الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قيادة الأخطاء

25 مارس 2008 02:02
عندما تقع الأخطاء وبالأخص الخطأ الذي يصدر من القياديين يتم تسليط الضوء عليهم بتركيز اكبر لتقويم الأداء وتصحيح الأخطاء، وهذا ما اعتدنا عليه في ممارساتنا الإدارية، ولكن هل (عدم حدوث أخطاء) مقياس حقيقي لنجاح القيادي أو الإداري، بمعنى أن القائد الذي يحجم عن الإقدام ويتردد في اخذ القرار ويسعى جاهدا للمحافظة على الجمود الإداري لكي يقلل من الأخطاء، سيكون بمنأى عن المحاسبة· إذا كان النجاح يقاس بتحقيق الأهداف بفعالية في حين إن القائد لا يحقق إلا الحد الأدنى، فهل معنى ذلك أنه قائد ناجح أم أنه نجح فقط في الابتعاد عن الأخطاء وربط نفسه بالأداء الروتيني ليكون بعيدا عن الأضواء؟ وكيف نستطيع تقويم أداء القياديين دون انتظار لوقوع الأخطاء أو الكوارث، أو من الممكن القول: على أي أساس يتم التقويم للعمل المؤسسي سواء أكان الحكومي منه أم الخاص؟ هل هو على أساس عدم حصول الأخطاء الإدارية أم على أساس الخطط المسبقة والأهداف والرؤى؟ في الحقيقة إن المشكلة التي نعيشها نحن التربويين بشكل خاص تكون عندما يتسلم شخص ما دفة القيادة ويستمر فيها دون أن تكون له سياسة واضحة المعالم والرؤى، ودون أية برامج عملية أو مشاريع مستقبلية أو أهداف يريد تحقيقها للإدارة التي يترأسها، بل يكون فقط جل اهتمامه هو خالف تعرف أي مخالفة كل ما وضع من قرارات وتحديات ومخططات لمن سبقه في الجلوس على كرسي القيادة، بل كل ما يسعى إليه هو البعد عن الأخطاء التي ارتكبها سابقوه وبالتالي الابتعاد عن الانتقاد والمحاسبة· إذن واضح أننا بحاجه إلى وجود آليات وضوابط عملية موضوعية دقيقة وصارمة بنفس الوقت للتقويم ترتكز على الخطط والأهداف العامة والرؤى المستقبلية وما تحقق وما لم يتحقق ( ولماذا وكيف) وغير ذلك الكثير من الأسئلة الواضحة والتي بحاجه إلى إجابات دقيقه تساعد على التغذية الراجعة· هذا الأسلوب التقويمي من المستحيل أن يتم بجهود فردية إذ يستلزم وجوده جهوداً جبارة تتضمن إعدادا علميا يركز على الأساليب والنماذج وجهود المختصين في مجال التخطيط والإدارة، ولهذا فمن الأولى أن يتولى في كل مؤسسة تربوية تعليمية نموذجية كانت أم شراكة أو حكومية متواضعة، جهاز مختص مدعوم بكفاءات مؤهلة للتصدي لهذه المسؤولية، وهي مهمة جسيمة فعلا، لأنها تتطلب إلى جانب الكفاءات العلمية المختصة توفر الإخلاص والضمير الأخلاقي والموضوعية حتى يكون بالإمكان اكتساب الثقة بالنتائج التي تنتهي إليها عملية التقويم، وبالتالي الوصول إلى قيادات ناجحة بمعنى الكلمة تهتم بالتخطيط ورسم الأهداف وتحديد المشاريع المستقبلية دون الخوف من الوقوع بالأخطاء· هدى جمعة الحوسني موجهة تربوية بمنطقة أبوظبي التعليمية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©