الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الخمار الأسود

14 سبتمبر 2007 23:34
قدم بعض التجار مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه حمل من الخمر السود (الخمر: جمع خمار، وهو ما تغطى به المرأة وجهها) ، فلم يجد لها طالباً ولا شارياً، فكسدت عليه وضاق صدره، فقيل له: ما ينفقها لك إلا مسكين الدرامى -هو ربيعة بن عامر، توفى سنة 89هـ، وهو من مجيدي الشعر الموصوفين بالظرف· فقصده فوجده قد تزهد وانقطع في المسجد، فأتاه وقص عليه القصة· فقال: وكيف أعمل وأنا قد تركت الشعر وعكفت على هذه الحال؟ فقال له التاجر: أنا رجل غريب، وليست لي بضاعة سوى هذا الحمل، وتضرع إليه، فخرج من المسجد وأعاد لباسه الأول وعمل هذه الأبيات وشهرها وهى: قل للمليحة في الخمار الأسود مـاذا فـعـلت بـنـاسك مـتـعبد قــد كـان شـمر لـلصلاة ثـيابه حـتى قـعدت له بباب المسجد ردى عـلـيه ثـيـابه وصـلاتـه لا تـقـتليه بـحـق ديــن مـحمد فشاع بين الناس أن ''مسكيناً الدرامي'' قد رجع إلى ما كان عليه، وأحب واحدة ذات خمار أسود، فلم يبق في المدينة ظريفة إلا وطلبت خماراً أسود· فباع التاجر الحمل الذي كان معه بأضعاف ثمنه، لكثرة رغباتهن فيه، فلما فرغ منه عاد إلى تعبده وانقطاعه· وقال أبو عبد الله الحامدي : قـل لـلمليحة في الخمار المشمشي كـم ذا الـدلال عـدمت كل محــــرش يـا من غدا قلبى؛ كنرجس طرفها في الحـب لا صاح ولا هو منتشي هـذا الـربيع بصحن خدك قد بــدا لـمقـبـــــل ومعـضــــض ومخمــــــــش فـمـتــــى أبيـــــت معانـقــــاً لبهـــــارة ولـورده الـمستأنس المستوحـش ؟
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©