الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لبنان: «حزب الله» يقيم نقاط تفتيش!

14 فبراير 2014 22:47
أوقف أربعة مقاتلين تابعين لـ«حزب الله»، يرتدون زياً مموهاً ويحملون بنادق آلية، سيارتهم على قارعة طريق ناءٍ في منطقة جبلية وعرة مؤدية إلى مدينة «الهرمل» الحدودية. وقد فحص رجل كثّ اللحية أوراق هوية مستقلي سيارتنا بينما كان مقاتل آخر، وجهه مغطى بقناع أسود، يحمل بندقية من طراز «إم- 16»، فيما جلس الرجلان الآخران في سيارة دفع رباعي على جانب الطريق، وهما متأهبان لمطاردة أية سيارة تقتحم الحاجز. ويبرز هذا المشهد غير المعتاد وتحقق مقاتلي «حزب الله» من هويات المارة عبر الطريق، الخوف والغضب اللذان تملكا المناطق الشيعية في لبنان في خضم موجة غير مسبوقة من الهجمات الانتحارية التي خلفـت نحـو أربعين قتيـلاً ومـا يربـو على 300 جريح. وبالمثل، يمكن أن يحفز ذلك وضع نقاط تفتيش في المناطق السنية، وهو ما يقوض دور الجيش اللبناني كضامن للاستقرار الداخلي. وقد تعرضت مدينة «الهرمل» إلى تفجيرين انتحاريين العام الجاري، وكانت المدينة والمناطق المحيطة بها هدفاً في أكثر من 20 مناسبة العام الماضي، حيث تم إطلاق صواريخ من قبل الثوار السوريين عبر الحدود. وقد ادعت المسؤولية عن التفجرين الانتحاريين جماعات متطرفة إما تابعة لتنظيم «القاعدة» أو تتبنى أفكاره، تقول إنها ترد على التدخل المسلح من قبل «حزب الله» في سوريا إلى جانب نظام الأسد. وعلى رغم ذلك، لا يزال «حزب الله» مُصراً على عدم سحب قواته من سوريا. وقد تحدث نائب زعيم «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم، في خطاب يوم الأحد، قائلاً: «سنواصل عملنا وسنظل في الميدان ملتزمين بمواقفنا السياسية»، مضيفاً «سنظل نقاتل حيثما نقاتل، وسنبقى قوة مقاومة ضد إسرائيل وعملائها». وعلى رغم ذلك، خيمت على المناطق الشيعية حالة من الفزع بسبب التفجيرات الانتحارية، بعد أن استهدف تفجيران الضواحي الجنوبية لبيروت، التي يبسط عليها «حزب الله» نفوذه، فالشوارع فارغة والأعمال التجارية تعاني إلى حد بعيد. ويسعى السكان في هذه المناطق إلى بيع عقاراتهم والانتقال أو الاستئجار في مناطق أخرى في بيروت. وتشير التقارير إلى أن قناصة «حزب الله» يتمركزون على أسطح المباني، بينما يتم، من حين لآخر، اكتشاف مزيد من العبوات الناسفة مزروعة لاستهداف كوادر الحزب. وقد عبّأ الشيخ قاسم أنصار الحزب قائلاً «إن هذه الحرب التي شنوها علينا تتطلب منا التضحيات، ونحن نبذل قصارى جهدنا من أجل تقليص تبعاتها وآلامها». ويعتبر «حزب الله» هو القوة العسكرية والسياسية الأكثر نفوذاً في لبنان، ولكن مقاتليه نادراً ما يظهرون حاملين الأسلحة علانية. وعندما تم تفجير سيارة مفخخة في منتصف أغسطس الماضي ما أسفر عن مقتل 15 شخصاً وجرح 30 آخرين، خرج مقاتلو «حزب الله» في ملابس مدنية من دون أسلحة إلى الشوارع في جنوب بيروت للوقوف في نقاط تفتيش. وعلى رغم ذلك، في غضون أسابيع قليلة، سلّم «حزب الله» هذه النقاط إلى الجيش والقوات الأمنية اللبنانية. وفي يوم الاثنين الماضي، طالب الجيش اللبناني بإغلاق نقاط التفتيش التي يقيمها «حزب الله» عند المدخل الشرقي لمدينة «الهرمل»، غير أن السكان المحليين الغاضبين أغلقوا الطرق بإطارات سيارات محروقة وطالبوا بإعادة وضع نقاط التفتيش، التي يزعمون أنها ضرورية لأمنهم. وحسب مصادر مقربة من «حزب الله»، أخبر الجيش زعماء الحزب المحليين بأن وضع نقاط تفتيش بشكل مستقل من شأنه تشجيع الجماعات الأخرى على اقتفاء أثرها، وهو ما يضعف سلطة الدولة في جزء من لبنان لا تمتلك فيه الحكومة سوى سيطرة محدودة في الأساس. وأضاف المصدر «إن الجيش قال لنا إنهم إذا سمحوا بوضع نقاط تفتيش في الهرمل، فسيتعين عليهم السماح للسنة بوضع نقاط تفتيش مماثلة في مدينة عرسال»، مشيراً إلى إحدى المدن السنية في شمال شرق وادي البقاع، التي تعتبر منصة لدعم المعارضة السورية. وتأججت التوترات بين «الهرمل» الشيعية و«عرسال» السنية بشكل كبير منذ أكثر من عام، في ضوء عمليات اختطاف بين الجانبين وتبادل لإطلاق النار. واتهم مسؤولو «حزب الله» مراراً وتكراراً مدينة «عرسال» بأنها قناة للسيارات المفخخة، التي تتجمع في مدينة «يبرود» السورية وهي تحت هيمنة الثوار السوريين، للوصول إلى المناطق الشيعية في لبنان. وفي نوفمبر الماضي، اعترض الجيش اللبناني سيارة كانت تحمل 770 رطلاً من المتفجرات التي تستخدم عادة في الهجمات حول «يبرود»، وقد دخلت لبنان عبر «عرسال»، حسب مصدر أمني رفيع المستوى. ويفصل «عرسال» عن الحدود السورية نحو ستة أميال من الجبال القاحلة والوعرة المليئـة بممرات التهريـب التي يستغلهـا الثوار السوريون وأنصارهم اللبنانيـون في عبور الحدود. وتشير التقارير الصحافية الأخيرة والتعليقات من مصادر مقربة من «حزب الله» إلى أن الحزب يخطط لهجوم وشيك على «يبرود» فيما يزعم أنه محاولة لوقف إنتاج السيارات المفخخة وإغلاق الحدود القريبة من «عرسال». ‎نيكولاس بلانفورد الهرمل - لبنان ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©