الامارات تؤوي 20% من العقاب النساري في الشرق الاوسط

يعيش في دولة الامارات نحو 20 % من مجموعة طيور العقاب النساري في الشرق الأوسط، حيث تؤوي إمارة أبوظبي 90 % من إجمالي عددها في الدولة والتي تمثل أيضا معظم الطيورالمتواجدة في الخليج العربي، فيما بدأت هيئة البيئة ابوظبي بتعقب صغار الطائر بالأقمار الصناعية في شبه الجزيرة العربية· جاء ذلك في دراسة هي الأولى من نوعها في شبه الجزيرة العربية أصدرتها هيئة البيئة في ابوظبي ، وقالت الدراسة إن هذه المجموعة تمثل معظم المجموعة الموجودة في الخليج العربي· وقامت هيئة البيئة في أبوظبي مؤخرا بإجراء دراسة مسحية مكثفة لجميع الجزر والمواقع الساحلية الرئيسية في إمارة أبوظبي لمعرفة التغيرات التي طرأت على أوضاع طيور العقاب النساري وأعدادها حيث لا تتوفر معلومات حديثة حول الوضع الراهن لتكاثر هذه الطيور· وشملت المسوحات ''''61 منطقة تضمنت بعض الجزر والمناطق التي لم تتوفر معلومات سابقة عن استيطان هذه الطيور لها في الماضي بالإضافة إلى السواحل الممتدة من غرب أبوظبي إلى رأس غميس بالقرب من السلع ومن الشرق حتى الطويلة· وذكر سعادة ماجد المنصوري الأمين العام لهيئة البيئة- أبوظبي أنه وبناء على التسجيلات الفعلية لمسح 2007م يوجد في إمارة أبوظبي 61 زوجاً متكاثراً أو ما يقدر بحوالي 70 عشاً بعد إضافة جزيرة الفطيسي وذلك مقارنة بحوالي 50 الى 70 زوجاً متكاثراً على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 1994م وتشير نتائج المسح إلى أن هناك بعض الاستقرار في أعداد طيور العقاب النساري المتكاثرة في الإمارة ، داعيا إلى حماية هذا النوع على المدى الطويل حيث أنه من الضروري ترك بعض الجزر على حالتها الطبيعية دون إزعاج من الوجود البشري المستمر الذي يجبر العقاب النساري على هجر أعشاشه· وأشارت الدراسة الى أن مجموعة الجــــــزر الغربية في إمارة أبوظبي تــــــــؤوي عدداً كبيراً من الأزواج المتكاثرة من العقاب النساري حيث تعتبر مواقع التعشيش في مجمع جزيرة المهيمات وقرين العيش والبزم وأم أمــــــــين وغاغا وبوطينة والفزعية وأم حطب من المواقع الهامة لتكاثر العقاب النساري بصفة خاصة في إمارة أبوظبي· وتعتبر المراقبة المستمرة لتكاثر طيور هذا النـــــــــوع وتتبعه بالأجهزة المتصلة بالأقمار الصناعيـــــــــة من المتطلبات الرئيسية لدراسة التكاثر وانتشار الأفراخ بعد خروجها من الأعشاش· وتم البدء بدراسة تجريبية بتثبيت جهاز تتبع فضائي على فرخ عقاب نساري في السابع من مارس 2007م في جزيرة البزم ومتابعة تحركاته بنجاح إلى جنوب شرق ســـــــاحل سلطنة عمان بالقرب من شبه جزيرة مدركة قاطعا حوالي ألفي كيلو متر· وكانت هذه الدراسة هي الأولى من نوعها لصغار العقاب النساري في شبه الجزيرة العربية والتي مهدت الطريق لبدء تتبع عدد أكبر من هذه الطيور في العام القادم · المخاطر المؤثرة على تكاثر العقاب النساري عادة ما يؤدي الإزعاج إلى هروب الأزواج من العش خاصة في المراحل الأولى من عملية التعشيش، حيث إن العقاب النساري طائر حساس ونفور من الوجود البشري والتغيرات خاصة بالقرب من الأعشاش· وهذا ما يشير إليه وجود حوالي 40% من الأعشاش غير النشطة في الجزر التي تشهد بعض الأنشطة العمرانية والإزعاج الناجم من الوجود البشري المستمر بالقرب من الأعشاش، فقد تناقص عدد الأعشاش في تلك المواقع بدرجة ملحوظة، حيث اختفى أكثر من نصف الأعشاش المسجلة في عام 1994 م، وكانت حوالي 80% من الأعشاش نشطة في عام 1994م مقارنة بحوالي 33% فقط هي نسبة الأعشاش النشطة في عام 2007 م· ما هو العقاب النساري؟ العقاب النساري المعروف محلياً بنسر البحر أو عقاب السمك هو طائر متخصص في صيد الأسماك ويتميز بوجود أصبع خارجي مرن وراحة قدم شوكية مهيأة لالتقاط وحمل الأسماك بالإضافة إلى أمعاء طويلة وريش زيتي متماسك· ويعتبر العقاب النساري من الطيور الشائعة التي تتكاثر في شبه الجزيرة العربية مع وجود مجموعة كبيرة منها في منطقة الخليج العربي· وهو من الأنواع المتكاثرة المقيمة في دولة الإمارات العربية المتحدة كما يعتبر من الأنواع المحلية ذات الأهمية الإقليمية من حيث أعداد طيورها ونسبتها من المجموعات المتكاثرة على المستوى الإقليمي· وتعشش عقبان السمك على الجزر المعزولة الهادئة أو على السواحل الخالية من الأنشطة البشرية وتعتبر جزر غرب أبوظبي مهمة لتكاثر هذا الطائر·