الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأشرف سيف الدين برسباي.. عنوان للعزم والخبرة في مواجهة التحديات

الأشرف سيف الدين برسباي.. عنوان للعزم والخبرة في مواجهة التحديات
14 فبراير 2014 21:10
القاهرة (الاتحاد)- السلطان الملك الأشرف بارسباي هو ثامن سلاطين المماليك الجراكسة بمصر، ورغم أن سيرته في السنوات الأولى من عمره كمملوك لأحد أمراء المماليك في ملطية لم تختلف كثيرا عن سيرة أقرانه من المماليك، فإن برسباي بعد صعوده لعرش السلطنة في 8 ربيع الأول عام «825 هـ- 1 أبريل 1422م» أظهر عزما وحنكة لا حد لهما وهو يواجه التهديدات الحربية والاقتصادية ضد سلطنة المماليك. وكانت دولة المماليك قد شهدت سلسلة من الحروب لإقرار نفوذها بمنطقة أعالي الشام، مما أدى لاستنزاف الدنانير الذهبية من الخزانة وتوقفت دار السك تقريبا عن سك العملات الذهبية، الأمر الذي أتاح للنقود الذهبية التي ضربتها جمهورية البندقية والمعروفة باسم «الدوكة» أن تتسيد برسومها التي تضم نقوشا لصور دوق البندقية والقديس بطرس أسواق التداول النقدي في كل من مصر والشام، وهو ما أثار حنق السلطان الأشرف بارسباي من هذه النقود التي وصفها بنقود الكفرة المشخصة. اكتناز الدوكات وأدرك بارسباي أن محاولات من سبقه لمنع هيمنة الدوكات قد أخفقت بسبب ارتفاع وزن الدينار المملوكي عن وزن الدوكة ونتيجة لقلة خام الذهب بدار الضرب، ولذا أقدم السلطان الأشرف بارسباي على تغيير وزن الدينار الإسلامي لأول مرة منذ اعتماد وزن المثقال «4.25 جرام» في عهد عبدالملك بن مروان وأصبحت دنانيره المعروفة بالأشرفية تضرب بوزن 3.49 جرام بفارق طفيف عن وزن الدوكة وبفضل هذا الإجراء النقدي اتجه المستهلكون لاكتناز الدوكات التي كانت أكبر وزنا ونقاء وزاد على ذلك عدة إجراءات تكميلية، من بينها النداء بعدم جواز التداول بنقود الكفار وتجديد الاتفاقات التجارية مع جمهورية البندقية لتنص على أن يدفع التجار البنادقة أثمان السلع في الإسكندرية بالعملات الذهبية أو بسبائك الذهب فقط. واشتهر بارسباي بحملاته الثلاث المظفرة على جزيرة قبرص بعدما قام ملكها بطرس الأول لوزنيان بمهاجمة الموانئ المصرية مثل دمياط والإسكندرية التي نهبت حوانيتها وبيوتها، فضلا عن تعرضه للسفن التجارية المملوكية وأسر بحارتها، ووصل الأمر بالملك القبرصي إلى حد مهاجمة سفينة كانت تحمل هدايا من الأشرف بارسباي للسلطان العثماني مراد الثاني، وهو ما دفع السلطان المملوكي إلى توجيه حملة أولى حطمت بعض سفن قبرصية كانت تستعد للإبحار من ميناء ليماسول لممارسة أعمال القرصنة. وأعقب ذلك بحملة بحرية من 40 سفينة قامت بتدمير ميناء ليماسول وأسر أكثر من ألف من القوات المدافعة عن الميناء. احتفالات شعبية أما الحملة الثالثة فانتهت بفرض السيطرة على الجزيرة وأسر ملكها الذي حمل إلى القاهرة وعرض على أهلها بالشوارع وسط احتفالات شعبية عارمة ولم يفرج عن الأسير إلا بعد دفع فدية تزيد على مليون دينار استخدمها بارسباي في تدعيم مركز دنانيره الأشرفية. وقد ظل نمط نقود الأشرف بارسباي يهيمن على دنانير المماليك حتى سقوط دولتهم وعرفت دنانيرهم وكذلك دنانير الدول الإسلامية التي ضربت بالوزن الجديد أيضا باسم الأشرفي. وقد ترك الأشرف بارسباي بعد سنوات حكمه السبعة عشر عدة عمائر جليلة أهمها مدرسته بشارع بين القصرين بالقاهرة والمعروفة بالأشرفية والخانقاه التي شيدها في ضاحية سرياقوس قرب القاهرة والتي تعرف اليوم باسم مدينة الخانكة نسبة لهذه المنشأة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©