الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بغداد لا تزال تعرف مذاق حلوى رمضان

15 سبتمبر 2007 01:47
رغم أن شهر رمضان في العراق فقد نكهته لدى البعض، فان المجتمع البغدادي ما زال يتمسك بعادات وطقوس راسخة في هذا الشهر الذي يستعد له اصحاب المحال الكبرى المتخصصة بصناعة وبيع الحلويات الرمضانية· وكما هو مألوف كل عام بدأت محال الحلويات في بغداد تشهد حركة دؤوبة قبل حلول الشهر المبارك حيث تلاقي اصناف معينة من الحلويات اقبالا كبيرا لدى العراقيين· ويرى أبو حيدر احد اشهر صانعي الحلويات في بغداد أن وظيفته تتطلب تحضيراً مبكراً في توفير المواد الضرورية لصناعة الحلويات من الدقيق والسكر والزيت والجوز والفستق واللوز بكميات كبيرة لكي يتمكن من احتواء الإقبال الشديد على محله كل عام وتلبية متطلبات زبائنه·ومن أنواع الحلويات التي يحرص العراقيون على احضارها يومياً إلى منازلهم في رمضان ''الزلابية'' و''البقلاوة'' و''القطايف'' و''البرمة'' واصنافاً اخرى عديدة، كما شهدت محال بيع هذه الحلويات مظاهر انواع جديدة مثل ''زنود الست'' في الاعوام الاخيرة· ويقول ابو حيدر (60 عاما) وهو يدير محلاً كبيراً يشهد ازدحاماً يومياً ''لشهر رمضان نسق متفرد لدينا في العراق على صعيد الاهتمام، قبل قدومه باسابيع وكلما يقترب ترتفع درجة الحركة في كل مكان يتصل بطبيعة الطقوس الرمضانية ومنها صناعة الحلويات الخاصة بهذا الشهر''· ويضيف ''من هذه الطقوس المحببة لدى العراقيين الاقبال على محال بيع الحلويات الشهيرة في الشهر حيث يحرص الناس على شرائها يوميا لكونها تشكل مائدة يستأنسون بها خلال السهرات الرمضانية مما يجعلنا نستنفر جهودنا وتجهيز المواد اللازمة في صناعة الحلويات في رمضان''· ويشير هذا الرجل الذي أمضى في هذه الحرفة اكثر من ثلاثين عاماً'' في السنوات السابقة كانت المسابقات الرمضانية الشعبية تقام في جميع مناطق العاصمة سواء في الكرخ أو الرصافة حيث يجتمع المتسابقون،في المقاهي للاشتراك في مسابقة المحيبس الشهيرة بينما يقدم منظمو المسابقة الحلويات الى الحاضرين الذين يصل عددهم الى المئات''· وكانت المحال المتخصصة بصناعة وبيع الحلويات الرمضانية تبقي ابوابها مفتوحة حتى ساعات متأخرة من الليل وخصوصاً تلك التي تنتشر في مناطق بغداد القديمة كالفضل والصدرية والاعظمية والكاظمية والكرادة· وكانت تنتشر ايضا في هذه المناطق المقاهي التي تبقى مفتوحة حتى وقت السحور، لكن هذه المحال والمقاهي بدأت تنحسر بسبب الحصار الاقتصادي والذي أدى الى ارتفاع اسعار المواد اللازمة لهذه الصناعة وانخفاض الدخل الشهري لاغلب العراقيين· وبعد سقوط نظام صدام حسين عام 2003 انتعشت محال صناعة وبيع الحلويات مجدداً لتوفر المواد اللازمة لصناعتها من جهة وقدرة العراقيين على التبضع واتسعت المحال وعادت في جميع مناطق العاصمة· لكن المحال والمقاهي بدأت تقفل ابوابها بسبب تردي الأوضاع الأمنية واقتصرت الجلسات الرمضانية على عدد محدود من المقاهي تفضل مغادرة الزبائن بوقت مبكر·
المصدر: بغداد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©