما تجد لاعباً لا يسهر مثلاً بما ينعكس على تدريباته وأدائه وعلينا أن نتدرج في التطبيق وصولاً إلى الاحتراف الكامل والحقيقي· عبدالقادر حسن: المجتمع لن يرفض مهنة لاعب أكد عبدالقادر حسن عضو اللجنة الفنية على ضرورة تطيق الاحتراف بمعناه الكامل وأن تكون كرة القدم هي المهنة الوحيدة للاعب مشيراً إلى أن المراحل الأولى التي نحن بصددها الآن مقبولة كمحطة بداية ننطلق بعدها إلى التطبيق الكامل تدريجياً· وأضاف عبدالقادر حسن: إن الاحتراف هو ما نراه في العالم كله من حولنا ومعناه الكرة بلا وظيفة أخرى إلا إذا كان اللاعب يتمتع بقدرات أخرى واستطاع أن يؤسس شركة خاصة في أي مجال من مجالات ''البزنس'' ·· ونحن الآن في أول خطوة لذلك تم إقرار مبدأ التفرغ من الوظيفة الثانية كنوع من الحل المؤقت واعتقادي أن هذه الوضعية لن تكون عائقاً أمام طموح اللاعبين ورغبتهم في التفوق وإثبات الذات لأنه لا يوجد لاعب لا يسعى للنجاح سواء كان هاوياً أم محترفاً حتى ولو لم يكن هناك مردود مادي كبير، فاللاعب في كل الحالات لا يحب الفشل لأنه يحب الكرة ويريد أن ينال الشهرة والاعجاب لذلك فالتفرغ مرحلة مقبولة في البداية· وأضاف : يمكن أن نوجه الأجيال الجديدة نحو مفهوم الاحتراف الكامل والحقيقي وأن تكون الكرة هي مهنة االلاعب الوحيدة دون وظيفة أخرى وأن تكون هي حياته ومستقبله ومصدر رزقه وبذلك يكتمل التركيز في اللعبة ولن يصادف ذلك معوقات اجتماعية كبيرة بمعنى أن المجتمع لن يرفض مهنة لاعب كرة أو يقلل من شأنها بفرض وجودها كوظيفة رسمية ليست بجانبها وظيفة أخرى وهناك أشياء كثيرة لم يتقبلها المجتمع في البداية ثم تقبلها بعد ذلك طالما كانت شريفة وتؤدي خدمة للمجتمع والعادة أن أي مجتمع يهضم كل جديد بالتدرج ولعلنا نتذكر أن مجتمعنا لم يهضم أشياء جديدة في بدايتها ثم تأقلم عليها فيما بعد مثل الكمبيوتر والسينما وغيرها· وقال: كرة القدم لعبة جميلة تدعو إلى الخلق الرياضي وتلف الناس من حولها وفيها فنون ومتعة وهي اللعبة الأولى في العالم كله وتحظى بشهرة ومكانة كبيرتين حتى إننا نعتبر ''الفيفا'' دولة وليس اتحاداً للعبة رياضية وذلك لما يحظى به من مكانة في العالم وما يحصل عليه من مليارات ودعاية·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©