موسى: العرب لن يشاركوا في مؤتمر سلام غامض

أكد الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أن هناك غموضا فيما يتعلق بمؤتمر السلام الدولي الذي دعا اليه الرئيس الاميركي بوش والمقرر عقده في الولايات المتحدة في الخريف المقبل· وأعرب عن اعتقاده بأن أحدا من الدول العربية لن يوافق على الحضور في مؤتمر للسلام أجندته غير واضحة وغير متفق على الأطراف المشاركين به· مجددا التأكيد في الوقت ذاته على أن العرب جادون في عملية السلام· وقال عقب مباحثاته بالقاهرة أمس مع وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنر إن فكرة الرئيس بوش بشأن عقد مؤتمر دولي للسلام فكرة سليمة إذا وضعت الأمور في نصابها تماما وتأكدنا أن الإجتماع الدولي هو اجتماع لمعالجة المسألة بجدية وبالأجندة الصحيحة والمشاركين المعنيين بالقضية وغير ذلك سوف يكون الأمر تضييعا للوقت· وحول تصريحات وزيرالخارجية السعودي التي رجح فيها إمكانية عدم حضور بلاده المؤتمر الدولي في ظل عدم وجود أجندة شاملة له قال ''هناك غموض بشأن فحوى المؤتمر وأجندته والأطراف المشاركة فيه''· وشدد موسى على أن المبادرة العربية تؤكد جدية العرب بشأن عملية السلام· وقال ''إذا كان الطرف الآخر غير جاد أو يريد تمضية الأمور أو تهدئة الأوضاع فسيكون من الضرر البالغ أن نشارك في مثل هذا المؤتمر لأنه سيكون غير مجد''· وأعرب عن دهشته للاستمرار في بناء المستوطنات في ظل الحديث عن عقد المؤتمر الدولي للسلام· وقال موسى إن فرنسا لا تعرف شيئا عن المؤتمر مثل الجميع فحتى الآن لم يتم إبلاغ أي طرف وهذا يطرح علامات استفهام كثيرة· وحول كيفية ذهاب الفلسطينيين الى مؤتمر السلام وهم منقسمون· قال موسى إن جهود رأب الصدع الفلسطيني جارية· منوها في هذا الصدد بالجهود والإتصالات التي تبذلها السعودية ومصر والجامعة العربية· ومؤكدا على ضرورة أن تكون فلسطين واحدة وتتحدث بصوت واحد قائم على التوافق في الرأي· وقال وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط إن المناقشات المطولة خلال استقبال الرئيس حسني مبارك لوزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أمس تناولت النزاع العربي -الاسرائيلي وجهود تحقيق السلام في المنطقة والمؤتمر الدولي للسلام في الشرق الاوسط الذي دعت الولايات المتحدة لعقده في نوفمبر القادم· ومدى التقدم الذي تحقق خلال الاتصالات الفلسطينية الاسرائيلية في الآونة الاخيرة· وقال أبوالغيط إن الاتصالات بين مصر والولايات المتحدة أو بين مصر والاطراف الدولية لم تكشف عن الرؤية الاميركية حول أجندة المؤتمر الدولي· وأعرب عن اعتقاده بأن الزيارة المرتقبة لوزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس للمنطقة واجتماعها مع الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي بالاضافة الى لقاء الوفود العربية معها في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة يمكن أن يؤدي الى تكوين صورة واضحة عن التفكير الاميركي إزاء عناصر المؤتمر الدولي المقترح بما في ذلك توقيت ومكان عقده وجدول أعماله· وحذر أبو الغيط من أنه إذا ما عقد المؤتمر الدولي ولم يحقق الهدف منه والذي يتمثل في دفع عملية السلام وإطلاق المفاوضات بين الاطراف المعنية وصولا الى إقامة الدولة الفلسطينية فستكون العواقب صعبة لأن عقد هذا المؤتمر بدون أن يسفر عن نتائج ملموسة ستكون له عواقب ضارة· معربا عن أمله في أن يتاح الوقت الى حين انعقاد هذا المؤتمر لبلورة الكثير من المواقف· وبدوره اكد وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير اتفاقه مع وجهة النظر المصرية حول المؤتمر الدولي· مضيفا أنه لمس خلال زيارته الاخيرة للاراضي الفلسطينية وإسرائيل بعض إشارات توحي بالامل· وقال كوشنير إن هناك توافقا بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي إيهود أولمرت، مؤكدا أن ''شيئا ما يحدث'' بين الفلسطينيين والاسرائيليين تمهيدا للمؤتمر · واضاف كوشنير ''انني اعرف أنه وفقا للمتحاورين فإن شيئا ما يحدث بينهما''· واضاف الوزير الفرنسي إن ''جهدا أنجز بالفعل في اتجاه مولد الدولة الفلسطينية التي ننتظرها منذ سنوات وسنوات''· واشار مع ذلك الى أن الغموض ما زال يحبط بالمؤتمر الدولي للسلام ، معتبرا أن هناك ''جهدا مطلوبا'' في هذا الشأن· وبدا ابو الغيط اكثر تحفظا اذ اعتبر أن ''الاسرائيليين والفلسطينيين يتناقشون لكن لم يحدث اختراق بعد''·