بعد عقود طويلة على إنشائها، تسعى الاستخبارات الخارجية البريطانية المعروفة باسم "إم آي 6" إلى إجراء تغييرات شاملة فيها، بما يشمل توظيف عدد أكبر من النساء ومن غير ذوي البشرة البيضاء بجانب فئات أخرى، من بينها المتقدمون في السن.
اللافت أن المدير الحالي لـ"إم آي 6" أليكس يونغر هو أول مديرٍ لها يقر بأن وكالته بحاجة إلى تغيير. ويسعى يونغر &ndash هذا الرجل فارع القامة ذو الأصل الإسكتلندي &ndash إلى أن تُخلّد فترة رئاسته للجهاز بأنها الحقبة التي شهدت تجديداً جذرياً له ليصبح ممثلاً للمجتمع البريطاني متعدد الثقافات.
وتصف صحيفة «الغارديان» البريطانية هذه المهمة بالشاقة، وتقول إن ذلك لا يعود فقط لما لحق بسمعة استخبارات البلاد من أضرار بفعل غزو العراق وغيره، مما قد يجعل الناس محجمين عن العمل فيه. فمن بين هذه العوامل؛ السرية الشديدة التي تكتنف عمل الوكالة.
وتنقل «الغارديان» عن «سارا» - التي تصفها بأنها المسؤولة حالياً عن عمليات التوظيف في الـ"إم آي 6" - قولها إن «طبيعة عملنا صعبة .. نحتاج إلى حماية هويات العاملين بأكثر مما تفعل أي جهة أخرى».
وتسود رؤية في بعض التجمعات السكانية في بريطانيا، مفادها بأن هناك أشخاصاً من خلفيات اجتماعية وتعليمية بعينها يحظون بفرصٍ أفضل للعمل في الاستخبارات، وهو أمر تؤكد «سارا» عدم صحته، دون أن تنفي أن ذلك ليس واضحاً بما يكفي للأقليات العرقية في المجتمع البريطاني، تلك التي يحجم أبناؤها - على ما يبدو - عن محاولة الالتحاق بالعمل في الوكالة من الأصل.
وتقول «سارا» &ndash وهي ضابطة استخبارات ميدانية سابقة &ndash إن وكالتها «تحتاج» لهؤلاء الناس بالفعل. وتشير في الوقت نفسه إلى أن أبرز الصفات الواجب توافرها في ضابط الاستخبارات الأفضل من نوعه؛ تتمثل في تحليه بالذكاء العاطفي وبمستوى مرتفع من الذكاء العقلي، بغض النظر عن تعليمه أو خلفيته.
كما تؤكد ضرورة أن يكون المرشح المثالي للانضمام للوكالة شخصاً قادراً وراغباً في القتال للنجاة بحياته، لا من بين من يُولدون وفي أفواههم ملعقةٌ من ذهب.
وتكشف «سارا» النقاب عن أن نسبة النساء في الـ"إم آي 6" تبلغ حالياً 20% من العاملين فيها. وتقول إن ثمة حاجة للمزيد من النساء «لأنهن ينزعن إلى النظر إلى الأمور بشكل مختلف».
وفي إطار عمليات التوسع في الاستخبارات البريطانية الخارجية؛ يقول مسؤولو هذه الوكالة إنها بصدد توظيف أشخاص كبار في السن، بعضهم كان يعمل بنجاح في مجال المال والأعمال. وقد وظف الجهاز مؤخراً رجلاً في أواخر الخمسينات من عمره.
عدد اليوم
