الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الأنبار··كابوس تحول إلى نموذج !

15 سبتمبر 2007 01:55
ظلت محافظة الأنبار السنية لفترة طويلة كابوسا بالنسبة للقيادة الأميركية قبل أن تتحول مطلع 2007 الى واجهة نموذجية لاستراتيجيتها القائمة على اشراك العشائر المحلية في مكافحة تنظيم ''القاعدة''· وقال الرئيس جورج بوش في الخطاب الذي القاه فجر أمس حول العراق واحتل وضع هذه المحافظة حيزا كبيرا منه إن ''محافظة الأنبار مثال جيد على نجاح استراتيجيتنا'' مضيفا أن ''التغييرات تثبت لجميع العراقيين ما يمكن انجازه حين يستبعد المتطرفون''· وكانت هذه المحافظة الصحراوية الأكبر بين المحافظات العراقية الـ 18 والواقعة بين سوريا والأردن والسعودية، منذ شن الحرب في مارس 2003 وحتى فبراير ،2007 مسرحا لأخطر العمليات التي خاضتها القوات الأميركية· وسكان الأنبار جميعهم تقريبا من السنة المتمسكين بالتقاليد والشعائر الدينية ولا يعترفون سوى بسلطة زعمائهم القبليين وقد واجه صدام حسين نفسه في الماضي صعوبات احيانا في فرض سلطة الدولة المركزية عليهم· وظهرت شراسة المجموعات المتمردة في هذه المحافظة من خلال أعمال عنف وهجمات دامية وفي مقدمها قتل 4 من موظفي شركة أمنية اجنبية في كمين في 31 مارس 2004 وتعليق جثثهم المتفحمة في الفلوجة· وخاض الجيش الأميركي معارك عنيفة للسيطرة على الفلوجة المعروفة بـ''مدينة المساجد'' اذ تحتوي على حوالى مئتي مسجد وقد سيطر عليها في نوفمبر 2004 بعد معارك تسببت بدمار هائل ونزوح سكاني كثيف· غير أنه لم ينجح يوما في إحلال السلام فعلا في المحافظة بصورة إجمالية· وكانت المحافظة تشهد حركة تمرد ناشطة يقوم بها بعثيون سابقون وإسلاميون متطرفون ومجموعات معارضة للاحتلال الاجنبي، كما زرع فيها تنظيم ''القاعدة'' منذ اندلاع النزاع خلايا استقدمت مئات المقاتلين الاجانب وجندت عددا غير مسبوق من الانتحاريين· وخرج الوضع عن السيطرة الى حد دفع مسؤولي الاستخبارات الأميركية الى الاقرار في نهاية 2006 بأن حكومة بغداد المركزية والقوات الأميركية ''خسرت'' الأنبار· غير أن تغييرا جذريا في الاستراتيجية في مطلع 2007 اتاح فتح حوار مع الزعماء المحليين أمثال الشيخ عبد الستار ابو ريشة الذي قتل ومجموعات متمردة مثل كتائب ''ثورة العشرين'' بهدف حثهم على مواجهة ''القاعدة''· وإزاء احتجاج سكان المحافظة على ممارسات ناشطي ''القاعدة'' واستيائهم من تجاوزاتهم، رأى الزعماء القبليون من مصلحتهم أن يديروا سلاحهم ضد المتطرفين · وحصلوا لقاء وقوفهم الى جانب القوات الأميركية على دعم مالي كبير سواء من الجيش الأميركي او من سلطات بغداد· واتاحت هذه المقاربة الجديدة الحد من أعمال العنف في الأنبار الى مستوى جعل قيادة القوات الأميركية في العراق تتحدث عن تحقيق ''نجاح''· وفي 3 سبتمبر الحالي أمضى بوش بضع ساعات في قاعدة الأسد العسكرية حيث أثنى على ما أنجز في الأنبار معتبرا أنه مثال يحتذى به وتحدث عن إمكانية خفض القوات الأميركية في العراق·
المصدر: بغداد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©