الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

فرقة بني ياس تقدم موسيقى صفراء

فرقة بني ياس تقدم موسيقى صفراء
25 مارس 2008 02:12
في اليوم السابع من مهرجان أيام الشارقة المسرحية، قدمت فرقة مسرح بني ياس مساء أمس الأول بقصر الثقافة بالشارقة عرضها المسرحي الذي حمل عنوان ''موسيقى صفراء'' من تأليف خزعل الماجدي، وإخراج علاء النعيمي الذي قام أيضاً ببطولة العمل مع مشاركة مجموعة من الوجوه المعروفة في الساحة المسرحية المحلية أمثال: عبدالله بوشامس في دور المايسترو، والفنانة أشواق في دور الأم، ومن الوجوه الصاعدة والشابة التي شاركت في العرض الفنان فيصل الحمادي في دور المعاق، والفنان حمد المهيري في دور المجنون الذي تميز في هذا الدور واستطاع أن يستحوذ على تفاصيل الشخصية وشحناتها التعبيرية والمأساوية، كما شارك من سوريا الفنان أيمن سرحيل في دور قاطع التذاكر· يشير الممثل والمخرج علاء النعيمي في مدونة العرض إلى أن فرقة مسرح بني ياس هي من الفرق الوليدة في الإمارات، وهذا هو أول ظهور لها في أيام الشارقة، ويتمنى النعيمي أن تساهم هذه الفرقة في تقديم إضافة جديدة تترك أثراً في الحركة المسرحية بالإمارات· ورغم أن التقديم يشي بأن العرض سوف يعاني بعض الهنات التي تصادف الفرق المسرحية في أعمالها الأولى إلا أن ''موسيقى صفراء) كعرض أول للفرقة تميز بامتلاك أدوات فنية متماسكة في كثير من الجوانب والمعالجات والرؤى الإخراجية، ولعل وجود المبدع فيصل الدرمكي ضمن المساهمين في العمل كمساعد للمخرج ساهم في إثراء هذه الرؤى وتزويدها باقتراحات ناضجة ومتفاعلة مع النص· وعرض ''موسيقى صفراء'' من العروض القليلة التي اتكأت في المهرجان على اللغة الفصحى كوسيط للحوار والتواصل مع المتفرج، وهي لغة تميزت بشعرية عالية ساهم خزعل الماجدي في الإمساك بتفاصيلها الجمالية وتوزيعها بأناقة على شخصيات العمل· يبدأ العرض من خلال سينوغرافيا بسيطة ومعبرة تمثلت في كراس مربعة الشكل تتحول حسب مقتضيات العرض إلى سلالم وأحياناً إلى منصات خطابية وأخيراً إلى أشكال فوسفورية مشعة وراقصة وسط عتمة الخشبة· هذه السينوغرافيا المرنة والمطواعة عبرت عن الحبكة المطروحة بغموض مريح، وهي حبكة نفسية تتعلق بحيرة المؤلف الموسيقي الذي لا يستوعب مدى الألم والخراب الذي سببته معزوفته الموسيقية وسط المكان الذي ظل يحتفل طويلاً بهذه المعزوفة، ولكن شيئاً غريباً طرأ على العازفين والمستمعين والعاملين في الصالة، جعل معزوفة (المؤلف/ الديكتاتور) تنغلق وتضمر وتخسر الكثير من ألقها القديم· يحاول العازف من خلال سيطرته وتحكمه في المايسترو أن يعيد الوهج لمعزوفته ولكن من دون جدوى، ورغم محاولات المايسترو في إقناعه بتغيير نوتاتها إلا أنه يجابه بعناد العازف ورفضه المطلق· احتوى العرض على تكوينات مشهدية وجمالية عبرت عن اللغة الشعرية للنص، كما في المشهد الجنائزي الحزين، ومشهد الأم التي ترتدي الأبيض الذي هو لون العرس ولون الموت أيضاً، وكذلك المشهد الذي يظهر فيه المجنون الذي عمل عازفاً في السابق مع المؤلف، ويعبر من خلال كلمات حارقة عن يأسه من المكان والزمان اللذين يحيطان به، ويقول في إحدى المقاطع الشفافة في العرض: ''لقد عزفت بعقلي حتى فقدته، لقد عزفت بأحلامي المذبوحة''· أما الموسيقى الحية التي رافقت الفواصل المشهدية للعرض فقد ساهمت في إضفاء روح حية وحاضرة ومتواصلة مع روحية النص، وشارك في العزف الفنانان إسماعيل العوضي من خلال آلتي العود والكمان، و الفنان محمد مرشد من خلال العزف على آلة الساكسفون· في المشهد الأخير من العرض يقرر المؤلف أن يعزف موسيقاه الصفراء وحده، بعد أن استنفذ جميع محاولاته وبعد أن هجره الجميع، ومن خلال مؤثرات صوتية موفقة نكتشف أن الموسيقى التي يعزفها هذا العازف الأخير ما هي إلا موسيقى الحرب ونوتات الخراب وضجيج الطلقات النارية والانفجارات والكوارث والآلام والصرخات، في إشارة واضحة إلى أن موسيقى الحروب لا تخلف سوى عاهاتها وأمراضها الفاقعة والمستشرية كالسرطان·
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©